الأمير ويليام لمسلمي نيوزيلاندا: الحب انتصر على الكراهية
٢٦ أبريل ٢٠١٩
خلال زيارته لمسجد النور في كرايستشيريش الذي تعرض لهجوم إرهابي قبل ستة أسابيع، قال الأمير البريطاني ويليام إنه يقف مع مسلمي نيوزيلندا الذين واجهوا موجة الكراهية بموجة من الحب والسلام.
إعلان
قال الأمير البريطاني ويليام، دوق كامبريدج، للمجتمع المسلم في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية اليوم الجمعة(26 نيسان/ابريل 2019)، إنه يقف معهم "تقديرا لما علمتموه للعالم خلال الأسابيع الماضية". وتحدث الأمير ويليام لنحو 160 من الناجين في مسجد النور الذي فتح فيه مسلح النار قبل ستة أسابيع وقتل 42 من المصلين فيه.
وقال: "لقد تم التدبير لعمل عنف من أجل تغيير نيوزيلندا، لكن حزن أمة كشف عن ينابيع من التعاطف والرحمة والدفء والحب حقا". وأضاف: "لقد أظهرتم الطريقة التي يجب أن نرد بها على الكراهية، بالحب .. وأتمنى أن تتغلب قوى الحب دائما على قوى الكراهية".
وقال الأمير: "يجب هزيمة التطرف بكافة أشكاله". وتابع: "إن الرسالة من كرايستشيرش والرسالة من مسجدي النور ولينوود واضحة للغاية وهي: الأيديولوجية العالمية للكراهية ستفشل في تفريقنا".
كما أثنى الأمير وليام على رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن قائلا: "إن رئيسة وزرائكم أظهرت قيادة استثنائية تتسم بالتعاطف والعزم، ووضعت مثالا لنا جميعا". ووصل الأمير ويليام إلى نيوزيلندا يوم الخميس في زيارة تستغرق يومين لتكريم الناجين من الهجوم الإرهابي وأسر المتضررين منه.
كما زار ويليام مسجد لينوود، المسجد الثاني الذي استهدفه الهجوم، والتقى بمسلمين هناك.
وحضر الأمير البريطاني يوم الخميس، مراسم إحياء يوم أنزاك في أوكلاند وقام بزيارة إلى مستشفى للأطفال حيث يخضع طفل عمره خمس سنوات للعلاج من إصابات تعرض لها أثناء الهجوم على المسجدين، قبل أن يتوجه إلى كرايستشيرش للاجتماع مع مسعفين.
وصباح اليوم الجمعة زار الأمير مستشفى كرايستشيرش في ظل إجراءات أمنية مشددة حيث لا يزال العديد من ضحايا إطلاق النار يعالجون هناك.
وأسفر الهجوم على مسجدين في كرايستشيرش عن مقتل 50 شخصا.
ح.ع.ح/م.س(د.ب.أ)
في صور .. 36 دقيقة من الإرهاب تقلب حياة مسلمي نيوزيلندا
36 دقيقة من الإرهاب كانت كافية لجعل نيوزيلندا في بؤرة اهتمام الرأي العام الدولي، محررة إياها من موقعها الجغرافي في أقصى جنوب الأرض. DW عربية أعدت ألبوم صور عن الجالية المسلمة ومعاملة السكان لها وقوانين السلاح هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
نصف ساعة هزت الصورة
لطالما افتخرت نيوزيلندا بالأمن وقلة عدد الجرائم، إذ لم يسجل في عام 2017 سوى 48 جريمة حسب الشرطة، التي لا يحمل أفرادها عادة أسلحة أثناء خدمتهم. ويأتي البلد ثانياً بعد آيسلندا في مؤشر السلام العالمي. لكن في 36 دقيقة فقط من بعد ظهر الجمعة (15 آذار/مارس 2019)، قتل إرهابي عنصري 49 مسلماً في مسجدين في كرايست تشيرش، وهو رقم أكبر من ضحايا كافة حوادث القتل المسجلة العام الفائت.
صورة من: picture-alliance/dpa
هجرة مبكرة
تعود بدايات حركة هجرة المسلمين إلى نيوزيلندا إلى نهايات القرن التاسع عشر. وفي النصف الأول من القرن العشرين فرّ إلى البلد مسلمون من طغيان النظم الشمولية في ألبانيا ويوغسلافيا السابقة ودول أخرى. وبعد ذلك جاءت موجة هجرة كبيرة من جزر فيجي في تسعينات القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/empics/PA Wire/D. Lawson
قرابة خمسين ألف مسلم
تبلغ نسبة المسلمين في نيوزيلندا حوالي 1% من مجموع عدد السكان البالغ 5 ملايين نسمة. وينحدر حوالي نصفهم من شبه القارة الهندية ومن الشرق الأوسط. ويتمركز المسلمون في مناطق ومدن أهمها أوكلاند وكريست تشيرش. وبنى المسلمون أول مسجد في سبعينات القرن العشرين في مدينة أوكلاند.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
"جنة" المهاجرين على الأرض
البلد مقصد للمهاجرين الباحثين عن عمل وفرص النجاح من كل أصقاع العالم. وحسب السلطات الرسمية كانت الغالبية العظمى من مهاجري 2018 من الصين والهند وبريطانيا وأستراليا والفلبين. يصف المهاجرون نيوزيلندا بأنها بلد "منفتح وودي" تجاههم. في المقابل هناك تقارير عن حوادث عنصرية وأخرى معادية للمهاجرين تحدث بين الفينة والأخرى، لكنها لا تلفت انتباه وسائل الإعلام لأنها لا تمثل التيار السائد في البلاد.
صورة من: Reuters/R. Ben-Ari
معاداة المسلمين؟
في السنوات الأخيرة بدأ الكلام عن "معاداة" ما للمسلمين في البلد. ففي 2015 أورد تقرير لصحيفة New Zealand Herald أن المسلمين يجدون صعوبة في الحصول على عمل، على الرغم من أنهم أكثر تأهيلاً مهنياُ وأكاديمياً من المجموعات الدينية الأخرى. دراسة لجامعة فيكتوريا النيوزيلندية كشفت أن المهاجرين من دول مسلمة كباكستان وإندونيسيا يتعرضون للرفض من السكان الأصليين أكثر من الصينيين أو الفلبينيين.
صورة من: Reuters/SNPA/M. Hunter
1.5 مليون قطعة سلاح
يمكن لمن تجاوز 16 عاماً اقتناء السلاح. وصرحت الشرطة العام الفائت أن معظم الأسلحة لا تتطلب تسجيلاً بموجب قانون البلاد وأن الشرطة لا تعرف "عدد قطع السلاح لدى المواطنين في نيوزيلندا". خبير في قوانين الأسلحة يذهب إلى أن عددها يقدر بنحو 1.5 مليون قطعة سلاح.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Baker
وعود بتشديد القوانين
وتعهدت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بعد الاعتداء الإرهابي بتشديد قوانين حيازة السلاح، التي لم تتغير منذ 1992، بعدما تبين حصول المهاجم على رخصة لحيازة الأسلحة وأنه استخدم خمسة أنواع اثنان منها شبه آلية.
إعداد: خالد سلامة
صورة من: picture-alliance/AP Photo/New Zealand Prime Minister Office