الأمير وليام يوجه انتقادات مبطنة للأغنياء المهووسين بالفضاء!
١٤ أكتوبر ٢٠٢١
وجه الأمير البريطاني وليام انتقادات مبطنة لأصحاب المليارات المنخرطين في سباق سياحة الفضاء، في الوقت الذي تواجه فيه الأرض مشكلات بيئية لم يوجد لها حل حتى الآن، على حد تعبيره. فمن كان يقصد بكلامه؟
إعلان
خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بثتها اليوم الخميس (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) انتقد الأمير البريطاني وليام على ما يبدو جيف بيزوس، أغنى أغنياء العالم، وإيلون ماسك والبريطاني ريتشارد برانسون، الذين تؤذن مغامراتهم المتنافسة ببداية عصر جديد من الرحلات الفضائية التجارية الخاصة. وقال وليام عن سباق الفضاء: "نحن بحاجة لأن ينصب تركيز بعض من أعظم عقول العالم على محاولة إصلاح هذا الكوكب وليس على السعي لإيجاد المكان التالي (غير الأرض) للذهاب إليه والعيش فيه".
جاءت تصريحات الأمير بعدما تحدث إيلون ماسك عن بعثاته إلى المريخ، ووصف بيزوس أولى رحلاته الفضائية في يوليو/ تموز الماضي بأنها تندرج في إطار مد طريق إلى الفضاء "كي يتسنى لأطفالنا وأطفالهم بناء مستقبل". وقال بيزوس الذي احتفل أمس الأربعاء، 13 أكتوبر/ تشرين الأول بإرسال نجم ستار تريك وليام شاتنر إلى الفضاء في مركبته نيو شبرد: "ينبغي لنا فعل ذلك لحل المشكلات هنا على الأرض".
أصبح تناول القضايا البيئية سمة رئيسية للعائلة الملكية في بريطانيا، ويحذو وليام (39 عاما) في ذلك حذو جده الراحل الأمير فيليب، زوج الملكة إليزابيث، ووالده الأمير تشارلز. إذ يدعو تشارلز، وريث عرش بريطانيا البالغ من العمر 72 عاماً، منذ عقود إلى التحرك إزاء تغير المناخ والإضرار بالبيئة، وذلك قبل فترة طويلة من أن تصبح القضية تلك مثار اهتمام عالمي، لكنه واجه سخرية من مسعاه هذا على طول الطريق. وعن ذلك قال وليام "لقد كان طريقا شاقا بالنسبة له. لقد مر بمصاعب جمة حقا، وأعتقد أنه أثبت أنه سابق لعصره في هذا الإطار". وأضاف "لكن هناك جيلا ثالثا الآن عليه أن يضطلع أكثر بهذه القضية. فالنسبة لي سيكون الأمر كارثيا تماما إذا جلس جورج (ابنه الأكبر) هنا.. بعد 30 عاما أو نحو ذلك وظل يقول الشيء نفسه لأنه سيكون قد فات الأوان وقتها".
في تكرار لرسالة وجهها والده هذا الأسبوع، قال وليام أيضا إن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المقبل (كوب 26) الذي سينعقد في إسكتلندا ينبغي أن يحقق المرجو منه. وأضاف "لدينا الكثير من الكلام المنمق والحديث المعسول. لكننا نفتقر إلى التحرك والعمل".
تحركا منه تجاه هذه القضية الحساسة، دشن وليام جائزة (إيرث شوت) التي تهدف لإيجاد حلول عبر تكنولوجيات أو سياسات جديدة لكبرى مشكلات الأرض البيئية. وسيُعلن الفائزون الخمسة الأوائل في احتفال يوم الأحد وسيحصل كل منهم على مليون جنيه إسترليني (1.4 مليون دولار).
إ.م/خ.س (رويترز)
كوارث "تطرف الطقس".. عندما يدخل العالم مرحلة الخطر
تشهد مدينة هامبورغ الألمانية حاليا (من 22 حتى 24 سبتمبر 2021) إقامة "مؤتمر تطرف الطقس"، حيث يلتقي خبراء الأرضاد الجوية والمناخ للحديث عن أسباب التغير المناخي. وفي الواقع فإن تطرف الطقس أصبحت آثاره المدمرة واضحة للجميع.
