الأمم المتحدة: مخاطر كبيرة في سوريا رغم الهدوء في إدلب
١٥ نوفمبر ٢٠١٨
قالت الأمم المتحدة إن آلاف السوريين لا يزالون محاصرين أو يواجهون خيارات صعبة بشأن العودة لموطنهم رغم الهدوء النسبي الذي يسود محافظة إدلب منذ شهرين. كما عبرت الأمم المتحدة عن قلق اللاجئين من قانون الملكية المثير للجدل.
إعلان
قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند اليوم الخميس (15 تشرين الثاني/نوفمبر 2018) إن آلاف السوريين لا يزالون محاصرين بسبب المعارك أو يواجهون خيارات صعبة بشأن العودة لموطنهم حتى رغم الهدوء النسبي الذي يسود شمال غربي البلاد في محافظة إدلب منذ شهرين، مضيفاً أن المدنيين الذين يتراوح عددهم بين مليونين وثلاثة ملايين و12 ألف موظف إغاثة هناك لا يعلمون إن كان الهدوء سيصمد.
وقال إيغلاند للصحفيين بعد اجتماع اعتيادي للأمم المتحدة بشأن سوريا "هناك الكثير من المؤشرات على أن أشياء سيئة ستحدث ما لم تتحقق انفراجات أخرى في المفاوضات مع الجماعات المسلحة المتعددة في الداخل". وأضاف "لا يزال أسوأ سيناريو هو الحرب المروعة عبر مناطق كبيرة، لكن الطريقة التي تبلغنا بها روسيا وتركيا بخططهما... تجعلنا متفائلين بحذر. لا أعتقد أن إدلب ستشهد حرباً كبيرة في المدى القريب".
ولا يزال 40 ألف مدني آخرين محاصرين مع بضعة آلاف مسلح في مخيم الركبان على حدود سوريا مع الأردن. ووصلت قافلة مؤلفة من 78 شاحنة للمخيم محملة بإمدادات هذا الشهر. وقال إيغلاند إن من المقرر إرسال قافلة أخرى في منتصف كانون الأول/ ديسمبر. وذكر منسق الأمم المتحدة أن روسيا والولايات المتحدة والأردن نسقت تهدئة الصراع للسماح بدخول القافلة إلى المخيم حيث الوضع مروع وأن الأولوية الآن هي التوصل لاتفاق لنقل ست جماعات مسلحة تعمل في المنطقة.
ما جدوى الاتفاق التركي الروسي في ظل استمرار الهجمات في إدلب؟
24:03
قانون الملكية.. تعديلات إيجابية
وفي سياق ذي صلة، علق المسؤول الأممي على التعديلات التي أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا على قانون الملكية المثير للجدل، وقال إن القانون المذكور يثير قلقاً عميقاً لدى عشرات الآلاف من عائلات اللاجئين التي تخشى انتزاع عقاراتها منها بسبب الفرار من الحرب الأهلية. ويعطي القانون الحكومة صلاحية إعادة تطوير عدة مناطق في جميع أنحاء البلاد ويمهد الطريق لمصادرة الممتلكات التي لا يطالب بها أحد.
وأضاف إيغلاند في مؤتمر صحفي في جنيف، إن القانون دخل حيز التنفيذ مع تعديلات إيجابية تمنح الأشخاص مهلة لمدة عام وليس لشهر واحد للمطالبة بممتلكاتهم، وتسمح بالطعن على عمليات المصادرة أمام المحاكم العادية، وتؤدي إلى تفادي الحاجة للمطالبة بالملكية المسجلة بالفعل.
ومع ذلك، فإن عاماً واحداً هو فترة قصيرة بالنسبة للأشخاص الذين يحاولون تقديم مطالبات من الخارج، حيث يفتقر العديد من اللاجئين إلى أي وثائق أو تسجيل لإثبات الملكية، حسبما قال إيغلاند، الذي أردف: "من المؤكد أن القلق الذي يشعر به كثير من الأشخاص نابع من أنه يمكن أن ينتهي بهم الأمر إلى نزاع على أرض مع جماعات معينة وطوائف معينة".
