لأول مرة منذ أن حاصر "داعش" دير الزور السورية قبل عامين، ينجح برنامج الأغذية العالمي في إسقاط مساعدات مطلوبة بشدة للمحاصرين في دير الزور. لكن المساعدات لا تكفي إلا عددا قليلا من سكان المدينة البالغ عددهم 200 ألف شخص.
إعلان
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين (11 نيسان/ أبريل 2016) إسقاط مساعدات بالمظلات تبلغ 20 طنا من المواد الغذائية، في مدينة دير الزور السورية التي يحاصرها منذ مارس/ آذار 2014 متطرفون ينتمون لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويشار إلى أن عملية الإنزال الجوي التي تمت أمس الأحد، تعتبر المرة الأولى التي يصل فيها برنامج الأغذية العالمي إلى 200 ألف شخص في المدينة الواقعة شرقي البلاد، منذ بدء الحصار، وفقا للبرنامج. وكانت المحاولة الأولى للوصول إلى السكان المحاصرين عن طريق الجو في شباط/ فبراير الماضي، فشلت بسبب الرياح القوية ومشاكل تقنية.
وقال البرنامج إن المساعدات عبارة عن فول وحمص وأرز يكفي لإطعام 2500 شخص لمدة شهر واحد فقط. إلا أن برنامج الأغذية العالمي يقول إنه يعتزم القيام بمزيد من عمليات إنزال الغذاء قريبا، للتخفيف من "النقص الحاد في الغذاء."
وجمعت منظمة الهلال العربي السوري 22 حزمة مساعدات في المجمل على الأرض ولم يعرف مصير أربع حزم أخرى.
مضايا المحاصرة يقتلها الجوع- صور من الداخل
تتعرض بلدة مضايا السورية لحصار متواصل من قبل قوات نظام بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ شهر تموز/ يوليو 2015. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن 23 شخصا قضوا جوعا في مضايا منذ الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2015.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Krzysiek
نقص المواد الغذائية جعل الأمهات في مضايا غير قادرات على إرضاع صغارهن، كما أنه لا يوجد حليب من مصادر أخرى لإرضاع الصغار. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن 23 شخصا قضوا جوعا، بينهم ستة لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا، وخمسة تجاوزت اعمارهم الستين من العمر.
صورة من: Aktivisten aus Madaja
طعام مصنوع من ورق الشجر ، كما توضح هذه الصورة التي أرسلها ناشطون عن الأوضاع في مضايا المحاصرة ولم يتسن لDW عربية التحقق من صحتها. لكن إحدى سكان مضايا قالت لوكالة فرانس برس: "أكلنا كل أوراق الشجر وقطعنا الجذوع للتدفئة، ونفد كل ما لدينا".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
مضايا تحاصرها قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ يوليو/ تموز 2015. وبحسب بيان للإمم المتحدة، فان آخر قافلة مساعدات دخلت إلى مضايا كانت في 18 تشرين الأول / أكتوبر، وتعذر الوصول اليها منذ ذلك الحين. لكن حزب الله نفى الجمعة (8 يناير/ كانون الثاني) مشاركة مقاتليه في "تجويع" سكان مضايا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
صبي برزت عظامه لشدة جوعه في مضايا. هذه الصورة أرسلها ناشطون لموقعنا. ونقلت الأمم المتحدة عن "تقارير موثقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو لأشخاص من مضايا بدا عليهم الوهن الشديد. المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في سوريا بافل كشيشيك قال: "هناك نقص في كل شيء منذ مدة طويلة، يعيش السكان في ظل غياب المواد الاساسية من طعام ودواء ولا يوجد حتى كهرباء أو مياه"
صورة من: Aktivisten aus Madaja
ليست بلدة مضايا وحدها المحاصرة، ففي شمال محافظة إدلب يحاصر متمردون معارضون بلدتي فوعه وكفريا الشيعيتين اللتين تسيطر عليهما القوات الحكومية منذ شهر نيسان/أبريل الماضي. وتسعى الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للبلدات المحاصرة الثلاثة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
خرجت مظاهرات في سوريا وخارجها تطالب العالم بالنظر إلى المجاعة في مضايا، مذكرة بمأساة المدنيين في البلدة التي تبعد عن دمشق 25 كليومترا. وتحدثت الأمم المتحدة الى الحكومة السورية من أجل السماح بدخول المساعدات.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Faham
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال الأربعاء (6 يناير/ كانون الثاني) بحصار مضايا، القريبة من الحدود اللبنانية، قائلا إنه وضع "لا يطاق وغير مقبول". وأضاف نادال إن "فرنسا تدعو إلى الرفع الفوري للحصار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى مضايا وجميع المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقراري 2254 و2258 لمجلس الأمن الدولي".
صورة من: public domain
وافقت الحكومة السورية الخميس (7 يناير/ كانون الثاني 2016 ) على دخول مساعدات لمضايا حسب باول كرزيسيك، وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي قال "تلقينا إذنا بدخول بلدات مضايا وفوعه وكفريا ". وسوف يبدأ ايصال المساعدات للبلدات الثلاث الأحد في العاشر من يناير على أقرب تقدير.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Krzysiek
9 صورة1 | 9
ويعاني سكان دير الزور نقصا حادا في الغذاء وأوضاعا متدهورة كثيرا. ويمثل النساء والأطفال 70 بالمئة من المحاصرين في المدينة وكثيرون منهم تركوا منازلهم في أماكن أخرى ويعيشون في ملاجئ مؤقتة.
ودير الزور هي المدينة الرئيسية في المحافظة السورية التي تحمل نفس الاسم. وتربط المحافظة مدينة الرقة العاصمة الفعلية للتنظيم المتشدد بأراض تسيطر عليها جماعة متشددة في العراق.