الأمم المتحدة: مقتل 22 طفلاً في غارة للتحالف في اليمن
٢٤ أغسطس ٢٠١٨
للمرة الثانية خلال هذا الشهر توقع غارة جوية للتحالف الذي تقوده السعودية عشرات القتلى من الأطفال في اليمن، هذه المرة جنوب مدينة الحديدة. مسؤول أممي رفيع المستوى دعا إلى إجراء تحقيق محايد ومستقل وفوري في هذا الهجوم.
إعلان
أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الجمعة (24 أغسطس/ آب 218) أن 22 طفلاً على الأقل إضافة إلى أربع نساء قتلوا في غارة للتحالف الذي تقوده السعودية فيما كانوا يفرون من مناطق القتال في اليمن.
وأورد مارك لوكوك أن أربعة أطفال آخرين قتلوا أمس الخميس في غارة جوية منفصلة في منطقة الدريهمي جنوب مدينة الحديدة. وقال لوكوك في بيان: "إنها المرة الثانية في أسبوعين التي تسفر فيها غارة للتحالف بقيادة السعودية عن مقتل عشرات المدنيين". ففي التاسع من أغسطس/ آب قتل 40 طفلاً في قصف استهدف حافلة تقلّ أطفالاً في أحد أسواق محافظة صعدة في شمال اليمن، بحسب الصليب الأحمر، ما استدعى مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإجراء تحقيق مستقل.
وكرر لوكوك دعوة غوتيريش إلى "تحقيق محايد ومستقل وفوري"، وقال إن "من لديهم نفوذ" لدى الأطراف المتحاربين عليهم ضمان حماية المدنيين.
وأعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية فتح تحقيق في الغارة التي وقعت في التاسع من أغسطس/ آب وأثارت تنديداً دولياً عارماً، في حين تشدد المنظمات الحقوقية على ضرورة إجراء تحقيق محايد.
وذكرت وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين الخميس أن الغارة في الدريهمي استهدفت حافلة ومنزلاً. لكن وكالة أنباء الإمارات أكدت أن الحوثيين أطلقوا صاروخاً "بالستياً إيراني الصنع" ضد مدنيين. وتقع الدريهمي على بعد نحو 20 كليومتراً جنوب الحديدة وتشهد منذ أسبوعين معارك بين المتمردين الحوثيين وقوات موالية للحكومة مدعومة من الإمارات.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، هنرييتا فور: "كنت آمل بأن يشكل الغضب الذي أعقب قصف صعدة في اليمن قبل أسبوعين نقطة تحول في النزاع. التقارير عن هجمات بالأمس في الدريهمي ومقتل 26 طفلاً تشير إلى عكس ذلك".
وطالبت فورا الأطراف المتحاربين وداعميهم الدوليين ومجلس الأمن بـ"التحرك لإنهاء النزاع بشكل نهائي".
من جهته، دعا مجلس الأمن في أغسطس/ آب الجاري إلى إجراء تحقيق "موثوق به وشفّاف" في الغارة الجوية على صعدة، لكنه لم يأمر بإجراء تحقيق مستقل.
وتدعم ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، التدخل العسكري للتحالف في اليمن، إلا أنها تبدي قلقاً متزايداً لارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين.
ي.أ / م.م (أ ف ب)
اليمن- قعقعة سلاح وشعبٌ على حافة المجاعة
"أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، هكذا توصف الأوضاع في اليمن. هجمات عسكرية لم تجر وراءها غير ضحايا حرب ومآسي ستنهي عامها الرابع. أزمات إنسانية وسط تنديد دولي يحذر من فداحة الوضع الذي لا يشهد تحسنا ملحوظا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
نهاية حزينة
هي فعلا بقايا منازل، لكنها نهاية زفاف أيضا. الصورة التقطت بعد هجوم نُسب إلى التحالف الذي تقوده السعودية، بالرغم من نفيه لذلك. توالي الهجمات في اليمن يرفع كل يوم سقف ضحايا "الكارثة الإنسانية الأسوأ" في العالم. خراب يتمدد كل يوم إلى مدن جديدة وآمال في الحياة تُجهض بشكل مستمر أمام تنديد دولي بفضاعة الوضع، فضلا عن الأمراض الخطيرة كالكوليرا. الوضع اليوم يتجه نحو "المجاعة"، حسب ما حذرت منه "أوكسفام".
