الأمم المتحدة وحكومة السودان تدينان مساعي تشكيل حكومة موازية
٢٤ فبراير ٢٠٢٥
نددت الحكومة السودانية الموالية للجيش بما وصفته بالدعم الكيني "العدائي غير المسؤول" لمساعي قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية. كما نددت الأمم المتحدة بالإعلان عن تلك الحكومة الموازية.
صورة من اجتماع في نيروبي للاتفاق على تشكيل حكومة موازية في السودان (18 فبراير/ شباط 2025)صورة من: Monicah Mwangi/REUTERS
إعلان
قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين (24 فبراير/شباط 2025)، إن توقيع قوات الدعم السريع وحلفائها "ميثاقا تأسيسيا" لحكومة موازية في السودان يمثل "تصعيدا جديدا" للصراع الذي يثير قلق الأمين العام للأمم المتحدة.
وقال ستيفان دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن "قلقه العميق إزاء إعلان قوات الدعم السريع وائتلاف من المجموعات السياسية والمسلحة توقيع ميثاق سياسي يعبر عن عزمهم على إقامة سلطة حاكمة في المناطق الخاضعة لسيطرة" قوات الدعم السريع. وأضاف "هذا التصعيد الإضافي في الصراع في السودان يعمق تفكك البلاد".
ومساء السبت، وقّعت قوات الدعم السريع وائتلاف من المجموعات السياسية والمسلحة ميثاقا في نيروبي يمهّد الطريق لتشكيل حكومة "سلام ووحدة" موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان، فيما أشار وزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي لاحقا إلى أن الحكومة المقترحة ستعيد "السلام والاستقرار والحكم الديموقراطي" في السودان.
وتأتي هذه الخطوة بعد مرور قرابة عامين على حرب مدمرة بين قوات الدعم السريع والجيش بدأت في نيسان/أبريل 2023 وتسببت بتشريد أكثر من 12 مليون شخص وبأكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة. وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو من بين الأطراف الموقعة على الميثاق في نيروبي، علما أن الحركة تسيطر على أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في الجنوب.
خطوات سودانية مزمعة تجاه كينيا
ودانت الخارجية السودانية ما وصفتها بأنها "سابقة خطيرة" الاثنين، قائلة "في تهديد بالغ للأمن والسلم الإقليميين، تبنت القيادة الكينية الحكومة الموازية التي تنوي مليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها إعلانها في بعض الجيوب التي تبقت لها". وأضافت "ستمضي حكومة السودان في اتخاذ الخطوات الكفيلة بالرد علي هذا السلوك العدائي غير المسؤول". وبدأت هذه الإجراءات تتجسد الاثنين إذ قال وكيل وزارة الخارجية السودانية حسين الأمين الفاضل خلال مؤتمر صحافي في بورتسودان إن "الإجراءات ستكون تصاعدية وتدريجية"، متحدثا عن "خطوات للحكومة لاتخاذ إجراءات اقتصادية تشمل حظر استيراد المنتجات الكينية". ولفت إلى أن السودان يتحرّك لسحب سفيره لدى نيروبي كما أنه سيرفع شكوى ضد كينيا عبر القنوات الإقليمية والدولية.
"الدعم السريع" وتشكيل حكومة موازية في السودان.. تصعيد جديد؟
33:38
This browser does not support the video element.
وأشار بيان الحكومة السودانية إلى أن الغرض من إقامة الحكومة الموازية "هو خلق واجهة زائفة للمليشيا للحصول على الأسلحة مباشرة، بما يرفع بعض الحرج عن الراعية الإقليمية، ليقتصر دورها علي التمويل فقط"، مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلى "توسعة نطاق الحرب وإطالة أمدها".
واتّهمت الأمم المتحدة والولايات المتحدة دولة الإمارات مرارا بتقديم الأسلحة لقوات الدعم السريع التي اتهمتها واشنطن الشهر الماضي بارتكاب إبادة. وأواخر كانون الثاني/يناير، وقّعت كينيا اتفاق شراكة اقتصادية مع الإمارات واصفة إياه بأنه "عتبة تاريخية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين". ولفت الفاضل الاثنين إلى أن الرئيس الكيني وليام روتو "لديه مصالح شخصية معلومة مع قائد المليشيا ورعاتها"، مؤكدا أن "كينيا تراهن على أوراق خاسرة". وجاء توقيع الميثاق السبت في وقت يتقدّم الجيش والمليشيات الموالية له ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم وفي وسط السودان. اتُّهم طرفا النزاع السوداني بارتكاب فظاعات خطيرة بحق المدنيين خلال الحرب التي أدت إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.
إعلان
أطباء بلا حدود توقف نشاطها في "زمزم"
من جانب آخر، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود في بيان الإثنين "وقف كل نشاطاتها" في مخيم زمزم للاجئين في منطقة شمال دارفور في السودان، على خلفية المعارك وأعمال العنف. واقتحمت قوات الدعم السريع في وقت سابق من هذا الشهر، مخيم زمزم الذي يقطنه ما لا يقل عن نصف مليون شخص، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع الجيش السوداني وفصائل مسلحة متحالفة معه.
ف.ي/ص.ش (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)
بالصور - حصاد 2024 في السودان: استمرار أكبر أزمة إنسانية في العالم
شهد السودان في 2024 استمرار أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه جراء تواصل القتال بين قوات الجيش والدعم السريع، ما أسفر عن أكبر موجة نزوح في العالم وتفش للمجاعة وأمراض كالكوليرا وتدمير للبنية التحتية مع فشل محاولات الوساطة.
