الأمم المتحدة تندد بانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا
٢٠ نوفمبر ٢٠١٥
نددت لجنة تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار بالفظاعات التي يرتكبها الجهاديون في سوريا، مؤكدة في الوقت نفسه أن القصف العشوائي الذي يمارسه النظام السوري لا يزال يحصد القسم الأكبر من القتلى المدنيين في هذا البلد.
إعلان
في مشروع القرار الذي قدمته السعودية بأغلبية 115 صوتا مقابل 15 وامتناع 51 عن التصويت نددت لجنة تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة بالفظاعات التي يرتكبها نظام الأسد والجهاديون في سوريا. ومن أبرز الدول التي صوتت ضد القرار، روسيا والصين وإيران، الحلفاء الرئيسيين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وبعد أن أقرته اللجنة، أصبح القرار جاهزا لإحالته إلى الجمعية العامة التي ستصوت عليه في كانون الأول / ديسمبر القادم، علما بأنه نص غير ملزم تعرب فيه الأمم المتحدة عن "سخطها إزاء التصاعد المستمر في وتيرة العنف" في سوريا. وأسفرت الحرب التي اندلعت في سوريا في آذار/ مارس 2011 عن ربع مليون قتيل على الأقل فضلا عن تهجيرها أكثر من 12 مليون مدني.
اللاجئون والخوف من قدوم فصل الشتاء
رغم تزايد انخفاض درجات الحرارة، فإن سيل اللاجئين القادمين إلى أوروبا عبر طريق البلقان لم ينقطع. في غضون ذلك تعمل السلطات في ألمانيا والنمسا جاهدة على توفير مآوٍ مجهزة بالتدفئة لتقيهم البرد والمطر خلال فصل الشتاء.
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla
على الرغم من أن فصل الشتاء لم يحل بعد في أوروبا، إلا أن الكثير من اللاجئين يشكون بعد رحلة طويلة وشاقة عبر البلقان من البرد والصقيع. فمثلا على الحدود النمساوية-الألمانية لا تنزل درجات الحرارة في النهار عن 10 درجات مئوية، إلا أنها سرعان ما تتدحرج ليلا إلى ما دون الصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
لاجئون يتدفؤون على نار أضرموها في حطب جمعوه من غابة قريبة. وبعكس الـ60 ألف لاجئ الذين قدموا طلبات اللجوء في النمسا، يريد هؤلاء مواصلة السفر إلى المانيا. ولضمان فرص إقامة تتوفر فيها التدفئة العادية، من المقرر إقامة 100 ألف مآوى على طول طريق البلقان، 5000 منها في النمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
على طول الحدود النمساوية الألمانية أصبح يسمح فقط لخمسين لاجئاً في الساعة بالعبور عبر المعابر الحدودية، لتسهيل عملية تسجيلهم. في الأثناء بإمكان بقية اللاجئين، الذين ينتظرون عبور الحدود، الإقامة في خيام تحتوي على أرضية وأجهزة تدفئة. وتصل الطاقة الاستيعابية لكل خيمة إلى ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Scharinger
بيد أن الخيام على الحدود النمساوية الألمانية ممتلئة إلى درجة أن الكثيرين لم يجدوا مكانا يقيمون فيه ولم يجدوا سوى الأرض يفترشونها والسماء يلتحفونها. في الصورة البعض من أكثر من ألف لاجئ ينتظرون في بلدتي كوفشتاين وكولرشلاغ السماح لهم بمواصلة السفر إلى ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
لكن الوضع يختلف في الكثير من الدول الواقعة على طريق البلقان، فمثلا خلال الأيام الماضية وجد العديد من اللاجئين أنفسهم في بلدة ريغونس في سلوفينيا مجبرين على الإقامة في العراء دون حماية من البرد والمطر. ولا يختلف الوضع كثيرا في دول البلقان الأخرى.
صورة من: picture-alliance/AA/S. Mayic
تعد جزيرة ليسبوس اليونانية وجهة الكثير من اللاجئين. وللوصول إليها يركب هؤلاء البحر قادمين من السواحل التركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات حرارة المياه إلى 17 درجة مئوية. وفي سياق متصل تقول مراسلة DW جيل أومايرا: "عندما تسوء الأحوال الجوية، يخفض المهربون من أسعارهم. وبالتالي يأتي عدد أكبر من اللاجئين."
صورة من: Reuters/G. Moutafis
اعتبر الكثير من السياسيين والمصالح الألمانية إقامة اللاجئين في خيام بأنها "حل مؤقت". كان ذلك في فصل الصيف. ولكن الأمر أصبح الآن شبه مؤكد: سيضطر العديد من اللاجئين للإقامة في خيام حتى خلال فصل الشتاء القارس. كما أن الخيام المدفأة – كما هو الحال في مخيم للاجئين في ولاية سكسونيا السفلى – يكاد يكون أمرا نادرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Steffen
ولكن، ليس في أوروبا فقط يخشى اللاجئون من قدوم فصل الشتاء ومن موجات البرد والصقيع، ففي لبنان يعيش نحو 200 ألف شخص في منطقة البقاع الجبلية تحت خيام من البلاستيك. وفي العام الماضي عانى هؤلاء الأمرّين مع سقوط الثلج وموجات الصقيع. لكن إقامة خيام تقي من البرد والمطر والثلج قوبل برفض من قبل الكثير من أصحاب الأرض لأنهم لا يريدون أن يبقى السوريون هناك بشكل دائم.
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla
8 صورة1 | 8
ويدعو مشروع القرار مجلس الأمن الدولي إلى التحرك بهذا الخصوص ولا سيما من خلال إشارته إلى أن المحكمة الجنائية الدولية مخولة ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب. وكانت روسيا والصين عرقلتا العام الماضي إحالة ملف سوريا إلى الجنائية الدولية.
ولدى تقديمه مشروع القرار ذكر السفير السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي بقضية الطفل السوري ايلان الذي قضى غرقا أثناء محاولة ذويه الوصول بحرا من تركيا إلى اليونان. وأصبحت صورة جثة هذا الطفل الكردي الممددة على الشاطئ رمزا لمعاناة ملايين اللاجئين السوريين. وقال المعلمي "أطلب منكم أن لا تدعوا ايلان يسقط، أن لا تقتلوه مرة ثانية". ولكن السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري رد على نظيره السعودي متهما الرياض بتمويل جماعات متطرفة وبممارسة "اضطهاد ديني مماثل لما يقوم به إرهابيو داعش" في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في سوريا والعراق.