اختارت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد 4 نوفمبر/تشرين الثاني الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة ليكون البطريرك الـ118 في تاريخ الكنيسة القبطية. وبعد قداس استمر لساعات، قام الأنبا باخوميوس القائم مقام البابا منذ وفاة البابا شنوده الثالث بإجراء قرعة أولى، أسفرت عن اختيار طفل بيشوي جرجس مسعد من بين 12 طفلا، وهو الذي قام بعد ذلك بسحب القرعة.

 وقام اللأنبا باخوميوس بعد ذلك بفتح الكرتين البلاستيكيتين الاخريين وعرض أمام الحضور والكاميرات الورقتين اللتين كانتا بداخلهما وتحملان اسمي الأنبا رفائيل والقمص رفائيل افامينا ليتأكد الجميع أن أسماء المرشحين الثلاثة كانت مشاركة بالفعل في القرعة.

ووضع التقاط الطفل بيشوي لورقة تحمل اسم الأنبا تواضروس من بين ثلاث ورقات في إناء زجاجي على مذبح الكاتدرائية المرقسية في حي العباسية بالقاهرة نهاية لعملية طويلة لاختيار البطريرك الجديد. وسيجلس البابا تواضروس الثاني على كرسي مار مرقس الرسول خلفا للبابا شنودة الثالث الذي قاد الكنيسة لمدة 40 عاما وتوفي في مارس/ آذار الماضي.

الأنبا تواضروس عام 1952 باسم وجيه صبحى باقي سليمان وحصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام1975 وبكالوريوس الكلية الإكليركية في 1983 وزمالة هيئة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985. ترهبن عام 1988، وتمت رسامته قسًا في 1989 ونال درجة الأسقفية عام 1997. وهو معروف باهتمامه بالتربية الكنسية واستمرار علاقة الأخوة بين المسيحيين والمسلمين.

وقال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن رئيس الحزب محمد سعد الكتاتني بعث ببرقية تهنئة إلى البابا الجديد.

كانت الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضي لخوض القرعة الهيكلية قد أسفرت عن اختيار كل من الأنبا روفائيل، طبيب يشغل منصب الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة والأنبا تاضوروس أسقف عام البحيرة في دلتا النيل، والراهب الأب روفائيل افامينا البالغ من العمر سبعين عاما. وحصل الأنبا تواضروس على ثاني أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات.

وقبل مراسم القرعة التي تمت اليوم حدد الأنبا بولا، أسقف طنطا المتحدث الرسمي باسم لجنة الانتخابات البابوية، مواصفات الطفل الذي سيقوم بسحب الإسم في القرعة بعدما تقدم عدد كبير من العائلات بترشيح أبنائهم. وأوضح أن هذا الطفل يجب أن يكون سنه بين خمس وتسع سنوات وأن يكون الطفل شماسا من أول رتبة أي من الذين يخدمون في القداس، وأن يقدم أهله شهادة بذلك وشهادة بتاريخ ميلاده، وفقا لأعراف الكنيسة.  وطلب من أولياء الامور "ملء استمارات بها بعض التفاصيل للتأكد من الطفل وانتماء والديه للكنيسة". وتدفق عشرات من أولياء الأمور على الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة لتقديم استمارات بأسماء أبنائهم.

أما أوراق القرعة، فقد أوضح الأنبا بولا أن الأنبا باخوميوس يقوم "وحده بوضع ثلاث ورقات متساوية الحجم على طاولة ويكتب عليها اسماء المرشحين الثلاثة ثم يقوم بطيها بطريقة متساوية". وبعد ذلك "يضع الأوراق الثلاث في إناء زجاجي شفاف ويغلقه بشريط ويختم بخاتم قائمقام البطريرك بالشمع الأحمر".

تجدر الإشارة إلى عملية القرعة لاختيار بابا الكنيسة القبطية تنظمها لائحة تعود إلى عام 1957، تنص على إجراء قرعة في الجولة الأخيرة بين المرشحين لمنصب البابا، على أن يقوم طفل معصوب العينين بسحبها. وهو تقليد خاص بالكنسية المصرية،وقال الانبا مرقص اسقف كنائس شبرا الخيمة لوكالة فرانس برس إنه "تقليد بدأ منذ عقود بعيدة ثم توقف لسنين طويلة قبل ان يعود مجددا عام 1959 مع انتخاب البابا كيرلس السادس".

و.ب، س.ك (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)