صورة من: Sam Mednick/AP
11 مليون نازح - رقم قياسي بالعالم
يشهد السودان أكبر أزمة نزوح إنساني في العالم، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا 9.1 مليون شخص، وارتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 11 مليون بسبب الحرب القائمة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، فيما فر 3.1 مليون إلى الدول المجاورة. النساء تشكلن أكثر من نصف النازحين، والأطفال دون الخامسة يمثلون أكثر من ربع النازحين.
صورة من: Marie-Helena Laurent/WFP/AP/picture alliance
مجاعة تجتاح أجزاء من ولاية شمال دارفور
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، حيث وصل الوضع إلى المرحلة الخامسة من التصنيف الغذائي، وهي مرحلة المجاعة. وأشارت المنظمة إلى أن هذه المرحلة تعني أن واحدًا على الأقل من كل خمسة أشخاص أو أسر يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر الموت جوعًا.
صورة من: Mohamed Zakaria/REUTERS
حرمان ملايين الأطفال من التعليم
يظهر في الصورة مجموعة من الأطفال وهم يدرسون رغم التحديات، حيث استأنفوا الدراسة في ظروف صعبة. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 15 مليون طفل في السودان خارج المدرسة بسبب الصراع المستمر. ومع اقتراب النزاع من إتمام عامه الثاني، يقدر أن نحو 19 مليون طفل في السودان لا يحصلون على التعليم. من بين هؤلاء، يعاني حوالي 6.5 مليون طفل من عدم القدرة على الوصول إلى المدارس بسبب العنف وانعدام الأمن في مناطقهم.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
تفشي الكوليرا يهدد النازحين
صورة من إحدى المناطق المتأثرة بتفشي وباء الكوليرا في السودان، حيث يظهر أحد العاملين في القطاع الصحي وهو يقدم العلاج للمصابين في ظل ظروف صعبة. منذ إعلان تفشي الوباء في 12 أغسطس/ آب 2024، تم تسجيل أكثر من 8,400 إصابة و299 حالة وفاة في ثماني ولايات سودانية، ما يهدد حياة المجتمعات النازحة في أنحاء البلاد.
صورة من: Central Committee of Sudanese Doctors/AP Photo//picture alliance
حالات اغتصاب كثيرة والمتهم: عناصر الدعم السريع
تم توثيق 306 حالة اغتصاب منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023، بينها 48 حالة لبنات في سن الطفولة، مع احتمال أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير. تكشف التحقيقات أن معظم حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتُكبت من قبل قوات الدعم السريع، خصوصًا في ولايات الخرطوم ودارفور والجزيرة.
صورة من: Abd Raouf/AP Photo/picture alliance
تكايا تقدم مساعدات إنسانية
انتشرت التكايا في مختلف مناطق السودان لتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين، معتمدة على تبرعات الأهالي داخل وخارج البلاد. تُدار هذه التكايا بواسطة المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية، حيث يقوم المتطوعون بتوزيع الطعام على المنازل. وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تم ترشيح غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام تقديرًا لدورها الحيوي في تقديم المساعدات الإنسانية.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
كارثة انهيار سد أربعات - فيضانات وعطش
انهار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، مما أدى إلى كارثة كبيرة في مدينة بورتسودان. تسببت السيول في جرف جثث ومفقودين، إلى جانب آلاف المواشي وتدمير عشرات القرى والممتلكات. كما دمرت السيول بوابة السد وخطوطه الناقلة، ما هدد المنطقة بالعطش.
صورة من: -/AFP/Getty Images
النظام الصحي يواجه انهيارًا في ظل الحرب
وصل النظام الصحي في السودان إلى نقطة الانهيار بسبب الضغط الكبير على المرافق الصحية وتدهور قدرتها على مواجهة تفشي الأمراض وسوء التغذية. يعجز اثنان من كل ثلاثة سودانيين عن الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، بعد إغلاق العديد من المستشفيات. يعاني المرضى من نقص الأدوية والغذاء، بينما لا يتلقى كبار السن والنساء والأطفال العلاجات الضرورية.
صورة من: AFP
مجازر جديدة في ولاية الجزيرة
تشهد ولاية الجزيرة بوسط السودان مجازر جديدة وجرائم إبادة جماعية على يد مليشيات الدعم السريع، التي اجتاحت أكثر من 100 قرية. وفقًا للجنة المقاومة، قُتل نحو 800 شخص، بينهم أسر كاملة، وتم توثيق فظائع في قريتي الأزرق والسريحة في 25 أكتوبر/تشرين الأول، بالإضافة إلى مذبحة بالرصاص الحي في القرى الشرقية للولاية.
صورة من: AFP
استبدال العملة قبل نهاية 2024
ولم ينته عام 2024 إلا وقد وقعت مفاجأة كبيرة، حيث قررت الحكومة السودانية تغيير بعض فئات العملة السودانية في ولايات دون أخرى. وبدأت السلطات في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول استبدال العملة من فئة 1000 جنيه وكذلك فئة 500 جنيه عن طريق الإيداع البنكي في ست ولايات. وأعلن بنك السودان المركزي طرح عملة جديدة من فئة 1000 جنيه، تتضمن علامات تأمينية ترى بالعين المجردة مثل العلامة المائية.
صورة من: Janusz Pienkowski/Zoonar/picture alliance