الأمم المتحدة تطلق حملة تبرعات دولية لمساعدة ثلثي سكان اليمن
٢٧ فبراير ٢٠٢٣
تحاول الأمم المتحدة جمع حوالي 4.3 مليارات دولار خلال السنة الراهنة لمساعدة ملايين الأشخاص في اليمن، حيث يحتاج أكثر من ثلثي سكان البلاد إلى شكل من أشكال المساعدة.
إعلان
أطلقت الأمم المتحدة، اليوم الإثنين (27 فبراير/شباط 2023)، حملة لجمع التبرعات لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، الذي يحتاج ثلثاه إلى الدعم بعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية.
وتحتاج الأمم المتحدة إلى 4.3 مليارات دولار خلال السنة الراهنة لمساعدة ملايين الأشخاص في اليمن، فيما يعقد الاثنين مؤتمر للمانحين في جنيف في محاولة لجمع الأموال.
وتحتاج منظمات المساعدة الإنسانية لهذه المبالغ لمساعدة 17.3 مليون شخص في اليمن حيث أدت الحرب إلى مقتل الآلاف منذ العام 2015 وأغرقت أفقر دول شبه الجزيرة العربية في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية خطورة في العالم. وتزيد الأزمة المناخية من حدة الوضع.
وفي المجموع، سيحتاج ثلثا سكان البلاد أي أكثر من 21 مليون نسمة، إلى شكل من أشكال المساعدة خلال هذه السنة، بحسب ما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الذي يتخذ من جنيف مقراً له.
وتفيد المنظمة الدولية أن المبالغ القياسية لهذه المساعدات في مواجهة أزمة متعددة الأوجه، تحتاج إلى جهود هائلة من الدول المانحة و"من دون هذا الدعم المستدام لعملية مساعدة اليمن ستكون حياة ملايين اليمنيين على المحك وجهود وضع حد نهائي للنزاع أكثر صعوبة".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي يحضر الاثنين مؤتمراً تنظمه السويد وسويسرا "المجتمع الدولي يملك السلطة والوسائل لانهاء هذه الأزمة. يبدأ ذلك بتمويل ندائنا والالتزام بدفع هذه الأموال سريعا". وأضاف في بيان "معا يمكننا أن نقلب مسار المعاناة. فلنمنح الشعب اليمني الأمل".
ومن جهتها ناشدت منظمة الصحة العالمية جمع 392 مليون دولار قبل مؤتمر للمانحين برئاسة الأمم المتحدة في جنيف لتجنب "انهيار محتمل" لقطاع الصحة في اليمن الغارق في الحرب. ومن بين من يحتاجون إلى المساعدة، 540 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون سوء تغذية حادا مع خطر مباشر للوفاة.
مساعدات ألمانية
ومن المتوقع أن تتعهد وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بتقديم مساعدات تصل إلى مئات الملايين من الدولارات في جنيف.
وفي عام 2022، حصلت الأمم المتحدة على أكثر من 2.2 مليار دولار ما سمح لها بمساعدة نحو11 مليون شخص عبر اليمن شهرياً مع توفير الغذاء والمأوى لهم فضلا عن التعليم.
وأجبرت الحرب ملايين الأشخاص على الفرار. ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية الحاد، ومئات الآلاف في حالة تهدد حياتهم. كما تعرض اقتصاد البلاد للدمار وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد.
وأظهرت الأرقام في نهاية العام الماضي تحسناً في الجهود مع انتقال عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع من 161 ألفا إلى صفر.
وكانت الأطراف المتحاربة في اليمن اتفقت على هدنة استمرت من نيسان/أبريل إلى تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
لكن الأمم المتحدة حذرت من أن "هذا التقدم يبقى ضعيفاً جداً وقد ينقلب سريعا" في حال عدم توافر الأموال. وأضافت "من الضرورة بمكان الإبقاء على نشاطات حيوية (..) وكذلك الاستثمارات المستدامة وعلى نطاق واسع لإعادة بناء اليمن".
وشددت المنظمة في بيانها على أن ذلك "سيساهم في خفض معاناة الأفراد على المدى الطويل فضلا عن حجم النداء الإنساني والكلفة".
ع.ح./م.س. (أ ف ب ، د ب أ)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..