أقام الأيزيديون احتفالا بعيد رأس السنة الأيزيدية في شمال العراق، هو الأكبر منذ ثلاث سنوات لدى تلك الطائفة، التي تعرضت للقتل والتهجير على يد تنظيم "الدولة الإسلامية". وللأيزيدين ديانتهم الخاصة التي تعود الى آلاف السنين.
إعلان
أحتفل الأيزيديون يوم الثلاثاء (18 إبريل/نيسان) بعيد رأس السنة الأيزيدية في شمال العراق، وهذه العيد هو الأكبر منذ ثلاث سنوات لدى تلك الطائفة التي تعرضت منذ العام 2014 للقتل والتهجير على يد تنظيم "الدولة الإسلامية". وبلباس أبيض وشعلات نار، احتفل الأيزيديون في معبد لالش بمنطقة شيخان في شمال العراق بعيد "سه رسال" أي رأس السنة الأيزيدية التي تبدأ في الأول من شهر (أبريل/نيسان) الأيزيدي والذي يصادف الأربعاء في 19 (نيسان/أبريل) هذا العام.
وكلمة نيسان لدى الأيزيديين تنقسم إلى كلمتين "ني" أي الجديد، و"سان" أي الولادة. ويقول الأستاذ في الدراسات الأيزيدية شير إبراهيم كشتو لوكالة فرانس برس "كلنا نعيش في ألم وفي حزن وفي مأساة حقيقية في المخيمات"، في إشارة إلى 16 مخيما في المنطقة التي تستقبل نحو 400 ألف أيزيدي من سنجار في شمال غرب العراق.
بعد الاغتصاب والعبودية.. ألمانيا تمنح الأمل لضحايا "داعش" الإيزيديين
تعرضوا للاغتصاب والعبودية. الإيزيديون الذين تمكنوا من الهرب من تنظيم "داعش" الإرهابي تحدثوا عن أحداث مفجعة. جامعة دهوك في العراق تهتم بالموضوع وافتتحت مركزا لمعالجة الصدمات النفسانية بدعم ألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
أمل في تلقي المساعدة
أمضت بروين علي باكو البالغة من العمر 23 عاما سنتين في المعتقل مع ابنتها في قبضة ميليشيا داعش الإرهابية. "لما زلتُ لا أشعر بالارتياح"، تقول بروين. وهي تعيش اليوم في معسكر للاجئين في شمال العراق. لكن بروين علي باكو تبقى متوترة، وتقول إنها لا تقدر على النوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
مركز العلاج الأول من نوعه في دهوك
عندما تسمع بروين علي باكو أصواتا مرتفعة، فإنها ترجف، لأن ذلك يذكرها باختطافها. وهي تعلق أملا كبيرا على مركز معالجة الصدمات بالعراق. إنه المركز الأول من نوعه في المنطقة ويتم تمويله كجزء من مشروع كبير من أموال من ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية التي تمكنت من تولي رعاية 1100 امرأة إيزيدية في 21 من المدن والقرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
مساعدة للاجئين في معسكر "كبارتو"
يمكن الآن تقديم المساعدة مباشرة في العراق. البرنامج الذي تم اعتماده لثلاث سنوات خصصت له ولاية بادن فورتمبيرغ 95 مليون يورو. ويُتوقع رعاية الأشخاص المعنيين بعدة إجراءات ليتمكنوا من التكيف مع مصيرهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
لم يكن أحد مختص في معالجة الصدمات
في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك بلا هوادة في الموصل بين تنظيم "داعش" والقوات العراقية ينجح عدد متزايد من المختطفين من الهرب من قبضة الإرهابيين.ويوجد 26 طبيبا نفسيا في منطقة كردستان المستقلة، لكن لا أحد منهم مختص في معالجة الصدمات. على الأقل ليس في الوقت الحاضر.
نور في نهاية النفق
الجالية الإيزيدية في ألمانيا تضم 100 ألف عضو. واحد منهم هو الخبير في علاج الصدمات يان كيزيلهان الذي جاء إلى ألمانيا في السادسة من عمره، وكان الفاعل الرئيسي في إنشاء معهد معالجة الصدمات في دهوك العراقية. ويتضمن البرنامج مشروع تدريب لمختصين محليين لمعالجة النساء مثل بروين علي باكو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
تدريب طاقم الأخصائيين
يُتوقع تدريب طاقم الأطباء خلال السنوات الثلاث المقبلة من قِبَل 30 أخصائيا محليا وألمانيا. وسيتم اعتماد البرنامج على المستوى الإقليمي. والهدف هو تدريب أكثر من 1000 طبيب نفساني خلال السنوات العشر المقبلة. ويمكن للطلبة اجتياز امتحان شهادة الماستر المزدوجة في العلاج النفسي وعلاج الصدمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
"واجب تقديم المساعدة"
يان كيزيلهان تبادل الرأي حول الموضوع مع شيخ القبيلة بابا شيخ، وكذلك مع آلاف النساء الإيزيديات في معسكرات اللاجئين: "الأمر يتعلق هنا بصدمة جماعية وكذلك إبادة جماعية، وعليه يجب علينا تقديم المساعدة ـ من واجبنا المساعدة". إعداد: بيرغهاوزِن/ هودالي / م.أ.م
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
7 صورة1 | 7
والأيزيديون أقلية ليست مسلمة ولا عربية، تعد أكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها خصوصا قرب الحدود السورية في شمال العراق. ويقول الأيزيديون إن ديانتهم تعود الى آلاف السنين وأنها انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى آخرون أن ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.
ويناصب تنظيم "الدولة الإسلامية" العداء الشديد لهذه المجموعة الناطقة بالكردية، ويعتبر أفرادها "كفارا". وفي العام 2014، قتل التنظيم أعدادا كبيرة من الأيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء سبايا.
وبين التلال، يتجمع الأيزيديون للتضرع إلى الإله، حاملين حجارة عليها عيدان نار، ويضيئون 365 قنديلا، طلباً للخير والأمان على مدار أيام السنة. ومن بين التقاليد التي يقومون بها في هذا اليوم، هو سلق البيض وتلوينه، إذ يعتقد الأيزيديون بأن البيضة ترمز إلى ما يسمونه "الدرة البيضاء" والتي منها تكون العالم بأسره بحسب اعتقادهم. ويرمز سلق البيض أيضا في المعتقد الأيزيدي إلى تشكل الأرض والولادة وانبعاث الحياة. وللدلالة على حلول عام جديد، يعلق الأيزيديون قشور البيض الملون مع زهور شقائق النعمان بواسطة العجين على أبواب البيوت.