الأمم المتحدة تعلق توزيع الأغذية في رفح بسبب نقص الإمدادات
٢١ مايو ٢٠٢٤
أعلنت الأمم المتحدة أنها علقت توزيع المواد الغذائية في مدينة رفح بسبب نقص الإمدادات وانعدام الأمن، مؤكدة عدم دخول أي شاحنات مساعدات خلال اليومين الماضيين عبر رصيف عائم أنشأته الولايات المتحدة لإيصال المساعدات البحرية.
إعلان
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الثلاثاء (21 مايو/أيار 2024)، تعليق توزيع المواد الغذائية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بسبب مشكلات في الإمدادات وانعدام الأمن. وقالت الأونروا في منشور على منصة إكس إن "توزيع المواد الغذائية في رفح متوقف حاليا بسبب نقص الإمدادات وانعدام الأمن".
ولم يعد من الممكن الوصول إلى مركز التوزيع التابع للوكالة وكذلك مركز برنامج الأغذية العالمي في رفح بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، على ما ذكرت الأمم المتحدة الثلاثاء.
ولم تحدد الأمم المتحدة عدد الأشخاص الذين بقوا في رفح منذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي هجومه المكثف هناك قبل أسبوعين، ولكن يبدو أن عدة مئات الآلاف من الأشخاص ما زالوا موجودين.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن الغذاء في وسط غزة ينفد أيضا، حيث لجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من رفح إلى مأوى وسط نزوح جماعي فوضوي وأقاموا مخيمات جديدة أو احتشدوا في مناطق دمرتها بالفعل هجمات إسرائيلية سابقة. وحذرت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن "العمليات الإنسانية في غزة على وشك الانهيار". وأضافت أنه إذا لم يتم استئناف دخول الغذاء والإمدادات الأخرى إلى غزة "بكميات هائلة، فسوف تنتشر الظروف الشبيهة بالمجاعة".
الهجوم الإسرائيلي في رفح وما حولها أجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار وسط انتقادات شديدة من المجتمع الدولي.
02:27
وجاء هذا التحذير في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى احتواء تداعيات طلب المدعي العام لمحكمة جرائم الحرب العليا في العالم إصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين وحماس، وهي خطوة تدعمها ثلاث دول أوروبية، بما في ذلك الحليف الرئيسي فرنسا. واستشهد المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتهمة "استخدام التجويع كوسيلة للحرب"، وهي تهمة ينفيها هم ومسؤولون إسرائيليون آخرون بغضب.
واتهم المدعي العام ثلاثة من قادة حماس بارتكاب جرائم حرب فيما يتعلق بقتل مدنيين في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 1.1 مليون شخص في غزة - أي ما يقرب من نصف السكان - يواجهون مستويات كارثية من الجوع وأن المنطقة على شفا المجاعة.
وتفاقمت أزمة الإمدادات الإنسانية خلال الأسبوعين الماضيين منذ شنت إسرائيل توغلها في رفح في السادس من مايو/أيار وتعهدت بالقضاء على مقاتلي حماس. ويذكر أنحركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد لأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وسيطرت القوات على معبر رفح المؤدي إلى مصر، والذي ظل مغلقا منذ ذلك الحين. وتقول الأمم المتحدة إنه منذ 10 مايو/أيار، لم تتمكن سوى ثلاثين شاحنة فقط من الوصول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم القريب من إسرائيل لأن القتال يجعل من الصعب على عمال الإغاثة الوصول إليها.
ف.ي/ع.ش (رويترز، ا ف ب)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance