بعد المأساة التي وقعت في النمسا والبحر المتوسط والتي زادت من عدد ضحايا اللاجئين المتوجهين إلى أوروبا، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى عقد اجتماع أممي بخصوص ملف اللاجئين داعيا الدول إلى تحمل مسؤولياتها.
إعلان
شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء الجمعة (28 أغسطس/آب 2015) على "ضرورة القيام بالمزيد" لحل أزمة تدفق المهاجرين في المتوسط وأوروبا معلنا عن اجتماع بهذا الشأن على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية أيلول/سبتمبر. وأعرب بان في بيان عن "صدمته الشديدة وألمه الكبير لمصرع اللاجئين والمهاجرين" في هذه المناطق، تزامنا مع إعلان العثور على 71 جثة لمهاجرين داخل شاحنة في النمسا ووفاة 76 مهاجرا على الأقل جراء غرق مركبهم فيما كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا انطلاقا من ليبيا.
وأعلن بان بالمناسبة عن تنظيم اجتماع حول ملف اللاجئين في الثلاثين من الشهر القادم، بنيويورك على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال "أوجه نداء لجميع الحكومات المعنية حتى تقدم حلولا شاملة وتطور قنوات شرعية وآمنة للهجرة وأن تتصرف بإنسانية ورحمة واحتراما لواجباتها الدولية".
وأضاف "حين تدرس طلبات اللجوء لا يجب على الدول وضع معايير مختلفة على أساس الدين أو الهوية كما أنه لا يمكنها إجبار الناس على العودة إلى المناطق التي فروا منها متى كانت هناك مخاطر اضطهاد أو هجمات". وأكد الأمين العام للمتحدة أن "الأمر ليس فقط (تطبيقا) للقانون الدولي بل أيضا واجبنا جميعا باعتبارنا بشرا". كما حثّ الحكومات على "المزيد من التصميم لحل النزاعات وباقي المشاكل التي تجبر الناس على الفرار" من أوطانها لأنه "من دون ذلك سيتفاقم عدد المهجرين" البالغ حاليا 40 ألفا يوميا.
و.ب/ع.ش (أ.ف.ب)
معاناة بالبلقان في الطريق إلى ألمانيا
الآلاف فروا من دول تعصف بها الحروب والأزمات في رحلة شاقة وطويلة إلى الأرض الموعودة: ألمانيا. العديد منهم اضطر إلى المرور بدول البلقان قبل الوصول إلى حدود الاتحاد الأوروبي التي تبدأ في المجر. مراسلو DW التقوا عددا منهم.
صورة من: Reuters/O. Teofilovski
محمد من سوريا
محمد هو كردي سوري كان يعمل مدرساً للانجليزية قبل أن يفر من سوريا ويجد نفسه في محطة القطارات التي عمتها الفوضى في بلدة غيفغيليا المقدونية. هنا يحاول أن يسجل اسمه حتى يتمكن من مواصلة الرحلة إلى صربيا على متن القطار أو على متن سيارة أجرة، قبل أن يصل هدفه المنشود ألمانيا، حيث كان شغله الشاغل معرفة ما إذا يمكنه العمل باللغة الإنجليزية في ألمانيا.
صورة من: Nemanja Rujevic
زمان من المغرب
هو شاب لطيف عاش لمدة أربع سنوات في أثينا بطريقة غير شرعية. "رجال الشرطة هناك عنصريون فعلا"، على ما يقول. ولهذا السبب التحق بوفود اللاجئين سعيا منه إلى عبور الحدود إلى صربيا ومن هناك إلى ألمانيا. وعلى الرغم من أن بلاده المغرب مستقرة، إلا أنه يأمل في "عيش كريم وعمل شريف في ألمانيا."
صورة من: Nemanja Rujevic
أحمد من العراق
بلادنا تواجه مشكلة كبيرة ألا وهي تنظيم "الدولة الإسلامية"، على ما يقول الشاب العراقي الذي لم يتجاوز الـ 17 عاما. ويقول إنه وصل إلى بلغراد عبر بلغاريا التي تعرض فيها للضرب والسلب على يد رجال الشرطة. ويقول إنه يفترش الأرض ويلتحف السماء منتظرا الحافلة التي ستقله إلى الشمال. "نريد الذهاب إلى ألمانيا. هناك يمكننا العيش في أمن وأمان".
صورة من: Nemanja Rujevic
محمد من أفغانستان
محمد أب لطفلين. هنا في أحد مراكز الإغاثة في بلغراد يأخذ قسطا من الراحة. ومثله مثل أغلبية اللاجئين هنا، دفع أموالا طائلة للمهربين للوصول من تركيا إلى اليونان. "لكن قاربنا انقلب وأسرتي ظلت لأكثر من ساعة في الماء قبل أن يصل خفر السواحل التركية." ويقول إنه يحمد الله على أن أحداً منهم لم يصب بأذى.
صورة من: Nemanja Rujevic
ميلاد من سوريا
ميلاد، خبير في المعلوماتية من دمشق. هنا في مدينة سوبوتيكا ينتظر الشاب، ذو السبعة والعشرين عاما، مع والديه رجلا لقبه بـ "الباكستاني". ويقول، إن الأخير سيدفع رشاوى لحرس الحدود في صربيا والمجر ويقوم بإيصاله هو وأبويه إلى ألمانيا مقابل 4500 يورو. "أريد الوصول إلى فرانكفورت. هناك لدي أقرباء".
صورة من: Nemanja Rujevic
فالات من أفغانستان
فالات ذو الخمسة وعشرين عاما يحاول وصف الوضع في وطنه افغانستان بلغة إنجليزية بسيطة قائلا: "الوضع سيء للغاية، كل يوم حرب." وكما العديد ينتظر في سوبوتيكا مهربا سينقله إلى ألمانيا. ويقول إن الرحلة كلها كلفته 5000 يورو. "سنذهب في كل الأحوال إلى المانيا، فهي بلد جيد يقبل اللاجئين".