في أعنف هجمات تشهدها العاصمة الفرنسية باريس، الشرطة تتحدث عن انفجار واحد على الأقل استهدف حانة بالقرب من ملعب دولي لكرة القدم، بالإضافة إلى عملية احتجاز رهائن ما تزال مستمرة، وإطلاق نار استهدف مطعماً.
إعلان
في هجمات متفرقة وقعت على ما يبدو في وقت متزامن في أنحاء العاصمة الفرنسية باريس ليل الجمعة (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، تضاربت الأنباء حول إجمالي عدد القتلى في تلك الهجمات، فيما ذكرت قناة تلفزيونية محلية أن عدد القتلى وصل إلى 40 شخصاً على الأقل.
ففي هجوم قالت الشرطة إنه عملية لاحتجاز رهائن في صالة "باتاكلان" للحفلات الموسيقية، قُتل ما لا يقل عن 15 شخصاً. وما تزال عملية احتجاز الرهائن متواصلة حتى الآن، بحسب الشرطة ووسائل إعلام. وتحدثت الشرطة عما لا يقل من مائة رهينة في قبضة المسلحين، الذين لم تذكر عددهم.
وفي الضاحية العاشرة، تحدث مسؤول في شرطة العاصمة عن مقتل 11 شخصاً على الأقل في حادث إطلاق نار حصل داخل مطعم. كما سُمع في وقت مبكر دويّ انفجارين بالقرب من ملعب "استاد دو فرانس" الدولي، حيث كانت تُجرى مباراة ودية لكرة القدم بين المنتخبين الفرنسي والألماني، حضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند.
"باريس عاصمة العالم" في مسيرة تاريخية ضد الإرهاب
بمشاركة قادة أكثر من 45 دولة، بينهم قادة عرب، احتشد مئات الآلاف من الفرنسيين في باريس في مسيرة حاشدة للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا هجمات باريس، وللتنديد بالإرهاب.
صورة من: Reuters/Platiau
مئات الآلاف تدفقوا عبر شوارع باريس، للتعبير عن تضامنهم ودعمهم لقيم الحرية والتسامح والتعددية، في مسيرة حاشدة حزنا على ضحايا الهجمات الإرهابية التي نفذها متطرفون إسلاميون في باريس، وأدت لسقوط 17 قتيلا.
صورة من: Reuters/Platiau
وقبل ساعات من الموعد الرسمي لبدء "المسيرة الجمهورية" كانت الساحات والشوارع قد امتلأت بالحشود، لتكون أكبر مسيرة في فرنسا منذ أكثر من 70 عاما، وبالتحديد منذ عام 1944. وقدر المنظمون أعداد المشاركين ما بين 1.3 و1.5 مليون شخص.
صورة من: REUTERS/Youssef Boudlal
بحر من الأعلام كان حاضرا، وخاصة علم فرنسا، إلى جانب أعلام لدول أخرى كثيرة، تعبيرا عن التضامن مع فرنسا. وشكلت حروف ضخمة ربطت بتمثال في ساحة الجمهورية كلمة "لماذا؟" وغنت مجموعات صغيرة النشيد الوطني الفرنسي.
صورة من: Reuters/Wojazer
تقدم الرئيس الفرنسي أولاند والمستشارة الألمانية ميركل "مسيرة الجمهورية" في باريس، التي شارك فيها قادة أكثر من 45 دولة، للتعبير عن رفضهم للإرهاب، وتضامنا مع ضحايا هجمات باريس.
صورة من: Reuters/Wojazer
وشبك الرؤساء والملوك أذرعهم ليتصدروا الحشود، في مسيرة لم يسبق لها مثيل، وسط إجراءات أمنية مشددة. الرئيس الفرنسي قال: "باريس اليوم هي عاصمة العالم" ضد الإرهاب.
صورة من: Reuters/Herman
العاهل الأردني عبدالله وعقيلته الملكة رانيا، كانا إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعلى الشخصيات العربية الحاضرة. وقالت الملكة رانيا إن وجودها وزوجها في باريس هو من أجل الوقوف مع شعب فرنسا في "ساعات حزنه الأشد" ومن أجل الوقوف "ضد التطرف بكل أشكاله".
صورة من: Reuters/P. Rossignol
وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي بادروا للاجتماع في باريس على هامش هذا الحدث. كما شارك أيضا وزير العدل الأمريكي، الذي أعلن عن اجتماع هام يضم الوزراء المختصين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خلال الأيام القادمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Guillaume
شارك نحو 2200 من أفراد الجيش والشرطة في دوريات في شوارع باريس لحماية المسيرة من أي مهاجمين محتملين، وتمركز قناصة على أسطح المباني وانتشر مخبرون بالزي المدني وسط الحشود. وفتش نظام الصرف الصحي في المدينة قبل المسيرة كما أغلقت محطات قطارات الأنفاق حول مسار المسيرة.
صورة من: Kitwood/Getty Images
وخارج باريس شارك أكثر من مليون متظاهر ضد الإرهاب في مسيرات أقيمت في مدن فرنسية أخرى. أكبر تلك المسيرات كانت في ليون حيث تظاهر حوالي 200 ألف شخص، و100 ألف في بوردو، وحوالي 60 ألف في مرسيليا (ومنها الصورة).
صورة من: picture-alliance/dpa/Florian
كما تظاهر الآلاف في عواصم ومدن أوروبية عديدة: في برلين، ومدريد، وبروكسل، ولندن. والصورة من العاصمة البلجيكية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jensen
وفي برلين تجمع حوالي 6000 شخص في ساحة باريس، قرب بوابة براندنبورغ الشهيرة، حيث توجد السفارة الفرنسية. وعبروا عن تضامنهم مع الدولة الجارة. في الصورة إحدى المتظاهرات في برلين تدافع عن حرية التعبير.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Schreiber
11 صورة1 | 11
وأظهرت صور بثتها القناة الألمانية الأولى (إيه آر دي) صوراً للجماهير وهي محتشدة على أرض الملعب بعد انتهاء المباراة، والذعر والحزن يعلو وجوه الكثيرين، فيما حاول آخرون الاتصال بذويهم للاطمئنان عليهم.
وأكد مسؤول في الشرطة الفرنسية وقوع انفجار واحد على الأقل في حانة "كاريون" بالقرب من الملعب، فيما تم إجلاء الرئيس الفرنسي إلى مبنى وزارة الداخلية، حيث صرّح مسؤولون بأنه يتابع الأوضاع ضمن "خلية أزمة" تتكون منه ومن وزير الداخلية بيرنار كازانوف.
وتعتبر هذه الهجمات الأكثر دموية في فرنسا منذ عقود. وكان آخر هجوم تعرضت له العاصمة هو ذلك الذي استهدف المجلة الأسبوعية الساخرة "شارلي إيبدو" ومتجراً لبيع المنتجات اليهودية، وخلف 20 قتيلاً. وتبنى الهجوم آنذاك أفراد كانوا قد أقسموا الولاء لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
يشار إلى أن العاصمة الفرنسية تستعد لاستضافة قمة المناخ الدولية، التي ستعقد بعد أسبوعين من الآن، إذ شهدت باريس تشديداً للإجراءات الأمنية في أعقاب مخاوف من تنفيذ اعتداءات إرهابية أثناء عقد القمة.