الأمن المغربي يفرق مظاهرة بالقوة في العاصمة الرباط
٣١ مايو ٢٠١٧
فرّقت قوات الأمن المغربية بالقوة مظاهرة نظمت بوسط العاصمة الرباط الليلة الماضية للتضامن مع مسيرات تشهدها منطقة الريف بشمال البلاد منذ سبعة أشهر احتجاجا على التهميش والفقر والفساد.
إعلان
وتجمع عشرات المتظاهرين أمام مبنى البرلمان بوسط الرباط لكن قوات الأمن تدخلت بعد دقائق في مواجهة اتسمت بالعنف كما حطمت بعض الهواتف لمنع أصحابها من تصوير الأحداث. وقال شهود إن مصابين سقطوا في تلك المواجهة. وخرج المتظاهرون تعبيرا عن تضامنهم مع أحداث منطقة الريف وخاصة مدينة الحسيمة وللمطالبة بإطلاق سراح من اعتقلوا خلالها. ورفعوا شعارات منها "هي كلمة واحدة.. هاد الدولة فاسدة" و"اقتلوهم.. أعدموهم.. أولاد الشعب يخلفوهم" و"كلنا محكورين.. اعتقلونا كاملين" (كلنا مهمشون.. اعتقلونا كلنا).
وبثتث وسائل التواصل الاجتماعي لقطات من مظاهرات أخرى في مدن القنيطرة شمالي الرباط وفي مراكش والدار البيضاء فرقتها قوات الأمن بالقوة أيضا. وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في مدينة الحسيمة بإقليم الريف بشمال المغرب في أواخر أكتوبر تشرين الأول الماضي بعدما قتل محسن فكري بائع السمك سحقا في شاحنة نفايات عندما حاول استعادة بضاعته المصادرة من وسط الحاوية. وهذه أول احتجاجات من نوعها في البلاد بعد الاحتجاجات التي شهدتها في 2011 على منوال احتجاجات الربيع العربي.
وحاولت السلطات وضع حد للاحتجاجات الأخيرة باعتقال عشرات النشطاء في مقدمتهم ناصر الزفزافي الذي تعتبره "زعيم الحراك" في الحسيمة يوم الاثنين الماضي. ووجهت النيابة العامة للمعتقلين تهما منها "المس بالسلامة الداخلية للدولة". كما أظهرت مقاطع مصورة بثت على الإنترنت مظاهرة حاشدة الليلة الماضية في الحسيمة شكر فيها والد الزفزافي المتضامنين مع المعتقلين وحثهم على التشبث بالسلمية.
وتأتي الاضطرابات في وقت حساس تقدم فيه المملكة نفسها على أنها نموذج للاستقرار الاقتصادي والتغيير التدريجي وملاذ آمن للاستثمار في منطقة يمزقها العنف والتشدد الإسلامي.
ح.ز/ و.ب (رويترز/ أ.ف.ب)
مقتل بائع السمك محسن فكري يشعل نار الاحتجاجات في المغرب
لايزال مقتل بائع السمك، الذي مات سحقا في شاحنة نفايات عندما حاول على ما يبدو إنقاذ بضاعته بعد مصادرتها، يثير غضب العديد من المغاربة الذين خرجوا باحتجاجات ضد "الظلم المسلط على المواطن". فهل ينجح الملك في تهدئة الأجواء؟
صورة من: AP
تتواصل في المغرب الاحتجاجات الغاضبة بعد أن لقي بائع السمك محسن فكري مصرعه سحقا في شاحنة نفايات عندما حاول على ما ييدو استرداد بضاعته من السمك بعدما صادرتها الشرطة في مدينة الحسيمة، شمالي المغرب، بتهمة بيع سمك يحظر صيده في هذه الفترة من السنة وألقت بها في النفايات، وفق ما تقول السلطات المغربية.
صورة من: picture alliance/AA/J. Morchidi
الاحتجاجات انطلقت من مدينة الحسيمة، موطن بائع السمك، وشملت عدة مدن مغربية بينها الدار البيضاء والرباط. البعض يحمّل السلطات الأمنية مسؤولية مقتل محسن فكري الذي حاول استرداد بضاعته بعد مصادرتها والإلقاء بها في القمامة، فيما يرى البعض الآخر أن بائع السمك انتحر بعد شعوره بـ"الحقرة"، أي الظلم والقهر.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
حادثة مقتل بائع السمك محسن فكري في مدينة الحسيمة المغربية تذكر كثيرا بحادثة البائع المتجول محمد البوعزيزي والذي صودرت بضاعته من قبل الشرطة البلدية في مدينة سيدي بوزيد، وسط تونس، قبل أن يضرم النار في جسده بعدما شعر بتعرضه للظلم والقهر. نيران أشعلت لهيب الثورات العربية التي لايزال لهبها متواصلا في العديد من الدول العربية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Salah Habibi
على أية حال، وبعكس الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الذي لم يعر حادثة البوعزيزي في البداية أهمية كبيرة، فقد كانت ردة فعل الملك المغربي محمد السادس سريعة، إذ أنه وبعيد حادثة مقتل بائع السمك محسن فكري، سارع بإصدار تعليمات "لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع".
صورة من: Getty Images
واستجابة لتعليمات الملك، تحيل النيابة العامة الثلاثاء (الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2016) 11 شخصا من مختلف المصالح إلى قاضي التحقيق بتهم القتل غير العمد في قضية محسن فكري. لكن ماذا عن القضايا الأخرى؟ وفق اللافتة التي يحملها هذا الشاب خلال احتجاجات في مدينة الحسيمة، هناك عدة ملفات أخرى تحتاج التحقيق مثل تهريب الأمول إلى بنما والتي تورط فيها أحد مستشاري الملك وكذلك إلى قضية "مي فتيحة".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
قضية "مي فتيحة"، وهي أرملة كانت تبيع الفطائر في مدينة قنيطرة المغربية" قبل أن تضرم قبل بضعة أشهر النار في جسدها بعدما صادرت السلطات عربتها، وإن تم لملتها بسرعة بعد تدخل الملك المغربي وإصداره تعليمات لوزير الداخلية بمحاسبة المسؤولين عن مقتلها بصرامة، إلا أنها ظلت باقية في الأذهان. فهل ينجح الملك هذه المرة في إسكات الغاضبين؟
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
مراقبون يكادون يجمعون على أن الاحتجاجات التي تشهدها المملكة المغربية في الوقت الراهن أحد أكبر الاحتجاجات على مستوى البلاد منذ عام 2011 عندما نظمت حركة 20 فبراير مظاهرات تطالب بالإصلاح الديمقراطي مستلهمة انتفاضات الربيع العربي التي اندلعت في مختلف أرجاء المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
الاحتجاجات في المغرب ليست بالجديدة، إذ كثيرا ما ينظم العاطلون عن العمل احتجاجات أمام مقر الحكومة والبرلمان للمطالبة بالتشغيل. لكن الاحتجاجات الحالية التي تشهدها البلاد تكاد تشمل جميع فئات المجتمع ضد ما يعتبرونه "الظلم المسلط على المواطن البسيط".
صورة من: Reuters
الثورات العربية التي شهدتها المنطقة والمظاهرات التي نظمتها حركة 20 فبراير دفعت بالملك إلى القيام بعدة إصلاحات، قال مراقبون عنها بأنها سحبت البساط من تحت أقدام الحركة. لكن ماذا عن الاحتجاجات الجديدة؟ على أية حال التطورات الجديدة تتزامن مع استعداد المملكة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2016 خلال الشهر الجاري، في حين يبدأ رئيس الوزراء تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات الأخيرة.