الأمم المتحدة: عشرات المخطوفين والمفقودين في سوريا خلال أشهر
علاء جمعة رويترز
٧ نوفمبر ٢٠٢٥
بعد عام على سقوط نظام الأسد، تتحدث الأمم المتحدة عن عشرات الحالات الجديدة من المختطفين والمفقودين داخل سوريا، وسط مخاوف من عودة ظاهرة الإخفاء القسري إلى البلاد.
ورغم تشكيل الحكومة السورية الجديدة لجانًا للعدالة والمفقودين في مايو/أيار الماضي، تقول الأمم المتحدة إن الجهود ما زالت محدودة، بينما يبقى آلاف السوريين عالقين بين الأمل والغياب.صورة من: Louai Beshara/AFP
إعلان
قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن نحو مئة شخص اختُطفوا أو فُقدوا في سوريا منذ بداية العام الجاري، في وقت تتزايد فيه المخاوف من عودة ظاهرة الاخفاء القسري إلى البلاد.
وصرّح المتحدث باسم المفوضية، ثمين الخيطان، في مؤتمر صحفي بجنيف أن المفوضية "تلقت تقارير مقلقة عن اختفاء عشرات الأشخاص خلال الأشهر الماضية”، مشيرًا إلى صعوبة تحديد العدد الحقيقي بسبب تدهور الوضع الأمني.
إرث ثقيل من عهد الأسد
وتُضاف هذه الحالات إلى أكثر من مئة ألف شخص فُقدوا خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد، الذي أُطيح به العام الماضي بعد حرب استمرت 13 عامًا.
وقال الخيطان إن المفوضية لا تزال تتلقى شكاوى من عائلات تبحث عن أقاربها منذ سنوات، رغم تشكيل لجان وطنية لمتابعة ملف المفقودين.
اختطاف النساء في سوريا .. عنف طائفي أم فوضى أمنية؟
30:03
This browser does not support the video element.
وأوضحت المفوضية أن التوترات الأمنية الأخيرة فيالساحل السوري ومدينة السويداء فاقمت صعوبة الوصول إلى مناطق النزاع أو تعقّب المفقودين.
وأضاف الخيطان أن بعض الأهالي "يتعرضون لتهديدات بسبب تعاونهم مع الأمم المتحدة أو حديثهم علنًا عن عمليات الخطف”.
قضية "حمزة العمارين" تعود للواجهة
وأعادت المفوضية التذكير بقضية حمزة العمارين، المتطوع في منظمة " الخوذ البيضاء "، الذي فُقد في يوليو/تموز الماضي أثناء مهمة إنسانية في السويداء، داعية إلى احترام القانون الدولي الإنساني وحماية العاملين في المجال الإغاثي.
ورغم تشكيل الحكومة السورية الجديدة لجانًاللعدالةوالمفقودين في مايو/أيار الماضي، تقول الأمم المتحدة إن الجهود ما زالت محدودة، بينما يبقى آلاف السوريين عالقين بين الأمل والغياب.
تحرير: ع ج م
الدروز في الشرق الأوسط... سرية العقيدة ودواليب السياسة
تصدر "بنو معروف"، وهم أقلية دينية عربية عمرها نحو ألف عام، واجهة الأحداث مؤخراً وخاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد. ألبوم صور نحاول فيه إلقاء الضوء على مذهبم الباطني وتاريخهم السياسي وأعدادهم وتوزعهم.
