العلاج بالإبر الصينية- طب بديل- أدخله مؤخرا في قطاع غزة بعض الأطباء الفلسطينيين الذين درسوا في الخارج وتخصصوا فيه. فبعض المرضي الذين يعانون من أمراض مزمنة أرهقهم العلاج التقليدي بالعقاقير والأدوية المتعارف عليها لدى الطب التقليدي، فلجأ هؤلاء المرضي إلي عيادات ومراكز العلاج بالطب البديل والإبر الصينية التي كانوا منذ سنوات قليلة مضت يكادون يسمعون عن هذا الطب دون وجوده على أرض الواقع في غزة. فالمرضي الذين خضعوا إلى جلسات علاج بالإبر الصينية أدهشتهم النتائج الايجابية بعد عدة جلسات. إلا أن الكثير من مرضي غزة لم يسمعوا عن هذا الطب الذي بدأ في الانتشار في مدن القطاع. وقد شكك لـDW بعض من المواطنين والمرضي في مدي نجاح هذا الطب في علاج الأمراض. وآخرون تخوفوا من الخضوع إلى جلسات علاجية بسبب حداثة هذا الطب بالنسبة لهم. إلا أن الأطباء المتخصصين يؤكدون نجاح العلاج بالإبر الصينية لبعض الأمراض بنسبة 100%. في الوقت ذاته "يحذر بشدة الممتهنون بهذا الطب دون الحصول على دراسة الطب العام أو العلاج الطبيعي والتأهيل". إلى ذلك يدعي البعض بمقدرته على علاج الأمراض بطب الأعشاب والطب البديل دون علم ودراسة ليقع المرضي في شباك النصب والاستنزاف المادي. في حين ينجح آخرون في علاج أمراض مستعصية.

انتشار فردي دون ضوابط

بات مؤخرا مرتادو المراكز وعيادات الطب البديل والعلاج بالابر الصينية من الطبقات المثقفة والمتوسطة وآخرون من عامة مجتمع غزة. د. نصر الله القدرة حاصل على ماجستير في الطب الصيني البديل. وفى حواره مع DW يشير إلى انه من بين أول 4 فلسطينيين تخصصوا في هذا المجال عام 1994. إلا انه واجه صعوبة كبيرة في ممارسه تخصصه في قطاع غزة، ما دفع زملاءه الثلاثة الآخرين ممارسه التخصص والعمل في أوروبا. بينما أصر القدرة على افتتاح عيادة طبية في وطنه لعلاج المرضي بالابر الصينية، مؤكدا نجاح طريقته العلاجية للآلام المزمنة في المفاصل والرقبة والكتف والظهر والتخسيس والبرد المزمن والصداع النصفي وقرحه المعدة وغيرها من الأمراض. وشدد على خطورة من يمارس هذه المهنة دون دراسة تخصصيه. قائلا:" ليس من حقي مثلا علاج الإخصاب بالابر الصينية لأنه ليس تخصصي رغم مقدرتي عمل ذلك ..لكننا مجتمع استباح مؤخرا الدين والطب أحيانا!". واصفا مراكز الطب البديل التي بدأت في الانتشار في الثلاث سنوات الماضية بأنها "انتشار فردي دون ضوابط".

رئيس قسم المعلومات في دائرة التخطيط والمعلومات في وزارة الصحة د. شيرين أيوب توافقت مع هذا الرأي مشيرة إلى أن " الكثير من العلاجات التي ظهرت مؤخرا خاصة طب الأعشاب تعد خرافات لا أساس علمي لها ولجوء بعض المرضي إلى من يدعون معرفتهم بطب الأعشاب والطب البديل والإبر الصينية يقعون في الابتزاز المادي". أما محمد راضي فيؤكد لـDW أن والدته منذ عشرين عاما تُعالج بالعقاقير التقليدية لأوجاع في المفاصل، ما سبب لها قرحة في المعدة. ومنذ أشهر عند سماعهم عن مراكز العلاج بالابر الصينية توجهوا إليها وباندهاش يقول " استغربنا جدا ومش مصدقين!؟ بعد جلسات بسيطة بالابر شُفيت والدتي".أما علي حمدون فقال: "تعالجت بالابر الصينية من صداع نصفي لازمني 10 سنوات ".

