الأمم المتحدة: مقتل 40 شخصا وإصابة 260 في القتال في عدن
١١ أغسطس ٢٠١٩
بعد أن أعلن الانفصاليون في جنوب اليمن استجابتهم لإيقاف إطلاق النار في عدن التي سيطروا عليها فعلياً يوم السبت، أكدوا أنهم لن يتفاوضوا "تحت التهديد" فيما أعلنت الأمم المتحدة وقوع عشرات الضحايا نتيجة الأحداث الأخيرة.
إعلان
جاء في بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن: "قتل وجرح أعداد من المدنيين منذ 8 آب/أغسطس الماضي حين اندلع القتال في مدينة عدن. وتفيد تقارير أولية أن ما يصل إلى 40 شخصا قتلوا و260 جرحوا".
ومن جانبهم، أكد الانفصاليون في جنوب اليمن اليوم الأحد (11 آب/أغسطس) أنهم لن يتفاوضوا "تحت وطأة التهديد"، مشدّدين في الوقت نفسه على وقوفهم إلى جانب التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في بلادهم، وذلك غداة دعوة الرياض إلى اجتماع للطرفين اليمنيين المتحاربين، مهددة باستخدام "القوة العسكرية" لفرض وقف فوري لإطلاق النار.
وشدّد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بريك في خطبة عيد الأضحى في عدن على "الثبات وعدم التفاوض تحت وطأة التهديد"، كما أكد أيضاً على "الالتزام بشرعية هادي والوقوف إلى جنب التحالف".
وأعلن الانفصاليون السبت السيطرة على القصر الرئاسي في العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، قبل أن يعلن مصدر من التحالف أن الانفصاليين "بدأوا بالانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها".
وكان التحالف العسكري أعلن صباح اليوم أنه "استهدف إحدى المناطق التي تشكل تهديدا مباشرا على أحد المواقع المهمة التابعة للحكومة الشرعية".
وساد الهدوء في شوارع مدينة عدن صباح الأحد، أول أيام عيد الأضحى، بعد غارات التحالف، بحسب شهود عيان. وقال الشهود إن الغارات الجوية استهدفت معسكري بدر وجبل حديد في المدينة الذين سيطر عليهم الانفصاليون.
وعدن هي العاصمة الموقتة للحكومة المعترف بها منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014. وهذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها الانفصاليون التابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي مع الوحدات الموالية للرئيس هادي. ففي كانون الأول/يناير 2018، شهدت عدن قتالاً عنيفاً بين الانفصاليين والقوات الحكومية أدى إلى مقتل 38 شخصا وإصابة اكثر من 220 آخرين بجروح.
م.ع.ح/س.ك (أ ف ب – رويترز)
النازحون اليمنيون ورحلة الهروب المستمرة من الموت
خلال رحلة فرارهم من الحرب وأشكال العنف الدائر في مناطقهم، يواجه النازحون اليمنيون ظروفا قاسية تفتقد لأدنى مقومات العيش. ويعد الأطفال، الفئة الأكثر تضرراً بسبب سوء التغذية وتفشي الأوبئة، فضلاً عن كافة أشكال الاستغلال.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
غياب أدنى مقومات العيش
منذ ثلاث سنوات والحرب مستعرة في اليمن. ومنذ بداية الحرب نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص. يعيش هؤلاء النازحون داخل مخيمات ميدانية، مثل تلك القريبة من مدينة عبس في مقاطعة حجة الواقعة في الساحل الشمالي الغربي. يفتقر الناس هناك إلى مقومات العيش االكريم من ماء وغذاء و أدوية.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم!
هناك 24 مليون شخص، أي حوالي 80 في المائة من اليمنيين، في حاجة ماسة للمساعدة. ووفقاً لليونيسف، يموت طفل واحد على الأقل كل عشر دقائق نتيجة للجوع وسوء التغذية. وتحتاج الأمم المتحدة مبلغ 4.2 مليار دولار لتمويل حاجات اليمنيين من المساعدات هذا العام. وتتطلع المنظمة الدولية في ذلك إلى دعم الدول الأعضاء في مؤتمر المانحين في جنيف.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
الأطفال الأكثر عرضة للخطر
تفر العديد من العائلات من المناطق المحاصرة في البلاد باتجاه محافظة حجة، التي تضم خُمس جميع النازحين اليمنيين. المدينة ليست الأكثر أماناً. ووفقاً لمركز رصد النزوح الداخلي الدولي (IDMC)، يتعرض الأطفال للمخاطر بشكل خاص. إذ يتم استغلال الأطفال عن طريق الزواج أو تدريبهم على القتال.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
حياة النزوح..
دخل اليمن عمليا في أزمة سياسية وإنسانية قبل عام 2015، إذ يعيش 50 في المائة من السكان تحت خط الفقر، ولا يحصل 70 في المائة من سكان البوادي على المياه الصالحة للشرب أو الرعاية الطبية. كما أدى العنف من قبل الجماعات الإرهابية إلى نزوح السكان، خاصة في جنوب اليمن. ومع بداية الحرب، ارتفعت أعداد النازحين بشكل كبير.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وباء الكوليرا
قبل تصاعد الأزمة في اليمن، كانت البلاد تستورد 80 إلى 90 في المائة من احتياجاتها الغذائية. الآن وبعد إغلاق المطار في صنعاء وحصار الموانئ، لا تصل المساعدات للبلاد بشكل كافي. أكثر من 13 مليون شخص لا يحصلون على مياه شرب، كما تنتشر الأمراض المعدية في معظم أنحاء البلاد. وبحلول نهاية عام 2017، كان حوالي مليون شخص من اليمنيين مصاب بوباء الكوليرا.إعداد: يوليا فرجين/ ترجمة: إيمان ملوك