تتكرر حالات دخول مسافرين للمطارات الألمانية دون نجاح إجراءات المراقبة في رصدهم، كما حدث في مطار فرانكفورت. وبهذا الصدد يرى الخبير الأمني الألماني يورغ تراوبوث، أن مفهوم المراقبة كما هو معمول به حاليا لا يفي بالحاجة.
إعلان
DW: كيف تفسر ما يقع في المطارات الألمانية من حيث تكرار حوادث انفلات مسافرين من إجراءات المراقبة كما حدث مؤخرا في مطار فرانكفورت؟
يورغ تراوبوث: هذا الأمر لا يرتبط حصرا بالمطارات الألمانية، فهذا النوع من الحوادث يقع في كل مكان. أعتقد أن ذلك سيتكرر في المستقبل، فمن يريد حقا الدخول للمنطقة المؤمنة في المطار فبوسعه فعل ذلك، حتى لو تم تحويل المطار لقلعة. المشكل هو أننا في الاتحاد الأوروبي نركز كثيرا على تكنولوجيا المراقبة وعلى قنينات المياه. إن من يبحث على زجاجات المياه لن يعثر على قنابل.
إن الإجراءات الأمنية المعمول بها في المطارات الألمانية ليست فعالة. علينا التقليل من استعمال أجهزة المسح الضوئي للجسم، والتركيز على الأشخاص كما هو جاري به العمل في إسرائيل. علينا توظيف المزيد من موظفي المراقبة بزي رسمي أو غير رسمي لتدقيق إجراءات المراقبة. إجراء يمكن تطبيقه إلى جانب إجراءات أخرى تعتمد على التقنية. في مطار بن غوريون يعتمد الإسرائيليون على أجهزة كشف الوجه حيث يراقبون عن بعد الأشخاص بواسطة الشاشات، وفي حال ملاحظة شيء مريب، يتم استجواب الشخص المعني. إنه أمر يتطلب تكوينا خاصا، وأحيانا يتم توظيف علماء نفس في هذا المجال.
DW: في اختبارات عديدة تم ادخال مواد محظورة إلى قلب المطار دون أن تتمكن أجهزة المراقبة من رصدها. هل تعتقد أن المراقبة في المطارات يشرف عليها أشخاص مناسبون؟
الأشخاص العاملون هناك هم ليسوا في العادة موظفين في القطاع العام، وعقود عملهم محددة زمنيا، وهم يغادرون تلك الوظائف بعد عام أو عامين بعد مراكمة تجربة مهنية ثمينة. إن نقطة الضعف الأساسية في مطاراتنا هي الإنسان. إني أطالب بتفويت المراقبة في المطارات للشرطة وعدم تركها للسوق الحرة.
DW: ماذا يجب تحسينه بشأن تكوين موظفي المراقبة؟
إن التداريب ليست سيئة، غير أن مدتها قصيرة ولا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أشهر. إنه وقت غير كاف لتكوين خبراء حقيقيين. فالتكنولوجيا تتغير بسرعة، فيما الشركات الأمنية تركز على المراقبة التقنية بشكل خاص، كتفتيش الحقائب، البحث عن السوائل..إلى غير ذلك، إلا أن التدقيق في وجوه المسافرين مُغيب، فهم يضعون ثقتهم بالكامل في النظام التقني (...) أنا متأكد أن الهجوم (الإرهابي) قادم لا محالة.
في صور - أغرب عشرة مطارات في العالم
لا تتوقف متعة الطيران على ركوب الطائرة والسفر من مكان إلى آخر فحسب، وإنما تشمل أيضا الاستمتاع بالبنية الهندسية للمطارات وأشكالها ومواقعها الجغرافية. جولة مصورة للتعرف على أغرب عشرة مطارات حول العالم...
صورة من: picture-alliance/dpa
طائرة فوق رأسك!
تضطر كل الطائرات القادمة من الغرب في طريقها إلى مطار الأميرة جوليانا الدولي، الواقع في الجزيرة الفرنسية الهولندية سانت مارتن في البحر الكاريبي، إلى استعمال المدرج رقم 10. وهو موجود مباشرة بالقرب من الشاطئ المحبوب ماهو بيتش. ويتهافت عدد كبير من السياح على هذا الشاطىء، لأن الطائرات هنا تحوم على ارتفاع ما بين عشرة وعشرين مترا فقط فوق رؤوسهم، الأمر الذي يزيد من جمالية الشاطئ.
صورة من: cc-sa-by-3.0/Krisspao
خطر موت!
لافتة تنبه المصطافين إلى ضرورة الحذر، ولكن يبدو بلا جدوى. فالزوار المغامرون يميلون بأجسادهم فوق الحاجز الفاصل بين الشاطىء ومدرج هبوط الطائرات، ليستمتعوا عن قرب بمشاهدة الطائرات خلال عمليات الإقلاع والهبوط. ولحسن الحظ لم تحدث حتى اليوم أي إصابات نتيجة ذلك.
صورة من: picture-alliance/ANP XTRA
"في الدقائق القادمة سنهبط فوق الماء"
هذا ما يمكن أن يعلنه قائد الطائرة المتجه للهبوط في مطار ماله الدولي في جزيرة هولهوله بالقرب من عاصمة جزر المالديف. ويشعر ركاب الطائرة عند رؤية هذا المطار المشابه لحاملة طائرات بالتوتر والخوف. ولا يرغب أي راكب بمعرفة أن المدرج لايتجاوز طوله 3000 متر، أي أنه قصير نسبياً وخاصة بالنسبة للطائرات الكبيرة.
