الإرهاب في أفغانستان ـ من هو تنظيم "داعش- خراسان"؟
٢٧ أغسطس ٢٠٢١
تفجيرات مطار كابول توحي بأن الخطر الأمني الأكبر في أفغانستان ليس من طالبان، وإنما من "داعش - فرع خراسان"، والذي لو قارنا طالبان به لبدت الأخيرة معتدلة. التنظيمان يخوضان حربا دموية منذ سنوات، رغم الانتماء المذهبي الواحد.
إعلان
ما كان يخشاه كثيرون قد وقع: عدة انفجارات تضرب مطار كابول ، أسفرت - بحسب ما أعلنت حركة طالبان التي تتولى السلطة الآن في أفغانستان- عن مصرع العشرات. وأعلن فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" في أفغانستان "داعش – خراسان" مسؤوليته عن الهجوم عبر منصة أعماق الإخبارية التابعة له.
وقد حذر مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز، من اعتداء وشيك على مطار كابول، معتبرين ذلك ضربة توجهها "داعش" ضد الولايات المتحدة، وأيضا ضد حركة طالبان، كتحدٍ لسلطة هذه الحركة في البلاد.
عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن 31 آب/أغسطس كآخر يوم لعملية الإجلاء من مطار كابول، رغم إلحاح حلفائه لتمديد المهلة، ذكر بايدن أن سبب الاستعجال هو تنظيم "داعش"، وليس طالبان: "كل يوم نبقى فيه هناك، هو يوم جديد نعرف فيه بأن داعش-خراسان تريد فيه استهداف المطار لمهاجمة الأمريكان والحلفاء وأيضا المدنيين الأبرياء".
معارك دامية بين الجهاديين
رغم أنهما تنظيمان سنيّان متطرفان، إلا أن تنظيم "الدولة الإسلامية" وطالبان في تنافس، ويتبادلان الكراهية، ويخوضان حربا دموية ضد بعضهما. وقد نقلت وكالات الأنباء يوم الخميس (26 آب/أغسطس) أنباء عن عثور طالبان في محيط مطار كابول على عدد من المهاجمين التابعين لداعش ثم قامت بقتلهم. وخلال الانفجارات في المطار لقي عدد من حراس طالبان مصرعهم.
ويصف داعش طالبان بـ"المرتدين"، وخصوصا بعد توصل الأخيرة لاتفاق مع واشنطن. وبهذا تكون طالبان قد "خانت أهداف الجهاد"، كما يصفها إرهابيو داعش. ومن مظاهر الخلاف أيضا: عندما دخلت طالبان كابول قبل أسبوعين، هنأتها مجموعات جهادية مختلفة، ولكن تنظيم "داعش" لم يفعل. وإنما أعلن عن مواصلة ما اسماه الجهاد.
ويستند تنظيم "داعش" في أفغانستان على 500 إلى 1500 مقاتل، بحسب تقرير للأمم المتحدة أصدرته منتصف يوليو/تموز. وقد عزز التنظيم مواقعه في كابول ومحيطها، حيث شن معظم هجماته أيضا. ويأمل داعش باستقطاب عناصر طالبان الرافضين للاتفاق مع أمريكا.
كما يعمل فرع داعش في أفغانستان على استيعاب مقاتلين من سوريا والعراق ومناطق نزاعات غيرها. ويشير تقرير آخر للأمم المتحدة يعود تاريخه لمطلع يونيو/حزيران إلى وجود بين 8000 و10.000 مقاتل أجنبي في أفغانستان.
سلسلة طويلة من الهجمات الدامية
تنظيم "داعش-خراسان" (وخراسان هي منطقة تاريخية في وسط آسيا تشمل أفغانستان أيضا)، نفذ عدة هجمات إرهابية. أحصت منها بعثة الدعم الأممية في أفغانستان لوحدها 77 هجوما خلال الثلث الأول من هذا العام. أي ثلاثة أضعاف الهجمات التي نفذت خلال نفس الفترة من العام الماضي.
في هجوم، حملت الولايات المتحدة مسؤوليته لداعش، تم في مطلع مايو/أيار استهداف مدرسة للبنات، معظمهن من الشيعة، فقتل 85 شخصا، وجرح قرابة 300. واستهدف التنظيم عاملين في منظمة دولية غير حكومية لنزع الألغام "هالو تراست" في إقليم بغلان، فقتلوا عشرة أشخاص. فيما ساعد مقاتلو طالبان المحليون العاملين في نزع الألغام، وشتتوا المهاجمين، وفقا لمدير المنظمة، في تصريح لبي بي سي. الأمر الذي يعكس العداوة بين الجماعتين.
ولو نظرنا للوراء قليلا، لاستذكرنا كيف قام مقاتلو "داعش" بطرد طالبان من جبال تورا بورا في 2017 ، وهو المكان الذي كان زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن قد اتخذ خلال فترة ما من تحصيناته مخبأ له من الهجمات الأمريكية.
تنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن في 2015 عن توسعه باتجاه وسط آسيا. حينها كان في أوج قوته في سوريا والعراق، وكان قادرا على دعم فرعه في أفغانستان بالمال والمقاتلين. هذا الدعم جفّ حاليا. ولكن خبراء الأمم المتحدة يعتقدون بوجود تواصل بين قيادة "داعش" المتوارية في سوريا والعراق وبين فرع التنظيم في خراسان.
ماتياس فون هاين/ف.ي
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".