الأمم المتحدة قلقة بشأن مصير المئات من نازحي حلب الشرقية
٩ ديسمبر ٢٠١٦
أعربت الأمم المتحدة الجمعة عن قلقها من معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام في المدينة، فيما أكدت موسكو أن الضربات على حلب ستتواصل طالما بقي مسلحون داخلها.
صورة من: Reuterse/Sana
إعلان
قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف اليوم (الجمعة التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 2016) "تلقينا ادعاءات مقلقة للغاية حول فقدان مئات من الرجال بعد عبورهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام" السوري في حلب، مؤكدا انه "من الصعب للغاية التحقق من الوقائع".
من جانب آخر، قال روبرت كولفيل إن مجموعات من مسلحي المعارضة السورية يمنعون المدنيين من مغادرة شرق حلب، بينما تتقدم قوات النظام في المدينة. وقال المتحدث روبرت كولفيل للصحافيين في جنيف إن "مجموعات المعارضة المسلحة يمنعون حسب معلومات بعض المدنيين الذين يحاولون الفرار" من مغادرة المنطقة.
كما قال روبرت كولفيل في إفادة صحفية إن تقارير وردت عن أن جماعتين مسلحتين من المعارضة- هما جبهة فتح الشام التي كانت تعرف في السابق باسم جبهة النصرة وكتائب أبو عمارة- خطفت وقتلت خلال الأسبوعين الماضيين عددا غير معلوم من المدنيين في المدينة كانوا قد طالبوا الجماعات المسلحة بمغادرة
أحيائهم حقنا للدماء.
على صعيد متصل، قالت الأمم المتحدة إن الجماعات المسلحة بما في ذلك جناح تنظيم القاعدة في سوريا يعترضون فرار المدنيين من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، مضيفة أن سكان حلب محاصرون في صراع يرتكب طرفاه جرائم حرب.
وأضافت الأمم المتحدة أن هناك نحو 500 مريض بحاجة ملحة للإجلاء من الجيب الشرقي.
وأفادت تقديرات الأمم المتحدة بأن 40 ألف شخص نازح على الأقل تحركوا إلى غرب حلب التي تسيطر عليها الحكومة في الأسابيع الأخيرة، رغم أن جهات أخرى أعطت ضعف هذه الأرقام.
وقالت ليندا توم من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دمشق وهي كيان تنسيقي رئيسي لجهود الإغاثة: "خوفنا الأكبر هو كيفية إيواء كل هؤلاء الأشخاص". وقالت الأمم المتحدة إنها تقدم وجبتين ساخنتين في اليوم للوافدين الجدد وأغلبهم نساء وأطفال.
وفي سياق متصل اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة اليوم بالمماطلة في المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق يسمح للمعارضة المسلحة في سوريا بالخروج بسلام من حلب وقال إن واشنطن تتبنى مواقف "غريبة" ومتناقضة في محادثاتها مع موسكو. كما أكد لافروف أن الضربات على حلب ستتواصل طالما بقي مسلحون داخلها.
من جهة أخرى قال الجيش التركي اليوم إن طائرات حربية تركية دمرت عشرة أهداف لتنظيم داعش في شمال سوريا بينما سيطر مقاتلون تدعمهم أنقرة على طريق سريع مهم يربط بين بلدتي الباب ومنبج.
وهذه التحركات هي جزء من عملية "درع الفرات" المستمرة منذ قرابة أربعة أشهر لدعم مقاتلي معارضة وطرد الجهاديين والمقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية السورية.
وأفاد بيان الجيش التركي أن طائرات تركية دمرت سبعة مبان وثلاث نقاط مراقبة يستخدمها الجهاديون في أربعة أجزاء مختلفة من المنطقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب مجريات الحرب إنه أبلغ بمقتل 12 مدنيا من ثلاث عائلات وإصابة عشرة أشخاص جراء الغارات الجوية والقصف الذي نفذته القوات التركية على الباب.