وعلى صعيد آخر، قُتل ما لا يقل عن 18 مدنياً بمحافظة دير الزور شرقي البلاد في قصف لقوات التحالف استهدف منطقة يسيطر عليها تنظيم "داعش"، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس. وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "الغارات وقعت مساء أمس الأربعاء في قرية السوسة، لكن تم انتشال الجثث من أسفل الأنقاض اليوم الخميس". وأضاف أن 10 من القتلى ينتمون لعائلة واحدة، وأن الإجمالي يضم ثمانية أطفال. وذكرت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" أن غارات التحالف أسفرت عن مقتل 18 شخصًا، بينهم 13 طفلاً.
خ.س/ع.ج (رويترز، د ب أ)
محطات في الدور الألماني خلال الأزمة السورية
إلى جانب الدور الإنساني، لعبت ألمانيا أدوارا أمنية وسياسية في الأزمة السورية. وعلى مدى سبع سنوات، لم تتخلف برلين عن تسجيل حضورها في ملفات الأزمة داعية دائماً إلى وقف الحرب و"الجرائم ضد الإنسانية" في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
منفذ اللاجئين
منذ بداية الأزمة في سوريا سنة 2011، يبحث السوريون عن منافذ لمغادرة بلدهم نحو بلدان أكثر أمانا. وكانت ألمانيا واحدة من المنافذ التي فتحت الباب أمامهم منذ 2015، كما أتاحت لهم فرصة النفاذ من ويلات الحرب حتى صار عدد السوريين من غير الحاملين للجنسية الألمانية، عام 2017، يقدر بحوالي 699 ألف شخص، في ألمانيا، أي ثالث أكبر جالية أجنبية في البلاد، حسب ما أفاد "مكتب الإحصاء الاتحادي".
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
"ماما ميركل" محبوبة اللاجئين السوريين
لعبت قرارات ميركل في ملف اللاجئين دورا رياديا. وكان قرارها الشهير عام 2015، بفتح الحدود الألمانية أمام اللاجئين السوريين خاصة وقد وصلوا أوروبا عبر البحر المتوسط، محط أنظار العالم بأسره، إذ لم تقف عند "اتفاقية دبلن" و"فضاء شينغن" والهدنة مع دول أوروبا الشرقية. وتمسكت بشعارها "نستطيع أن ننجز ذلك"، في إشارة منها إلى تفاؤلها بالتغلب على أزمة اللاجئين. قرارات ميركل جعلتها تُنعت بـ"ماما ميركل".
صورة من: Reuters/F. Bensch
إدماج وإندماج
تعمل ألمانيا بشكل مكثف على إدماج اللاجئين في الحياة العامة. وتخصص ميزانيات مهمة من أجل تعليم اللغة وتوفير دورات للاندماج ، فضلا عن دورات التأهيل للعمل لصالح اللاجئين. علاوة على ذلك، يحظى الأطفال باهتمام خاص، إذ يذهبون، بعد وصولهم بفترة بسيطة إلى ألمانيا، إلى المدارس أو إلى دور الحضانة وذلك بهدف الانفتاح على العالم الجديد والتأقلم معه.
صورة من: picture-alliance/W. Rothermel
إنقاذ وتطبيب ومليارات اليورو للدعم
قدمت ألمانيا مساعدات كثيرة للسورين خلال الحرب. فبالإضافة إلى التطبيب، رصدت عام (2017) للمساعدات الإنسانية في سوريا 720 مليون يورو. فضلا عن 2.2 مليار يورو، قدمتها لسوريا منذ بداية الحرب الأهلية هناك في عام 2012، وكان وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابرييل، قد تعهد بعشرة ملايين يورو إضافية للمساعدات المقدمة لسوريا في ظل الوضع المأساوي في الغوطة الشرقية.