تحفيز المخ للطاقة المتجمعة.. يساعد على الشفاء

وفق عدد من الأطباء والمختصين في حوارهم معDW فإن فكرة العلاج بالوخز بالابر الصينية "تعمل على فرضية أن الجسم يحتوى على نقاط وممرات للطاقة في الجسم ويجب معرفتها بعناية دقيقه جدا، ومن ثَم وخز الإبر في هذه النقاط وإرسال إشارات سريعة إلى المخ عن طريق الأعصاب لتحفيز الطاقة المتجمعة وإعادة التوازن الطبيعي للجسم". د.سفيان أبو عبيد فلسطيني اختصاصي العلاج بالابر الصينية ورئيس قسم العظام في مستشفي سيل الألماني، من خلال قيامه لمده أسبوعين بعلاج المرضي بالابر الصيني في المستشفي الاوروبى في خان يونس جنوب القطاع أشارإلى أن " الطب الصيني نجح بنسبه 100%في علاج العديد من حالات الآلام المزمنة خاصة المفاصل، وأمراض كثيرة عجز الطب التقليدي عن علاجها أو تشخيصها". منوها إلى ارتباط نجاح العلاج بمهارة الطبيب المُعالج، وأن سرعة الاستجابة تخضع إلى جنس المريض والمدة الزمنية للمرض. وفى ذات السياق أشار لـDW د. القدرة " تفاجأت من أن سيدة بعد خضوعها عندي لجلسات إنقاص الوزن بالابر الصينية بأنها رزقت بمولودة بعد حرمان نحو عشرين عاما". إلى ذلك احمد حمدان مسئول التخسيس في مركز العودة في مخيم البريج وسط القطاع يصف فوائد الإبر الصينية " بأنها توخز في نقاط في عمق طبقات الدهون ويتم إطلاق موجات من جهاز الموجات عبر الإبرة إلى داخل الطبقة الدهنية لحرق الدهون الزائدة، وتعمل كمنشط عام لأعصاب الجسم، لتعود بمنافع كبيرة إلى كل الجسم".

التداوي بلسعة النحل والأعشاب

في عام 1897 العالم ليوبارسكن في كتابه "سم النحل كعامل شفائي" اثبت أن سم النحل علاج ناجح جدا للحمى الروماتيزمية. جاء من بعده العلماء والأطباء ليستخلصوا ذلك بوضعه داخل حقن أو مراهم خاصة مختلفة التركيز تستعمل في علاج أمراض الجلد والملاريا والعيون والمفاصل. بينما في مدينه رفح جنوب قطاع غزة منذ أيام قليلة مضت، اُفتتح مركز هو الوحيد في القطاع للتداوى بلسعه النحل. ويشير د. علاء أبو غالى مدير المركز بأن فكرة العلاج هي " بلسعة سُم النحل باستخدام الليزر". بينما مازال الجدل قائما بين المصداقية والدجل بين المرضي والذين يُداوون بطب الأعشاب. احمد القصاص صاحب محال عطارة يصف لمرضاه وصفات علاجيه لكثير من الأمراض مؤكدا في حواره مع DW" اكتسبت خبرة 21عاما في العطارة وأعالج أمراضا كثيرة معظمها شُفى بإذن الله وأعالج مجانا كل من يقل عمره عن 13سنة". بينما (م.ش) يصف معظم من ُيداوى بالأعشاب بالغش قائلا" زوجتي بسبب عدم الإنجاب تداوت ثمانية سنوات بالأعشاب ..بدون فايده! وفى الآخر الحمد لله رزقنا بعملية أطفال أنابيب".

شوقي الفرا-غزة

مراجعة:هبة الله إسماعيل