صورة من: Dr. Christoph Sommergruber/dpa/picture alliance
طقس طبيعي أم مناخ متطرف؟
إعصار "أولاف" الذي ضرب هنا سواحل باخا كاليفورنيا المكسيكية في سبتمبر/ أيلول، هو ظاهرة طقس طبيعية. لكن مظاهر تطرف الطقس أصبحت أكثر شيوعًا في العالم بسبب تسارع التغيرات المناخية بقوة. وقام منظمو "مؤتمر تطرف الطقس" مع خبراء من هيئة الأرصاد الجوية الألمانية ومن هيئات أخرى بنشر معلومات حول الخطر الذي يتهدد العالم. والطقس هو حالة الغلاف الجوي في فترة قصيرة كيوم حتى أسبوع أما المناخ فهي حالته لفترة أطول.
صورة من: NOAA/NESDIS/STAR GOES/AP Photo/picture alliance
تحقق الخطر الذي طالما حذر العلماء منه
بسبب التهديد المتزايد من الأعاصير وحرائق الغابات، يحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من "أعلى درجات الخطر لأمتنا" الأمريكية. مظاهر الطقس المتطرف كلّفت الولايات المتحدة خسائر قياسية بلغت 100 مليار دولار في عام 2020. واعترف جو بايدن بأن "العلماء ظلوا منذ سنوات يحذروننا من أن الطقس المتطرف سيصبح أكثر تطرفا بمرور الوقت، وهو ما نشهده في الوقت الحالي".
صورة من: Fotolia/Daniel Loretto
هطول الأمطار يدمر أساسيات العيش
أضحت العواصف الاستوائية خطيرة وتتسبب بأمطار عاتية. الصين مثلا تعرضت عدة مرات لأمطار غزيرة خلال فصل الصيف الجاري، ما أدى بالقائمين على أحد السدود في مقاطعة هونان إلى فتح البوّابات حتى تخرج كميات كبيرة من المياه وبالتالي يقل الضغط عليه ويتفادي انفجاره. لكن الوضع داخل المقاطعة كان صعبا، واستدعى تدخل فرق الإنقاذ بالمعدات الثقيلة لنجدة السكان، الذين غمرت المياه أماكن معيشتهم.
صورة من: Str/Getty Images/AFP
ألمانيا تضرّرت بشدة
شهدت ألمانيا في الصيف فيضانات غير مسبوقة في ولايتين غربي البلاد. تعود سكان هذه المناطق على المطر لكن كمية هطول الأمطار هذه المرة كانت غير عادية، ما أدى إلى مئات القتلى والجرحى، كما تأثرت البنى التحتية لعدة مناطق ودمرت أجزاء منها كما وقع لبلدة شولد بمنطقة "آرفايلر". صور كهذه من بلدة شولد المدمرة بالكامل تلقي بظلالها على مؤتمر هامبورغ لتطرف الطقس هذا العام، مذكرة بأنه يجب التحرك لمواجهة الكارثة.
صورة من: Wolfgang Rattay/REUTERS
وفي المقابل جفاف.. أفغانستان كمثال
ليست الأعاصير وحدها هي ما ينتج عن التغير المناخي، فهناك الجفاف أيضا مثلما الحال في أفغانستان، حيث أدى الجفاف الشديد هذا العام إلى تفاقم الوضع المعيشي البائس في عدة مدن. نهر كابول تحول إلى ما يشبه البرك الموحلة. ويحذربرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص في البلد، أي ثلث السكان، مهددون بالجوع.
صورة من: Ton Koene/VWPics/UIG/imago
الجراد يلتهم غذاء البشر
زيادة على الجفاف، تفاقمت الأوضاع في أجزاء كبيرة من أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى بسبب تفشي الجراد منذ عام 2020. وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، تنتشر الحشرات الشرهة بشكل متزايد في المناطق الجبلية حيث تسبب أضرار جسيمة لم تحدث من قبل ويساعد على ذلك تغير المناخ.
صورة من: Baz Ratner/REUTERS
حرائق الغابات.. حالة متكررة
جاءت الحرائق هذا العام لتؤكد عمق الخطر المحدق بالكوكب. تعددت حرائق الغابات بين كل القارات، لكن الضرر الأكبر كان في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثلما وقع في تركيا واليونان والجزائر وإسبانيا. الخسائر كانت جسيمة للغاية. لكن هناك من اعترف بخطورة التغير المناخي وهناك من رفض الإقرار بذلك؛ محملاً الأمر لأشخاص ومنظمات. (فابيان شميث/ع.ا/ص.ش)