الأمم المتحدة تلتئم في مراكش لإقرار اتفاق عالمي حول الهجرة
١٠ ديسمبر ٢٠١٨
تشارك أكثر من 150 دولة في مؤتمر للأمم المتحدة يعقد في مراكش لإقرار اتفاق عالمي للتعامل بصورة أفضل مع تدفقات المهاجرين. الاتفاق خلق جدلا في عدد من البلدان التي قالت إنه سيؤدي إلى مزيد من الهجرة.
إعلان
تجتمع اليوم (الاثنين العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2018) الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في مدينة مراكش المغربية لاعتماد اتفاق عالمي حول الهجرة ينظم معاملة المهاجرين في جميع أنحاء العالم، على الرغم تجنب عدد كبير من الدول للاتفاقية. ويحدد الميثاق العالمي للهجرة المؤلف من 34 صفحة 23 هدفاً لضمان الهجرة "الآمنة والمنظمة والمنتظمة"، بما في ذلك حماية المهاجرين من الاستغلال وانتهاكات حقوق الإنسان.
وقالت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة للهجرة الدولية لويز أربور إن "أحد أهداف الميثاق العالمي للهجرة هو إنقاذ الأرواح وإرساء جهود تعاون دولي بشأن المهاجرين الذين يعانون من أوضاع عصيبة". وأضافت في تغريدة "إنها تهدف إلى الحد من المخاطر التي يواجهها المهاجرون ... من خلال حماية حقوقهم الإنسانية وتزويدهم بالرعاية والمساعدة".
ولا يعتبر الميثاق معاهدة ملزمة قانونًا، ولكن الهدف منه هو إرشاد البلدان حول كيفية التعامل مع الهجرة. وبعد اعتماده في الاجتماع الذي يستمر يومين في مراكش، سيحتاج الميثاق إلى المصادقة عليه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي تموز/ يوليو من العام الجاري، وافقت 192 دولة بالإجماع على الاتفاقية بعد 18 شهراً من المفاوضات.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وصلت أمس الأحد إلى مراكش للمشاركة في المؤتمر. وتم إلغاء اللقاء الذي كان مزمعا إجراؤه بعد فترة قصيرة من وصولها مع العاهل المغربي الملك محمد السادس وذلك بناء على رغبة الجانب المغربي الذي طلب تأجيل اللقاء إلى غد الاثنين ونقل مكان انعقاده إلى العاصمة الرباط وذلك لأسباب تتعلق بجدول مواعيد الملك الذي لم يتمكن من القدوم إلى مراكش.
غير أن الموعد المقترح ليس مناسبا للمستشارة الألمانية لارتباطها بالمشاركة في جلسة البرلمان الأخيرة هذا الأسبوع قبل عطلة أعياد الميلاد. وفي المقابل، حضرت المستشارة مأدبة عشاء مساء أمس الأحد مع رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، وذلك كما كان مخططا في برنامج الزيارة وتناولت محادثات الجانبين مطالب الجانب المغربي الداعية إلى تقديم المزيد من الدعم الأوروبي في التعامل مع المهاجرين.
يذكر أن المغرب تفوق على ليبيا هذا العام كنقطة انطلاق للهجرة غير الشرعية المتوجهة إلى أوروبا إذ بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى أوروبا انطلاقا من المغرب نحو 60 ألف شخص وصل غالبيتهم إلى إسبانيا.
وستلقي ميركل خطابا بعد مراسم الافتتاح في مؤتمر الأمم المتحدة للهجرة، وستبدأ بحلول ظهر اليوم في العودة إلى برلين بسبب الجلسة الأخيرة للبرلمان قبل عطلة أعياد الميلاد.
ح.ز/ ع.خ (رويترز/ د.ب.أ)
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.