صورة من: picture alliance/abaca
"الحُديدة" تموت؟
"الحديدة" من المدن اليمنية التي لم تقدر على مجاراة الأوضاع بالبلد. هي الأخرى شهدت مواجهات كلفتها آلاف الأرواح والكثير من الخسائر. كما "يتم نشر القوات المسلحة في مدينة الحديدة ويجري حفر الخنادق وإقامة الحواجز، وتتعرض ضواحي المدينة من الجو للقصف، و يتم إسقاط المنشورات التي تدعو إلى الانتفاضة"، حسب منظمة "أوكسفام" الدولية. وهي الآن من المدن اليمنية التي تنحدر نحو المجاعة أيضا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
ألغام
النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين خلف كثير من المآسي نتيجة الأدوات المستعملة في الحرب. ويمكن الوقوف عند الألغام الأرضية التي تسببت في قتل وتشويه مئات المدنيين، وأدت إلى تعطيل الحياة في المناطق المتضررة، كما يُرجح أن تشكل تهديدا للمدنيين بعد انتهاء الصراع بفترة طويلة، حسب تقرير "هيومن رايتس واتش". يُشار إلى أن اليمن طرف في "اتفاقية حظر الألغام".
صورة من: picture-alliance/dpa/STR
عرقلة المساعدات الإنسانية
أكثر من 8 ملايين شخص على حافة المجاعة وحوالي مليون شخص يشتبه في إصابتهم بالكوليرا. ترتبط هذه الأزمة مباشرة بالنزاع المسلح، وفق ما ذكرت المنظمة العالمية لحقوق الانسان. ويزيد من حدة الوضع باليمن خطوات التحالف، كتأخير وتحويل ناقلات الوقود وإغلاق الموانئ الهامة ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ البحرية التي يسيطر عليها الحوثيون. كما مُنع الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات..
صورة من: picture alliance/dpa/M. Mohammed
نزاع مسلح
أدرجت "هيومن رايتس واتش" الحوثيين والقوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتحالف بقيادة السعودية في "قائمة العار" السنوية لارتكابهم انتهاكات ضد الأطفال خلال النزاع المسلح. وحسب المنظمة فإن قوات الحوثي والحكومة والقوات الموالية لها استخدمت الأطفال كجنود، ويقدر عدد هؤلاء الأطفال بنحو ثلث المقاتلين في اليمن.
صورة من: Getty Images/AFP
هجوم عشوائي!
وفقا لهيومن رايتس ووتش، فإن قوات الحوثي أطلقت قذائف مدفعية عشوائية بشكل متكرر على المدن اليمنية وجنوب السعودية. وقد استخدم التحالف الذخائر العنقودية، في حين استخدمت قوات الحوثي الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وكلاهما محظور بموجب المعاهدات الدولية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y.Arhab
جوع وحاجة!
تعاني مناطق عديدة في اليمن، بسبب الحرب، من ندرة الغذاء. فضلا عن قلة المواد الأساسية منها، كالطحين والزيوت النباتية وغاز الطهي، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. منظمة "أوكسفام" أشارت إلى أن سعر كيس من الأرز، في الحديدة مثلا، ارتفع بنسبة 350 بالمائة، في حين زادت أثمنة القمح بنسبة 50 بالمائة وزيت الطهي بنسبة 40 بالمائة. المنظمة أشارت إلى الوضع الذي ينحدر بشكل مطرد نحو المجاعة.
صورة من: Reuters/F. Salman
النساء متضررات
تعاني المرأة بشكل خاص من النزاع المسلح في اليمن. وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد زاد العنف ضدها بنسبة 63 بالمائة. كما زادت معدلات الزواج القسري والأطفال. فضلا عن هذا تعاني اليمنيات تمييزا شديدا في القانون والممارسة، حسب المنظمة، إذ لا يجوز لها الزواج دون إذن ولي أمرها، ولا تتمتع بحقوق متساوية في الطلاق أو الميراث أو حضانة الأطفال.غياب الحماية القانونية يجعل المرأة عُرضة للعنف الأسري والجنسي.
صورة من: IWMF/Stephanie Sinclair
هروب نحو الأمل...
يفضل يمنيون كثر الخروج من مناطق المواجهات والنزوح نحو أماكن أكثر أمانا. وحسب ما ذكرت منظمة الأمم المتحدة، فإن أكثر من 121 ألف شخص قرروا النزوح من محافظة الحديدة غربي اليمن فرارا من القتال. كما قال التقرير الصادر عن المنظمة، فإن وتيرة النزوح قد تباطأت من محافظة الحديدة، لكن بعض العائلات التي تستطيع توفير وسائل النقل أو السيارات الخاصة بها ما زالت تغادر المدينة للبحث عن مأوى آمن. إعداد: مريم مرغيش.
صورة من: picture-alliance/afk-images/H. Chapollion