ذكر مسؤولون في الأمم المتحدة أن أعدادا كبيرة من الأشخاص من سكان منطقة مضايا وقريتي كفريا والفوعة مازالوا يرزحون تحت الجوع، مطالبين بخروج 400 شخص من مضايا فورا يعيشون على حافة الموت.
إعلان
ذكرت الأمم المتحدة عقب اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك مساء أمس الاثنين أن هناك أكثر من 400 شخص في بلدة مضايا السورية على حافة الموت وفي حاجة إلى إجلائهم فورا لتلقي العلاج. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور إن الوضع في مضايا "رهيب". وأوضحت أن الذين يفرون من الظروف الفظيعة يجدون أنفسهم في مواجهة القتل أو الإصابة جراء الألغام أو نيران القناصة.
وأضافت باور في بيان: "إن المعونات التي تم توصيلها اليوم رغم أنها تعد ضرورية لكنها لا تقترب حتى من حد الكفاف". ودخلت قافلة تضم 40 شاحنة محملة بمساعدات غذائية وطبية طال انتظارها إلى بلدة مضايا السورية يوم أمس الاثنين. وفي الوقت نفسه، دخلت ثلاث شاحنات أخرى إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين المعزولتين شمال غربي البلاد واللتان تحاصرهما عناصر إسلامية متشددة.
مضايا المحاصرة يقتلها الجوع- صور من الداخل
تتعرض بلدة مضايا السورية لحصار متواصل من قبل قوات نظام بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ شهر تموز/ يوليو 2015. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن 23 شخصا قضوا جوعا في مضايا منذ الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2015.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Krzysiek
نقص المواد الغذائية جعل الأمهات في مضايا غير قادرات على إرضاع صغارهن، كما أنه لا يوجد حليب من مصادر أخرى لإرضاع الصغار. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن 23 شخصا قضوا جوعا، بينهم ستة لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا، وخمسة تجاوزت اعمارهم الستين من العمر.
صورة من: Aktivisten aus Madaja
طعام مصنوع من ورق الشجر ، كما توضح هذه الصورة التي أرسلها ناشطون عن الأوضاع في مضايا المحاصرة ولم يتسن لDW عربية التحقق من صحتها. لكن إحدى سكان مضايا قالت لوكالة فرانس برس: "أكلنا كل أوراق الشجر وقطعنا الجذوع للتدفئة، ونفد كل ما لدينا".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
مضايا تحاصرها قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ يوليو/ تموز 2015. وبحسب بيان للإمم المتحدة، فان آخر قافلة مساعدات دخلت إلى مضايا كانت في 18 تشرين الأول / أكتوبر، وتعذر الوصول اليها منذ ذلك الحين. لكن حزب الله نفى الجمعة (8 يناير/ كانون الثاني) مشاركة مقاتليه في "تجويع" سكان مضايا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
صبي برزت عظامه لشدة جوعه في مضايا. هذه الصورة أرسلها ناشطون لموقعنا. ونقلت الأمم المتحدة عن "تقارير موثقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو لأشخاص من مضايا بدا عليهم الوهن الشديد. المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في سوريا بافل كشيشيك قال: "هناك نقص في كل شيء منذ مدة طويلة، يعيش السكان في ظل غياب المواد الاساسية من طعام ودواء ولا يوجد حتى كهرباء أو مياه"
صورة من: Aktivisten aus Madaja
ليست بلدة مضايا وحدها المحاصرة، ففي شمال محافظة إدلب يحاصر متمردون معارضون بلدتي فوعه وكفريا الشيعيتين اللتين تسيطر عليهما القوات الحكومية منذ شهر نيسان/أبريل الماضي. وتسعى الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للبلدات المحاصرة الثلاثة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
خرجت مظاهرات في سوريا وخارجها تطالب العالم بالنظر إلى المجاعة في مضايا، مذكرة بمأساة المدنيين في البلدة التي تبعد عن دمشق 25 كليومترا. وتحدثت الأمم المتحدة الى الحكومة السورية من أجل السماح بدخول المساعدات.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Faham
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال الأربعاء (6 يناير/ كانون الثاني) بحصار مضايا، القريبة من الحدود اللبنانية، قائلا إنه وضع "لا يطاق وغير مقبول". وأضاف نادال إن "فرنسا تدعو إلى الرفع الفوري للحصار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى مضايا وجميع المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقراري 2254 و2258 لمجلس الأمن الدولي".
صورة من: public domain
وافقت الحكومة السورية الخميس (7 يناير/ كانون الثاني 2016 ) على دخول مساعدات لمضايا حسب باول كرزيسيك، وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي قال "تلقينا إذنا بدخول بلدات مضايا وفوعه وكفريا ". وسوف يبدأ ايصال المساعدات للبلدات الثلاث الأحد في العاشر من يناير على أقرب تقدير.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Krzysiek
9 صورة1 | 9
وتم الترتيب لإمدادات المساعدات المتزامنة في ظل اتفاق ترعاه الأمم المتحدة بين الحكومة وقوى المعارضة. وقال مصدر في الهلال الأحمر السوري إن نحو 330 طنا من الغذاء والدواء يتم إرسالها إلى مضايا، وهي مساعدات تكفي لنحو 40 يوما. ويعتقد أن نحو 40 ألف شخص محاصرون داخل مضايا التي تبعد 25 كيلومترا شمال غرب دمشق والمحاصرة منذ تموز/ يوليو الماضي من قبل قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر.
من جانبه قال يعقوب الحلو منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا وهو في مضايا للإشراف على عملية توزيع غذاء على أكثر من 40 ألف شخص إنه تلقى تقارير أيضا - لم يتسن تأكيدها - تشير إلى أن 40 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم من الجوع.
وقال الحلو لرويترز عبر الهاتف من مضايا "لقد رأينا بأعيننا أطفالا يعانون سوء التغذية الحاد. أنا متأكد أن هناك أشخاصا أكبر سنا يعانون سوء التغذية أيضا وصحيح أنهم يعانون سوء التغذية ومن ثم توجد مجاعة". وأضاف أن عمال إغاثة شاهدوا أيضا حالات جوع في الفوعة وكفريا.
والفوعة وكفريا قريتان شيعيتان يقطنهما نحو 20 ألف شخص وتحاصرهما فصائل المعارضة واستقبلتا أيضا مساعدات إغاثة ضمن قافلة يوم الاثنين. وقال الحلو إن عملية كبيرة أخرى لإرسال القمح والطحين والإمدادات الطبية ومواد غير غذائية لهذه المناطق ستستكمل يوم الخميس.
وأفادت أنباء بوفاة عشرات الأشخاص من الجوع أو نتيجة نقص الرعاية الطبية في مضايا الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة. وقال نشطاء إن بعض السكان وصل بهم الحال إلى التغذي على أوراق الشجر. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لأشخاص في حالة من الهزال يقال أنهم من سكان البلدة. ونفت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد محاصرة البلدة. وتتهم الحكومة فصائل المعارضة بتخزين المواد الغذائية وتلقي عليها باللوم في محنة المدنيين.
وقال الحلو إن عمال الإغاثة في مضايا سيقومون بعملية توزيع المواد الغذائية بطريقة مقبولة على الرغم من عدم وجود الأمم المتحدة على الأرض. وأوضح الحلو أن هناك 400 ألف سوري على الأقل يعيشون في مناطق محاصرة نصفهم في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة دير الزور بشمال سوريا والبقية في مناطق خاضعة لفصائل المعارضة المسلحة في الريف الجنوبي للعاصمة دمشق.