الأمم المتحدة تكشف أرقاما مرعبة عن مهاجرين محتجزين في ليبيا
١٧ أكتوبر ٢٠١٧
قالت الأمم المتحدة إن حوالي عشرين الف مهاجر ولاجئ محتجزون في ليبيا، كاشفة النقاب عن حالات "معاناة وإساءات يثير مستواها الصدمة". واطلقت المنظمة نداءها إلى عمل طارئ على المستوى الدولي للتعامل مع الأزمة في ليبيا.
إعلان
تحدثت الأمم المتحدة الثلاثاء عن وجود حوالى 20500 مهاجر ولاجئ في مراكز حجز أو لدى مهربين في صبراتة غرب ليبيا التي باتت منطلقا للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين أن السلطات الليبية تعتقل أكثر من 14500 مهاجر ولاجئ كانوا سابقا في يد المهربين في صبراتة ومحيطها.
وعثر على المهاجرين في مزارع ومنازل ومستودعات بعدما تمكنت مجموعة أمنية موالية لحكومة الوفاق الوطني من طرد جماعة منافسة من المدينة في مطلع تشرين الأول/أكتوبر. وصرح المتحدث باسم المفوضية اندري ماهيجيتش في لقاء صحافي في جنيف أن العمل جار حاليا على نقل المهاجرين إلى مراكز احتجاز رسمية حيث يمكن لجمعيات خيرية مساعدتهم.
من جهة أخرى تقدر السلطات بحوالي 6000 شخص عدد المهاجرين الذين ما زالوا محتجزين لدى مهربي البشر، على ما أوضح.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 أصبحت صبراتة نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير الشرعية مع استغلال المهربين للفراغ الأمني والإفلات التام من المحاسبة. وتحدث موظفو المفوضية العليا بعد تواصلهم مع المهاجرين عن "معاناة وإساءات يثير مستواها الصدمة". وأضاف ماهيجيتش "بين الذين عانوا الإساءات على يد المهربين نساء حوامل وأطفال حديثو الولادة"، مشيرا إلى العثور على المئات بلا ملابس ولا أحذية فيما أكد لهم المئات انهم لم يتناولوا الطعام منذ أيام.
كما أشارت المفوضية إلى وجود "عدد يثير القلق من الأطفال الذين لا يصطحبهم بالغون أو انفصلوا عن أقاربهم والكثيرون منهم دون سن السادسة"، وفقدوا ذويهم أثناء الرحلة إلى ليبيا أو في معارك صبراتة الأخيرة. وكررت المفوضية نداءها إلى عمل طارئ على المستوى الدولي للتعامل مع الأزمة في ليبيا ومع استقبال عدد أكبر من المهاجرين.
ي.ب/ ح.ح (ا ف ب)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.