صورة من: picture alliance/dpa Themendienst
إغلاق الطريق عند كل هبوط وإقلاع
كذلك فإن مطار يوانيس كابوديستياس في جزيرة كورفو، وهي سابع جزيرة يونانية من حيث المساحة، قريب جداً من البحر. والمدرج محاط من الجهتين بالماء، على الأقل في بعض أجزائه. والغريب هو أن الشارع الرئيسي موجود بالقرب من نهاية المدرج من ناحية البر بحيث يتعين إغلاق هذا الشارع عند كل عملية إقلاع.
صورة من: cc-sa-by-Hombre
هبوط على الشاطئ
في جزر الكاريبي والمالديف وإيطاليا تستخدم الشواطىء الرملية للسباحة والتمتع بالشمس، أما في سكوتلندا فلها استخدامات مختلفة. فقد وزعت ثلاث مدارج غير معبدة، طول كل منها نحو 775 متر، على مساحة 2300 متر من شاطىء بارا الأسكتلندي لخدمة مطار الجزيرة. وهذه المدارج صالحة فقط للطائرات الصغيرة.
صورة من: cc-sa-by-calflier001
منظر خلاب
في الواقع، فإن مطار غوستاف الثالث، الواقع في جزيرة سانت بارتيليمي الفرنسية الواقعة في بحر الكاريبي، غير مهيء لإستقبال الطائرات الكبيرة، حيث أن طول مدرجه المعبد لايتجاوز 650 متر. ولكن المميز لهذا المطار هو أن المدرج محاط من جهة بالبحر الكاريبي ومن الجهة الأخرى بتلال خضراء. الأمر الذي يضفي جمالية وسحرا على عملية الإقلاع، حيث يستمتع الركاب بمناظر خلابة.
صورة من: Cyrill Follio/AFP/Getty Images
ارتجاج عند الهبوط
يشعر المتجهون إلى مطار تونكونتين الدولي وسط تيغوسيغالبا، عاصمة هندوراس، بالإرتجاج خاصة عند هبوط الطائرة. ذلك أن المطار يقع على ارتفاع 100 متر ومحاط بالجبال. ما يعني أن قائد الطائرة مجبر على الهبوط بشكل منحدر أكثر من المألوف. بالإضافة إلى أن قصر المدرج قد يؤدي إلى إفشال عملية الهبوط، ففي عام 2008 توفي سبعة أشخاص إثر تعرضهم لحادث أليم هنا.
صورة من: imago stock&people
هبوط وإقلاع بإذن خاص
تم تشييد حقل الطيران كورشيفيل في منطقة التزلج كورشيفيل في جبال الألب الفرنسية على ارتفاع أكثر من ألفي متر، ما يعد بتوفير أمان أكثر. لكن المدرج هنا صغير جداً ولا يتجاوز طوله 500 متر. لذا فهو غير صالح للطائرات النظامية ولايمكن إستعماله إلا بإذن خاص. وقد سُمح لممثلي أفلام جيمس بوند بإستعماله مرتين.
صورة من: picture-alliance/World Pictures/Photoshot
مطار في جبال الهيمالايا
لكن هناك ماهو أكثر ارتفاعاً، فمطار بارو بقرب مدينة بارو في دولة بوتان يقع على ارتفاع 2235 متر فوق سطح البحر. وهو محاط بالجبال كمطار تونكوتين الدولي، إذ يوجد في أحد أودية جبال الهيمالايا وتحيط به جبال يصل إرتفاعها إلى 5000 متر.
صورة من: nyiragongo/Fotolia
ارتفاع يفوق 4000 متر
مطار داوشنغ يادينغ في الصين يقع على ارتفاع 4411 متر وهو يفوق ارتفاع مطار بارو مرتين. وقد تم افتتاحه في الـ 16من شهر أيلول/سبتمبر 2013 بعد أن استغرقت عملية بنائه سنتين تقريبا.
صورة من: imago/Xinhua
مثير للدوخة حقاً!
بإفتتاح هذا المطار أصبح من الممكن قطع المسافة الفاصلة بين ميدينتي شينغدو وداوشنغ الصينيتين خلال 60 دقيقة فقط، فيما كانت الرحلة نفسها تستغرق يومين على متن الحافلة (الباص). لكن للإرتفاع بعض السلبيات أيضا، فالهواء يكون خفيفاً ما يعني أن ركاب الطائرة بحاجة إلى أجهزة أوكسجين في هذا المطار.
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
إضافة إلى ذلك، هناك الفضاء الذي تنزل فيه الطائرة في المطار، إنه مشكل يبدأ من خارج أوروبا. اذا أقلعت الطائرة من إفريقيا على سبيل المثال، هناك افتراض أن إجراءات المراقبة ليست على نفس قدر الصرامة عندنا. إن الجانب المأساوي في هذا الموضوع، هو أن إجراءات الأمن والسلامة هي من صلاحية المطار الذي تنطلق منه الطائرة ولا توجد في يد قبطان الطائرة الألمانية.
يورغ تراوبوث هو خبير في إدارة الأزمات، عمل سابقا كطيار في سلاح الجو الألماني، وسبق له، في مشواره المهني، أن مثل ألمانيا لدى هيئات حلف الناتو في القضايا المتعلقة بالأمن، كما عملا أيضا لدى وزارة الدفاع الألمانية. بعدها عمل كمستشار في قضايا المخاطر الأمنية، وتدخل في عدد من القضايا المتعلقة بالابتزاز والخطف. وهو يعيش اليوم قرب مدينة بون ككاتب ومؤلف.