الأمم المتحدة تندد بارتكاب "فظائع" ضد مهاجرين في ليبيا
١٢ أكتوبر ٢٠٢١
نددت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بارتكاب "سلسلة من الأحداث المروعة" في ليبيا أدت إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل بين المهاجرين وطالبي اللجوء على أيدي قوات الأمن، مطالبة بإجراء تحقيقات فورية.
إعلان
قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء (12 أكتوبر/ تشرين أول 2021)،إن قوات الأمن الليبية استخدمت القوة على نحو "غير ضروري وغير متناسب" لاحتجاز مهاجرين أفارقة وأطلقت النار عليهم مما أودى بحياة بعضهم، مطالبة بإجراء تحقيقات فورية.
وينتظر مئات المهاجرين واللاجئين أمام مركز تابع للأمم المتحدة في طرابلس في الأيام الأخيرة سعيا للمساعدة في الخروج من ليبيا بعد حملة وصفتها جماعات إغاثة بالعنيفة شهدت اعتقال آلاف وإصابة البعض بالرصاص.
وقالت مارتا هورتادو المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إفادة صحفية في جنيف إن قوات الأمن الليبية استهدفت مهاجرين وساعين للجوء، بعضهم طلباتهم لم يُبت فيها، في عمليات اتسمت بالقسوة. وأضافت "نتج عن هذا سقوط قتلى وحدوث إصابات خطيرة وزيادة الاعتقال في أوضاع مروعة وكذلك طرد أفراد إلى دول بأفريقيا جنوبي الصحراء دون اتباع المسار الملائم".
وتقول حكومة الوحدة الوطنية الليبية إنها "تتعامل مع مسألة معقدة متمثلة في ملف الهجرة غير الشرعية لما يمثله من مأساة إنسانية، إضافة إلى تبعاته الاجتماعية والسياسية والقانونية محليا ودوليا".
وباتت ليبيا نقطة رئيسية في مسار المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل. وأعاد خفر السواحل الليبي بعضهم بعد انطلاقه في قوارب متهالكة. وقالت هورتادو إن مسؤولي وزارة الداخلية داهموا في البداية موقع تجمع غير رسمي يضم مئات المهاجرين وطالبي اللجوء في قرقارش إلى الغرب من طرابلس في الأول من أكتوبر تشرين الأول، وقيدوا واعتقلوا من به وضربوا أو أطلقوا النار على من قاوم.
وتابعت قائلة إن حوالي 500 مهاجر تمكنوا من الهرب من مركز احتجاز غريان في طرابلس في السادس من أكتوبر تشرين الأول و"لاحقهم الحراس الذين فتحوا النار مستخدمين ذخيرة حية" مما أودى بحياة أربعة على الأقل وإصابة آخرين. وأضافت أنه بعد يومين حدث فرار جماعي آخر من مركز المباني، وطاردت قوات الأمن المهاجرين وأطلقت النار فسقط عدد غير معلوم من القتلى.
وقال رئيس المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إن ستة على الأقل لقوا حتفهم. وقالت هورتادو "نطالب السلطات بإجراء تحقيقات فورية وشاملة وحيادية ومستقلة فيما تردد عن استخدام القوة على نحو غير ضروري وغير متناسب بما في ذلك ما قيل عن أعمال قتل ارتكبتها قوات الأمن وجماعات مسلحة تابعة لها، وذلك بهدف محاسبة أولئك المسؤولين".
ف.ي/ص.ش (ا.ف.ب، رويترز)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.