ح.ز/ ح.ح (أ.ف.ب / رويترز)
حلب تئن تحت القصف والجوع ـ كارثة إنسانية بامتياز
فر آلاف الأشخاص من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق حلب. وتفيد الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني بات كارثيا هناك، وحثت على وقف العمليات الحربية لإيصال المساعدات الضرورية، كما طالبت بتوفير الحماية للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حذرت الأمم المتحدة من وضع "مخيف" في أحياء حلب الشرقية بعدما دفع التقدم السريع لقوات النظام على حساب الفصائل المعارضة أكثر من 20 ألف مدني إلى الفرار من شرق المدينة. وفي خسارة هي الأكبر منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، فقدت الفصائل المعارضة الاثنين كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية.
صورة من: picture-alliance/AA
دعا بريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في حلب المجتمع الدولي والحكومة السورية لفتح ممر آمن لمساعدة المدنيين على مغادرة المدينة المحاصرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية اعتقلت المئات من الأشخاص الذين اضطروا للهرب من المناطق التي تسيطر عليه المعارضة في شرق المدينة.
صورة من: picture alliance/abaca/J. al Rifai
أعرب رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب". كما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحو 20 ألف شخص فروا من مناطق شرق حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية. وشاهد مراسلون دوليون في شرق حلب عشرات العائلات، معظم أفرادها من النساء والأطفال، تصل تباعاً سيراً على الأقدام.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر قالت في جنيف إن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفاً "رهيبة" واصفة الوضع بأنه "انحدار بطيء نحو الجحيم". ويعاني أفراد العائلات الفارة، ومعظمهم من النساء والأطفال، من الإرهاق والبرد الشديد والجوع، حتى أن بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
مشاهد الدمار تظهر في كل مكان في شرق حلب حيث أعلن جهاز الدفاع المدني نفاذ كامل مخزونه من الوقود، ودعا جميع "المنظمات الإنسانية والإغاثة والطبيّة التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون". ويصطف الناس للحصول على شيء من الماء الذي تنقله حاويات.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
غداة توجيه الأمم المتحدة نداء عاجلاً إلى الأطراف المتحاربة لوقف قصف المدنيين في شرق حلب، طالب وزير الخارجية الفرنسي الثلاثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع "فوراً" من أجل "النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الإغاثة لسكانها". ولا يبقى في مقدور مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا سوى المناداة والتحذير دون نتيجة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
في ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا، يبقى الأطفال السوريون الضحية الأولى التي تدفع الثمن بالموت أو الجوع والتشرد، علماً أن الأمم المتحدة أعربت عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المخيف في مدينة حلب"، وتحدثت عن توقف عمل جميع المستشفيات و"استنفاد شبه تام للمخزون الغذائي".
صورة من: Reuters/A. Ismail
قُتل 21 مدنياً، بينهم طفلان الأربعاء في قصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء الشرقية في حلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أفادت وكالة الأنباء السورية عن ثمانية قتلى بينهم طفلان في الأحياء الغربية. وأشار المرصد إلى إصابة العشرات في القصف المدفعي الذي استهدف حي جب القبة الذي يقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في شرق حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhabi
وتبذل جمعية "الخوذ البيضاء" قصارى جهدها لانتشال ضحايا القصف. وكان عدد سكان شرق حلب قبل بدء الهجوم حوالي 250 ألفاً يعيشون في ظل حصار خانق تفرضه القوات النظامية منذ تموز/يوليو الماضي، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والكهرباء والأدوية. وتظهر حلب حالياً وكأنها - في بعض أجزائها - مدينة أشباح يسودها الدمار.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Al-Masri
أعلن التحالف العسكري الذي يدعم الحكومة السورية أن الجيش السوري وحلفاءه يهدفون لانتزاع السيطرة على شرق حلب بالكامل من أيدي المعارضة المسلحة قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير/ كانون الثاني المقبل، ملتزمين بجدول زمني تؤيده روسيا.