صورة من: Ärzte ohne Grenzen
مساعدات إنسانية في الداخل والخارج
لا تنحصر المساعدات الإنسانية الألمانية على المحتاجين اليها في سوريا فحسب، بل تشملهم في ألمانيا أيضا، حيث تتظافر جهود الدولة والمجتمع المدني لمد اللاجئين بالمعونة الضرورية، خاصة في الأيام الأولى من التحاقهم. وتعتبر موائد "تافل" من بين الجهات التي يتوجه إليها اللاجئون بهدف الحصول على الطعام.
صورة من: DW/B. Knight
حضور ألماني أنساني حتى في مخيمات اللجوء عبر العالم
تقديم ألمانيا لمساعداتها الإنسانية لصالح اللاجئين لا يقتصر على سوريا أو ألمانيا، وإنما يتجاوزه وصولاً الى مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان، مثلا. وقد مولت الحكومة الألمانية مشاريع مهمة في المخيمات، كمشروع الكهرباء الذي استفاد منه مخيم الزعتري والذي بلغت طاقته 12.9 ميغاوات. وبالإضافة إلى توفير الكهرباء، فقد أتاحت المحطة بيئة أكثر أماناً للأطفال والبالغين في هذا المخيم.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.v. Jutrczenka
إنقاذ من الجوع والعطش
عانى الدمشقيون من ندرة المياه وانقطاعها المتواصل بسبب الحرب واستمرار المعارك، خاصة في منطقة وادي بردى، قرب دمشق. وكانت الحكومة الألمانية أول من بادر لحل هذا المشكل، إذ قالت وزارة الخارجية الألمانية، في يناير/ كانون الثاني 2017، إن دبلوماسيين ألمانا ساعدوا في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وقوات المعارضة في وادي بردى، بهدف إعادة إمدادات المياه إلى دمشق.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
محاربة داعش
شارك الجيش الألماني في الحملة العسكرية الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا. وقد شارك في العملية ما يناهز 1200 جندي ألماني. المهمة العسكرية الألمانية في سوريا، شملت عناصر المشاة، إضافة إلى طائرات استطلاع من نوع "تورنادو" وطائرة للتزود بالوقود وسفينة حربية لدعم حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" في البحر المتوسط، فضلا عن عمليات استطلاعية عبرالأقمار الصناعية.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive/USAF
اتفاق مع تركيا ساهم في إنقاذ أرواح آلاف من طالبي اللجوء
في بدايات عام 2016، وقع الاتحاد الأوربي وأنقرة اتفاقية للحد من تدفق اللاجئين من السواحل التركية إلى أراضي الاتحاد. هذا الاتفاق الذي تعرض لانتقادات، وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي، كانت ألمانيا من بين مناصريه. فقد اعتبرته اتفاقا ناجحا ما دام قد حقق هدفه، و"ساهم في مكافحة أعمال التهريب المميتة للاجئين عبر بحر إيجة بشكل فعال"، حسب تصريح المتحدث باسم الحكومة الألمانية.
صورة من: Reuters/Yves Herman
محاربة الأسلحة الكيماوية
لعبت ألمانيا دورا بارزا في محاربة الأسلحة الكيماوية في سوريا، وكانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، قد أعلنت دعمها للضربة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على أهداف منتخبة في سوريا يوم 14 أبريل/ نيسان2018، كما رأتها "ضرورية وملائمة للحفاظ على فعالية الحظر الدولي لاستخدام الأسلحة الكيماوية ولتحذير النظام السوري من ارتكاب انتهاكات أخرى".
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
ألمانيا وسيط محايد محتمل و"رسول سلام"
تساءل البعض عن سبب عدم مشاركة ألمانيا في الضربة العسكرية على النظام السوري، فيما أعتبر آخرون إمكانية لعب ألمانيا دور الوسيط المحايد للبحث عن حل للنزاع. وتشير معطيات إلى إمكانية تأثير ألمانيا في إيجاد حل للأزمة السورية، خاصة بعد تصريح وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس، الذي أكد أن الصراع السوري بحاجة إلى حل يتم التوصل إليه عبر التفاوض وتشارك فيه كل القوى في المنطقة. مريم مرغيش.