صورة من: Suwayda24/AP/picture alliance
الدروز طائفة باطنية تحافظ على درجة من السرية فيما يخص ممارساتها الدينية. ونشأت الدعوة الدرزية في مطلع القرن الحادي عشر، وهي متفرعة من المذهب الاسماعيلي، ثاني أكبر المذاهب الشيعية بعد الاثني عشرية. وتضم العقيدة الدرزية شعائر من الإسلام وفلسفات أخرى كالأفلاطونية مع التركيز على التوحيد وتناسخ الأرواح من بين أمور أخرى.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
المعتقد الدرزي غير تبشيري وتبقى تعاليم الطائفة ضمن أبنائها، ومن غير المستحب ومن النادر الزواج من خارج الطائفة. ولا يسمح المذهب بتعدد الزوجات. يرتدي المتدنيون من الرجال الزي الأسود والقلنسوة البيضاء، وتغطي النساء المتدينات منهن رؤوسهن وقسماً من وجوههن بوشاح أبيض مع زي أسود طويل.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
يقدر عدد الطائفة الدرزية بنحو مليون إنسان تتركز غالبية أتباعها في مناطق جبلية في لبنان وسوريا وإسرائيل والأردن ودول المهجر. وهاجر بعضهم إلى مختلف أنحاء العالم مثل أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا وأستراليا، إضافة الى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. من أبرز وجوههم في المهجر المحامية أمل علم الدين زوجة الممثل جورج كلوني. على رغم الانتشار، عمل الدروز على الابقاء على روابط وثيقة فيما بينهم.
صورة من: Alberto Pezzali/Invision/AP/picture alliance
في لبنان، يُقدّر عددهم بنحو 200 ألف، ويتركزون في جبال وسط البلاد، وخاصة الشوف وعاليه والمتن الأعلى، ومناطق عند امتداد السفح الغربي لجبل الشيخ مثل حاصبيا وراشيا. وأدى كمال جنبلاط دوراً سياسياً محوريا اعتباراً من الخمسينات من القرن الماضي وحتى مطلع الحرب الأهلية (1975-1990)، الى حين اغتياله في 1977 على يد مخابرات حافظ الأسد كما يتهم ابنه وخلفه في زعامة دروز لبنان، وليد جنبلاط.
صورة من: Houssam Shbaro/Anadolu/picture alliance Houssam Shbaro / Anadolu
أما في إسرائيل، يتوزع الدروز على أكثر من 20 قرية في الجليل وجبل الكرمل وهضبة الجولان المحتلة. ويبلغ عدد حاملي الجنسية الإسرائيلية 153 ألفا. يضاف إليهم نحو 23 ألفاً في الجولان، غالبيتهم العظمى تحمل إقامات إسرائيلية دائمة. ووفق مركز التراث الدرزي في اسرائيل، تعترف إسرائيل بالطائفة "بصفتها كياناً منفرداً له محاكمه الخاصة وقيادته الروحانية المستقلة". يتطوع الكثير من أبناء الطائفة في الجيش الإسرائيلي.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
النسبة الأكبر من الدروز في سوريا بعدد يبلغ نحو 700 ألف شخص يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، في شمال غرب البلاد. اشتهر منهم في سوريا سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي عام 1925. كما يُقدّر وجود ما بين 15 و20 ألف درزي في الأردن، خصوصاً في الشمال.
صورة من: Jalaa Marey/AFP/Getty Images
عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيد الدروز أنفسهم عن تداعياتها، فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. بعد سقوط بشار الأسد اتسمت العلاقة بين السلطة الجديدة بقيادة أحمد الشرع والدروز، وخاصة زعيمهم الروحي حكمت الهجري بالتوجس والتوتر. وفي بداية أيار/مايو أدت أعمال العنف ومواجهات في جرمانا وأشرفية صحنايا قرب دمشق بين مسلحين دروز وقوات الأمن إلى مقتل 119 شخصاً.
صورة من: Rama Jarmakani/DW
في تموز/يوليو 2025 اندلعت مواجهات بين عشائر البدو وفصائل مسلحة درزية في مواجهات دموية اتخذت طابعاً طائفياً ذهب ضحيتها مئات القتلى من المدنيين والفصائل المسلحة من البدو والدروز وقوات الجيش والأمن العام. طلب حكمت الهجري تدخل إسرائيل التي استجابت بشن غارات "مؤلمة" في دمشق والسويداء ودرعا. وتقول إسرائيل إنها تريد حماية الدروز، مشددة على أنّها لن تسمح بوجود عسكري للحكومة الجديدة في جنوب البلاد.