1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإخوان المسلمون في ظل المرشد الجديد: إطاحة بالإصلاح وانكفاء على الذات؟

٢٤ يناير ٢٠١٠

شهدت حركة الإخوان المسلمين مؤخرا تطورات غير مسبوقة، منها انتخاب مرشد جديد خلفا لمرشد مازال على قيد الحياة. دويتشه فيله حاورت القيادي الإخواني عصام العريان واستطلعت أيضا آراء بعض المحللين حول مستقبل هذه الحركة وتوجهاتها.

المرشد الثامن لحركة الإخوان المسلمين في مصر محمد بديع وخلفه القيادي البارز في الحركة عصام العريانصورة من: picture alliance/dpa

ربما لم يعتد الإخوان المسلمون أنفسهم بعد على وجود مرشدين لحركتهم في وقت واحد: مرشد سابق ومرشد حالي. فهذه سابقة لم تعرفها الحركة على مدى تاريخها المديد الذي يربو على ثمانية عقود قط. فمنذ مقتل مؤسس الحركة، ومرشدها الأول حسن البنا عام 1949، وانتخاب المرشدين واختيارهم يتم على "طريقة الملوك"، أي بعد وفاة المرشد بسرية وسرعة شديدتين. والاستثناء الوحيد، الذي خالف القاعدة حتى الآن، هو انتخاب محمد بديع مرشدا ثامنا للحركة قبل أيام.

ولعله من الصواب أيضا حين وصف بعض المراقبين انتخاب بديع بأنه كان "إعلاميا بامتياز" وتم "على الهواء مباشرة". فقد أصبحت التطورات الداخلية لحركة الإخوان حديث وسائل الإعلام منذ إعلان المرشد السابق محمد مهدي عاكف عن عدم نيته الترشح لولاية جديدة، وإصراره على أن يكون أول شخص في تاريخ هذه الحركة يحمل لقب مرشد سابق. ليس هذا فحسب، بل تواترت الأخبار عن وجود "أزمة داخل الحركة" وأن صراعات اشتدت بين أجنحتها المختلفة للسيطرة على زمام الأمور فيها .

حدث تاريخي أم تمزق وانشقاقات؟

محمد مهدي عاكف أول شخص في تاريخ الإخوان المسلمين يحمل لقب مرشد سابقصورة من: AP

وإذا كان معظم المراقبين والملمين بشأن الحركة يتحدثون عن وجود صراعات بين "الحرس القديم" و"التيار الإصلاحي"، وأن "الجناح المتشدد" حقق نصرا كبيرا بفوز بديع، فإن للقيادي الإخواني المعروف عصام العريان رأيا آخر. فقد أشاد عضو مكتب الإرشاد الجديد، و"ممثل التيار الإصلاحي" فيه، بانتخابات مكتب الإرشاد والمرشد. واعتبر، في حوار مع دويتشه فيله، بأن الحركة تشهد "حدثا تاريخيا غير مسبوق يعكس التزام الإخوان بالإصلاح الداخلي والتزامهم بمعايير الشورى الإسلامية أو الديمقراطية بالمفهوم الغربي".

وإذ أقر العريان بوجود خلافات في الحركة ورأى فيها "شيئا محمودا" فإنه نفى "بقوة وجود صراعات في صفوف الإخوان". ومن جانبه استغرب محمد صلاح، مدير مكتب صحيفة الحياة اللندنية في القاهرة، "حديث البعض"عن وجود خلافات في الحركة و"كأنها وليدة الساعة" فقط. وأضاف في حوار مع دويتشه فيله بأن "جماعة الإخوان المسلمين شهدت طوال تاريخها خلافات وانشقاقات، وأنها لم تتوحد إلا مرة واحدة، في ظل الضغوط التي مورست عليها في العهد الناصري".

وبدوره تساءل الباحث الألماني لوتز روغلر عن حقيقة "وجود تيار إصلاحي وآخر متشدد على مستوى القواعد أيضا"؛ لأن وسائل الإعلام تركز، برأيه، "على وجود التيارات والصراعات في الهرم القيادي فقط". وقال روغلر في حوار مع دويتشه فيله بأن "تراجع دور الرموز الإصلاحية على مستوى القيادة واضح، في الآونة الأخيرة، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على القاعدة الإخوانية أيضا".

