دعا أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى المشاركة في مظاهرات حاشدة اليوم الجمعة (23 أغسطس/ آب 2013) في ما أطلقوا عليها بـ "جمعة الشهداء" ضد ما وصفوه بـ "الانقلاب العسكري" الذي أطاح به (مرسي) قبل نحو سبعة أسابيع. وقال "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، الذي يضم معظم القوى الإسلامية المصرية بقيادة حركة الإخوان المسلمين، في بيان "سنبقى بإذن الله صامدين مرابطين على طريق دحر الانقلاب العسكري الدموي الغاشم."

ودعا التحالف الوطني أنصاره إلى ما سماه "حالة النفير العام" اليوم في الميادين، لمواصلة "الصمود من أجل حماية الشرعية". وطالب التحالف أنصاره بالمشاركة "بكثافة" في مليونية "جمعة الشهداء". وأكد في بيان صحفي أن 28 مسيرة ستنطلق من 16 مسجدا من مساجد القاهرة و12 مسجدا بالجيزة بعد صلاة الجمعة إلى الميادين، رداً على اعتقال قيادات الجماعة، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع.

وذكر موقع "أخبار مصر" أن التحالف ذكر أنه سيتم تأدية صلاة الغائب على أرواح من قتلوا في الأحداث الأخيرة بعد صلاة الجمعة. بيد أنه لم يشر إلى وجود أي نية للاعتصام في أي مكان أو وجهة محددة تتجه لها المسيرات كلها. من جانبها، قالت مصادر بالجماعة الإسلامية إن هناك خطة للتصعيد تشمل حصار السفارات وأقسام الشرطة ومديريات الأمن. وأضافت: "هذه الجمعة ستكون فاصلة".

السفارة الأمريكية بمصر تطالب رعاياها بالابتعاد عن مناطق المظاهرات

في غضون ذلك، أصدرت السفارة الأمريكية في مصر رسالة أمنية جديدة لمواطنيها أشارت فيها إلى أنها تلقت "تقارير بشأن أنشطة احتجاجية من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين بعد صلاة الجمعة اليوم". وأوضحت أنه "ونظرا لاحتمال اندلاع أعمال عنف يوم الجمعة، فإن السفارة الأمريكية تنصح المواطنين الأمريكيين بالبقاء في مساكنهم أو على مقربة منها ابتداء من الساعة الواحدة ظهرا". وناشدتهم "الاستمرار في مراقبة وسائل الإعلام المحلية عن كثب وكذا أي تحديثات للحالة الأمنية".

وأشارت إلى أنه بالرغم من أن "الأيام القليلة الماضية كانت هادئة نسبيا في القاهرة والإسكندرية فإن الوضع الأمني لا يزال متوترا ويصعب معه التوقع وسط تقارير متفرقة عن مواجهات وعنف". وأكدت السفارة أنها لا تحظر حاليا على موظفيها السفر إلى منتجعات البحر الأحمر التي يمكن الوصول إليها عن طريق الرحلات الجوية، لكنها توصي مواطنيها "بالحد من السفر برا بسبب العنف الوارد في أجزاء أخرى كثيرة من البلاد".

واشنطن: مصير مبارك شأن داخلي ويجب إطلاق سراح مرسي

وفي تطور ذي صلة، اعتبرت الولايات المتحدة أن مصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي خرج من السجن ووضع في الإقامة الجبرية، هو شأن مصري داخلي وأن خلفه محمد مرسي، الذي أطيح به في تموز/ يوليو، يجب أن يطلق سراحه. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي "في ما يتعلق بمحاكمة مبارك، قلنا منذ زمن طويل إن الأمر يتعلق بمسألة قضائية داخلية مصرية"، محولة الصحافيين إلى الحكومة المصرية للاستفسار عن هذا الموضوع.

وفيما يتعلق بأول رئيس إسلامي تم عزله بعد سنة من ولايته، قالت بساكي "موقفنا ما يزال نفسه: نعتقد أنه يجب أن تجري عملية ما من أجل إطلاق سراحه (مرسي)". وأضافت "غالبا ما أعربنا عن قلقنا حيال التوقيفات العشوائية. كي تكون هناك عملية سياسية جامعة في مصر، نعتقد أن كل الأطراف يجب أن تشارك فيها".

أ.ح/ ش.ع (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)