الأمم المتحدة: "تقنين" الاستيطان انتهاك للقانون الدولي
٧ فبراير ٢٠١٧
أعلن الرئيسان الفرنسي أولاند والفلسطيني عباس في باريس رفضهما الشديد للقانون الإسرائيلي الجديد الذي يشرع البؤر الاستيطانية. فيما اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس القانون انتهاكا للقانون الدولي.
إعلان
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة الثلاثاء (السابع من شباط/فبراير 2017) في بيان أن القانون الإسرائيلي الجديد الذي "يشرع" الاستيطان يشكل انتهاكا للقانون الدولي. وأعرب انطونيو غوتيريس عن "أسفه الشديد" لإقرار هذا القانون الذي يتيح لإسرائيل مصادرة أراض جديدة في الضفة الغربية المحتلة يملكها فلسطينيون، مؤكدا أنه "يشكل انتهاكا للقانون الدولي وستكون له تداعيات قانونية كبيرة على إسرائيل". وشدد المسؤول الأممي على ضرورة تجنب اتخاذ "إجراءات من شأنها تعطيل حل الدولتين"، مطالبا بحل هذه القضايا عبر المفاوضات.
ودعا الفلسطينيون المجتمع الدولي إلى معاقبة إسرائيل إثر إقرار القانون ليل الاثنين بأغلبية 60 نائبا مقابل 52 صوتوا ضده، من أصل 120 في البرلمان، لأنه استملاك لأراض تخص فلسطينيين شيدت عليها مساكن استيطانية بدون موافقة الحكومة، ويحمي بالتالي المستوطنين من أي عمليات إخلاء، مثلما حصل مع مستوطنة "عمونا" الأسبوع الماضي.
ومن لندن إلى القاهرة، مقر الجامعة العربية، مرورا بباريس وأنقرة وعمان، توالت الإدانات ضد القانون الذي يوجه ضربة جديدة لعملية السلام المجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن باريس، حيث التقى الرئيسي فرنسوا أولاند، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القانون هو "تحدٍ سافر لرغبة المجتمع الدولي"، وان مواصلة الاستيطان "عدوان على شعبنا وسنواجهه في المحافل الدولية كافة". من جانبه دعا أولاند "إسرائيل وحكومتها إلى التراجع عن هذا القانون"، مبديا قلقه حيال "تسارع وتيرة المستوطنات" التي تحظى "بغطاء قانوني كون البرلمان الإسرائيلي أقر أمس نصا سيؤدي إلى تشريع المستوطنات العشوائية في حال أكده القضاء".
من جانبها، حضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إسرائيل "على عدم تنفيذ" القانون الجديد الذي أقره البرلمان لصالح المستوطنين. وقالت إن "الاتحاد الأوروبي يدين إقرار الكنيست أخيرا لهذا القانون". وأضافت أن "هذا القانون يتجاوز سقفا جديدا خطيرا عبر تشريع مصادرة حقوق الملكية الفلسطينية وعبر السماح بمصادرة أراض فلسطينية خاصة في الأراضي المحتلة". وتابعت "عبر إقرار هذا القانون الجديد، أصدر البرلمان الإسرائيلي تشريعا يتناول الوضع القانوني للأراضي داخل الأراضي المحتلة الأمر الذي يتجاوز اختصاصه".
ي.ب/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)
نزاع مستمر..المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية
رغم الاحتجاجات الكثيرة والتحذيرات السياسية أقر البرلمان الإسرائيلي قانونا يشرعن المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية. كما تعتزم إسرائيل بناء آلاف الشقق في مستوطنة جديدة. منتقدون يرون في ذلك نهاية حل الدولتين.
صورة من: Reuters/B. Ratner
أكثر من 200 مستوطنة في الأراضي الفلسطينية
تفيد منظمة حقوق الإنسان "بيتسليم" أنه تم في الضفة الغربية والقدس الشرقية من 1967 حتى منتصف 2013 بناء مستوطنات إسرائيلية رسمية ونحو مائة "مستوطنة عشوائية". السلطات الإسرائيلية استولت في الأراضي الفلسطينية، حسب مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية، على 35 في المائة من مساحة القدس الشرقية لبناء المستوطنات.
صورة من: Reuters/B. Ratner
لا فرصة للسلام؟
حاليا يتم تشييد مستوطنة يهودية جديدة في حار حوما بين القدس وبيت لحم في الضفة الغربية. قادة فلسطينيون يعتبرون أن سياسة الاستيطان غير القانونية التي تنتهجها إسرائيل تدمر فرص حل الدولتين وتعرقل حلا سلميا مع الفلسطينيين. ويلقى بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية انتقادا دوليا.
صورة من: picture alliance/newscom/D. Hill
إسرائيل تصادر أراضي فلسطينية خاصة
يبقى القانون الجديد للتشريع اللاحق لبناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية محل جدل. 16 مستوطنة ونقطة خارجية مستهدفة. ويتوقع تقديم تعويضات مالية لأصحاب الأرض الفلسطينيين ليتمكن المستوطنون اليهود من البقاء هناك.
صورة من: Reuters/A. Awad
هدم مستوطنة أمونا العشوائية
القانون الإسرائيلي الجديد لا يسري على بيوت المستوطنين الذين تم إخلاؤهم بقرار قضائي. وكان حزب المستوطنين يهدف من خلال القانون الجديد إلى منع الإخلاء الإجباري لمستوطنة أمونا. منازل الأربعين عائلة تم إخلاؤها في الأسبوع الماضي. أربعة أيام فقط بعدها بدأت أشغال الهدم.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Coex
متاريس واحتجاجات
قررت المحكمة العليا في إسرائيل منذ نهاية 2014 هدم أمونا. وهذا الموعد تم تأجيله عدة مرات. وقد حاولت مجموعات يمينية ومستوطنون الوقوف في وجه إخلاء المكان وتدميره. وقد سافر كثير من المتظاهرين خصيصا إلى المكان المعني. وحتى على الجانب الآخر وقعت احتجاجات عنيفة من قبل فلسطينيين.
صورة من: Reuters/M. Torokman
التصعيد أثناء الإخلاء الإجباري
المستوطنون في أمونا يزعمون أن الضفة الغربية المحتلة من طرف إسرائيل منذ 1967 جزء من الأرض الموعودة للشعب اليهودي. ويعيش نحو 600.000 إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وتحصل من حين لآخر مواجهات بين المستوطنين وفلسطينيين.
صورة من: Reuters/M. Torokman
سكن جديد
تم تشييد نحو 4000 سكن بصفة غير قانونية لمستوطنين إسرائيليين فوق أراضي فلسطينية خاصة. ويُتوقع إخلاؤها أو إضفاء الشرعية عليها لاحقا بفضل القانون الجديد. العديد من سكان أمونا وجدوا سكنا جديدا لهم في مستوطنات مجاورة كما هنا في مستوطنة عفرة
صورة من: Reuters/B. Ratner
إفراغ إجباري في عفرة
لكن حتى في مستوطنة عفرة ليست جميع المنازل قانونية. ويُتوقع حتى الـ 5 من مارس/آذار تدمير تسعة منازل هناك مبنية فوق أراضي فلسطينية خاصة. وحتى عائلة بن شوشان مدعوة إلى مغادرة منزلها.