الانكفاء على الذات والتركيز على العمل التربوي والدعوي

يعتقد بعض المراقبين أن الإخوان سيركزون في عهد المرشد الجديد على العمل التربوي والدعوي بدلا من النشاطات السياسية المباشرةصورة من: AP

وقد ذهب البعض إلى أن حركة الإخوان المسلمين ستتبنى، في ظل المرشد الثامن، خطابا جديدا يقوم على" الانكفاء على الذات" و"الاهتمام بالقضايا التربوية والدعوية" بدلا من الانخراط في العمل السياسي المباشر؛ كما كانت الحال مع المرشد السابق، إلا أن العريان سخر من هذه الفكرة وشدد على أن "العمل السياسي هو جزء من نشاط الإخوان وليس كله".

وأضاف لدويتشه فيله بأنه و"بالرغم من أن شخصية المرشد الجديد تتسم بالتحفظ" وتختلف عن سابقه الذي "عرف بتصريحاته النارية" فإن الإخوان "لن يتخلوا عن الاهتمام بالقضايا العامة لأنها جزء من فهمهم للإسلام". كما رأى الكاتب والصحافي المصري محمد صلاح بأن "المرشد ليس طليق اليد ليحدد وحده مسار الجماعة كي تنكفئ على نفسها أو تدخل في صدام مع الدولة".

وأضاف صلاح لدويتشه فيله بأنه وبالرغم من أن "مسألة التربية تلعب دورا أساسيا في إستراتيجية الإخوان، إلا أنهم لا ينكرون سعيهم للوصول إلى الحكم". إلا أن المستشرق الألماني روغلر كشف عن وجود ظاهرة جديدة داخل حركة الإخوان وهي "تنامي ضغوط الدعوة السلفية". ورواد هذه الدعوة، حسب رأيه، "يدفعون بجزء كبير من الشباب المنتمين إلى الإخوان المسلمين إلى ترك العمل السياسي والتركيز على ما يسمى بالعمل الدعوي والتربوي"، الأمر الذي "يتناسب مع شخصية المرشد الجديد".

صفقة مع النظام أو اللجوء إلى العنف

هناك حديث عن صفقة مع النظام تقوم على عدم اعتراض الإخوان على ترشيح جمال مبارك لرئاسة مصرصورة من: AP

وفتح انتخاب بديع، "المحسوب على تيار الصقور"، كما يقول معارضو الإخوان، الشهية على تكهنات من نوع آخر أيضا، إذ هناك من يتحدث عن وجود صفقة مع النظام تقوم على عدم اعتراض الإخوان على "ترشيح جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، للانتخابات الرئاسية العام المقبل مقابل أن تخفف السلطة ضغطها عليهم". كما يحذر آخرون من أن الحركة قد "تلجأ إلى العنف في ظل قيادتها الجديدة"، وذلك حسب تصريح لـ"أبو العلا ماضي"، وكيل مؤسسي حزب الوسط والعضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين.

وقد وصف الباحث الألماني لوتز روغلر كلام أبو العلا ماضي بالـ" تعميم المبالغ فيه"، لكنه رأى فيه انعكاسا "للصراعات الإيديولوجية داخل حركة الإخوان المسلمين والمرتبطة بالتركة الفكرية لسيد قطب". وأضاف روغلر، في حديثه لدويتشه فيله، بأننا "لو سلمنا جدلا بأن بديع كان قريبا في يوم ما من سيد قطب وأفكاره حول عدم جواز المشاركة في مؤسسات الدولة لأنها غير إسلامية"، فإنه، أي بديع، "ساهم بشكل فعال في التحولات الفكرية والسياسية التي طرأت على فكر الإخوان المسلمين في العقود الأربعة الأخيرة؛ ومنها المشاركة في العمل السياسي ومؤسسات الدولة عبر الانتخابات وغيرها من الوسائل المشروعة".

الكاتب: أحمد حسو

مراجعة: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW