الأمم المتحدة: حوالي ثمانية ملايين شخص فروا من أوكرانيا
٧ فبراير ٢٠٢٣
منذ بدأ العدوان الروسي، فرّ حوالي ثمانية ملايين شخص من القتال في أوكرانيا، حسب منسق الأمم المتحدة للمساعدات الطارئة مارتن غريفيث. وفيما تعزز روسيا قواتها في شرق البلاد سحبت كييف ملايين الكتب بالروسية من المكتبات.
إعلان
قبل اقتراب موعد الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية و منسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن نحو 8 ملايين شخص فروا من أوكرانيا ونزح داخليا 5.3 ملايين آخرون منذ بداية الغزو الروسي قبل نحو عام.
وأوضح غريفيث أن 17.6 مليون شخص أو نحو 40% من تعداد سكان أوكرانيا في حاجة لمساعدات إنسانية. وأشار إلى أنه يعتزم طرح خطة هذا العام الخاصة بالاستجابة الإنسانية من أجل أوكرانيا، التي تتطلب نحو 3.9 مليار دولار، في جنيف في وقت لاحق من هذا الشهر.
وتشير التقديرات الأممية الرسمية إلى أن أكثر من 7000 مدني قتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022. وقال غريفيث" بالتأكيد الحصيلة الحقيقية أعلى من ذلك".
تدفق التعزيزات الروسية بشرق أوكرانيا
ومن جهته، قال سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك، للتلفزيون الأوكراني إن روسيا ترسل تعزيزات إلى شرق أوكرانيا قبل هجوم جديد قد يبدأ الأسبوع المقبل على امتداد جبهة تشهد معارك ضارية منذ شهور. وأوضح "نشهد نشر المزيد والمزيد من الاحتياطيات (الروسية) في اتجاهنا، ونشهد إدخال المزيد من العتاد...". وأضاف "إنهم يجلبون ذخيرة تُستخدم بشكل مختلف عن ذي قبل- لم يعد هناك قصف على مدار الساعة. بدأوا يوفرون (جهدهم).. استعدادا لهجوم واسع النطاق. سيستغرق الأمر على الأرجح عشرة أيام لحشد الاحتياطيات. بعد 15 فبراير نتوقع (هذا الهجوم) في أي وقت".
وتتوقع أوكرانيا هجوما كبيرا يمكن أن تشنه روسيا لأسباب "رمزية" مع اقتراب الذكرى السنوية للغزو في 24 فبراير/ شباط، والتي تصر موسكو على تسميتها "عملية عسكرية خاصة". وتخطط أوكرانيا نفسها لشن هجوم في الربيع لاستعادة الأراضي المفقودة، لكنها تنتظر أن يسلمها الغرب ما وعد به من صواريخ بعيدة المدى ودبابات قتال.
ووصلت الحرب إلى نقطة محورية مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لها، إذ لم تعد أوكرانيا تحقق مكاسب مثلما فعلت في النصف الثاني من عام 2022 وتدفع روسيا بمئات الآلاف من قوات الاحتياط التي حشدتها.
وأفاد تحديث مخابراتي بريطاني اليوم الثلاثاء (7 فبراير/ شباط 2023) أن الجيش الروسي حاول على الأرجح استئناف العمليات الهجومية الرئيسية في أوكرانيا في أوائل يناير/ كانون الثاني، بهدف الاستيلاء على الأجزاء التي تسيطر عليها أوكرانيا من دونيتسك. لكن التحديث أضاف أنه لا يزال مستبعدا أن تتمكن روسيا من حشد القوات اللازمة للتأثير بشكل كبير على نتيجة الحرب في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.
سحب ملايين الكتب الروسية من المكتبات
وفي سياق آخر، قالت نائبة في البرلمان الأوكراني إن بلادها سحبت من مكتباتها في نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 19 مليون نسخة من الكتب التي إما تعود إلى العهد السوفييتي أو باللغة الروسية. وقالت يفهينيا كرافتشوك نائبة رئيس لجنة السياسة الإنسانية والإعلامية في البرلمان الأوكراني إن هناك 11 مليون كتاب باللغة الروسية من بين 19 مليون كتاب جرى سحبهم.
وأضافت في بيان أمس الاثنين نشره الموقع الإلكتروني لبرلمان البلاد "بعض الكتب المكتوبة باللغة الأوكرانية وتعود للحقبة السوفييتية شُطبت أيضا".
وتابعت قائلا "هناك أيضًا توصيات بشطب وإزالة الكتب التي دعم مؤلفوها العدوان المسلح على أوكرانيا".
ولم يتضح على الفور ماذا حدث للكتب المسحوبة.
وفي منتصف عام 2022، قيدت أوكرانيا توزيع الكتب الروسية سعيا وراء المزيد من قطع العلاقات الثقافية بين الجارتين والتراجع عن سياسات تقول سلطات كييف إنها قمعت الهوية الأوكرانية لعدة قرون.
وقالت كرافتشوك "بشكل عام فإن نسبة الكتب المكتوبة بالروسية إلى تلك المكتوبة بالأوكرانية في مكتباتنا مؤسفة للغاية". "لذلك نحن الآن نتحدث عن حقيقة أنه من الضروري ضخ الأموال وشراء الكتب باللغة الأوكرانية في أسرع وقت ممكن."
وأضافت أن حوالي 44 بالمئة من الكتب في مكتبات أوكرانيا متاحة باللغة الروسية والباقي باللغة الأوكرانية أو بلغات دول الاتحاد الأوروبي.
ص.ش/ح.ز (د ب أ، رويترز )
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة