1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإسلاميون في مصر ـ السلفيون أكثر.. والإخوان أخطر!

٢١ نوفمبر ٢٠١١

فرضت المقارنة نفسها بين التيارات الإسلامية في مصر منذ وثوبها على الساحة السياسية عقب ثورة يناير، لتتفجر في الأذهان علامات الاستفهام حول حجمهم الحقيقي، لاسيما في معادلة الانتخابات البرلمانية المنتظرة 28 نوفمبر الجاري.

صورة من: DW

سنوات طويلة حظي فيها "الأخوان" بلقب "المحظورة"، وقبعت فيها كوادر "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" في معتقلات النظام السابق، بينما كان "الصوفيون" محرمون من الاندماج سياسيا، في وقت كان فيه "السلفيون" يكثفون نشاطهم الدعوي الديني، الذي وصل في "سلميته" إلى درجة تكفير الخروج على الحاكم، ومن ثم تحريم مشاركة أتباعهم في الأيام الأولى من الثورة.

غير أن تركيز السلفيين طوال الأعوام الماضية على النشاط "الدعوي" لم يمنع الجناح "الجهادي" للجماعة السلفية من القيام بعمليات متفرقة – نُسبت إليهم حتى وإن لم يعلنوا هم بتبنيها - على شاكلة تفجيرات الحسين 2009، وشرم الشيخ 2006، وميدان عبدالمنعم رياض 2005، بحسب منير أديب، الكاتب المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية.

سر الأخوان في تنظيمهم.. والسلفيون قوتهم عددية

الإخوان المسلمون أكثر تنظيماصورة من: DW

يقول أديب لـدويتشه فيله إن من بين كل هذه التيارات الإسلامية التي يتاح لها لأول مرة خوض الانتخابات رسميا فإن "الفصيلان الأقوى هما الأخوان والسلفيون". ويوضح "قوة الأخوان بشكل عام تكمن في تنظيمهم. أما السلفيون فقوتهم تتمثل في أن عددهم أكبر".

وبسؤاله عما إذا كان هناك إحصاء رسمي للسلفيين وأتباعهم في مصر، قال الخبير المصري "ليس هناك إحصاء رسمي بعد، لكن في الإجمالي عددهم يصل إلى 9 مليون. السلفيون لهم قاعدة شعبية عريضة في الشارع المصري، لأنهم ركزوا على العمل الدعوي طوال السنوات الماضية".

وعن الأخوان المسلمين، يقول أديب "كانوا دائما محل جدل لأنهم مارسوا النشاط السياسي بذكاء ولأن الجميع شهد لهم بقوة التنظيم، التي جعلتهم جبهة المعارضة الحقيقية الوحيدة أمام النظام السابق". وأضاف "الجهات الأمنية كانت تقول إن عددهم لا يتجاوز 100 ألف فقط، للتقليل من (فوبيا) الأخوان في الانتخابات الماضية".

السلفيون خبرتهم الانتخابية منعدمة.. والأخوان أوفر حظا

السلفيون أكثر عددا واقل تنظيماصورة من: DW

في المقابل، لم تكن الأجهزة الأمنية تخشى من السلفيين، "فهم تيار مؤدلج لكنهم كانوا يفتقرون إلى التنظيم. وهذه هي النقطة المفصلية، التي أرعبت الحكومة من الأخوان. فالنظام كان يعلم أن الأخوان لو قرروا النزول للشارع، سيتسنى لهم حشد 100 ألف شخص على الأقل خلال ساعات"، الأمر الذي يفتقر إليه السلفيون.

ويخلص أديب إلى أن "سر بقاء الأخوان في تنظيمهم، بعكس السلفيين الذي لم يبدأوا العمل السياسي إلا بعد الثورة". ورغم قوتهم العددية التي تفوق الأخوان، يؤكد أديب أن "10 منظمين أفضل من 100 غير منظمين". ويؤكد "حظوط الأخوان أكبر بكثير من السلفيين لأنهم مدربون على خوض الانتخابات البرلمانية والطلابية والنقابية وفي الأندية. الطالب الأخواني منذ أن يكون عمره 16 عاما مدرب على الحشد الانتخابي والتصويت. يتخرج هذا الطالب من الجامعة فينتمي لنقابة، فيمارس فيها الأمر نفسه".

ويمضي أديب قائلا "السلفيون غلابة، كان بعضهم يكفر الانتخابات تصويتا وترشيحا، فليس لديهم أي خبرة. ولم يشاركوا أبدا في أي الانتخابات. خبرتهم التفاوضية ضعيفة وتجاربهم الانتخابية منعدمة". ويدلل على ذلك بقوله "السلفيون أتوا بكوادر ضعيفة وغير معروفة في دوائر مهمة بها منافسون أقوياء".

"اختلافهم في البرلمان لكن يكون رحيما"

كان ذلك أحد أسباب الخلاف بين الأخوان والسلفيين في تكنيك إدارة العملية الانتخابية. أما الخلاف الأكبر فيتحدث عنه أديب قائلا "هناك خلاف عميق بين كل التيارات الإسلامية، ولأنه خلاف شرعي وليس سياسيا، فهو جذري وخطير".

ويضيف "هذه الاختلافات لا تظهر في الوقت الراهن لأنهم اختاروا مواجهة التكتلات العلمانية بإظهار التكاتف". ويوضح "إنهم يطبقون نظرية العدو الأكبر، وبعد القضاء عليه ستظهر كل خلافاتهم الفقهية على السطح. سيسير البرلمان بالتوافق، لكن عندما تثار القضايا الخلافية الشرعية، سيكون هناك طحن وتلاسن وسباب يمكن أن يصل لدرجة التكفير تحت قبة البرلمان. اختلافهم للأسف لن يكون رحيما".

وبالنظر إلى وجود تيارات إسلامية كثيرة أصلا على الساحة يتضح بداهة أن هناك اختلافات فقهية كبيرة فيما بينهم. ولو كان السلفيون متفقين فكريا مع الأخوان لكانوا قد انضموا إلى تنظيمهم القوى، خاصة وأنهم يفتقرون إلى ذلك، وهو ما لم يحدث.

ويتوقع أديب أن يحصل السلفيون في أفضل تقدير على 50 مقعد، من إجمالي ما يقارب الـ 350 مقعد المرشحين عليهم. ويمثل السلفيين في الانتخابات 3 أحزاب هي بترتيب الأهمية "النور" وثقله في الأسكندرية، و"الأصالة"، مركزه في القاهرة، و"الفضيلة"، وهو الأقل شعبية. أما الأخوان، التي يمثلها حزب واحد فقط هو "الحرية والعدالة"، فيتوقع لهم فوزا مريحا لا يقل عن 250 مقعد.

الصوفيون حضورهم روحاني فقط

صورة من: DW/Abdo Al-Miklafy

وإلى جانب الأخوان والسلفيين، تخوض "الجماعة الإسلامية" الانتخابات من خلال حزب "البناء والتنمية". ويقول عنهم أديب إنهم "يتمتعون بقاعدة شعبية لأنهم أيضا ركزوا على العمل الدعوي لسنوات طويلة". لكنه توقع ألا يحصلوا في أحسن التقديرات على أكثر من 5 أو 6 مقاعد من واقع 29 مرشحين دفعوا بهم في الانتخابات، مشيرا إلى أن نقطة تمركزهم في الصعيد والوجه القبلي.

أما "الجهاد"، فلم يتسن لهم خوض هذه الانتخابات، إذ أن حزبهم "السلامة والتنمية" مازال تحت التأسيس. ويقول منير أديب "ليس له قاعدة شعبية لأن عملهم اعتمد على النشاط العسكري طوال الفترة الماضية دون العمل الدعوي".

والمعروف أن "الجهاد" والجماعة الإسلامية" هما اللتان خططتا ونفذتا عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في السبيعينات، بعدما أطلقهم من سجون الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، ليحتضنهم بهدف ضرب قوى اليسار السياسي في مصر خلال فترة السبعينيات.

وأخيرا يأتي الصوفيون، الذين يمثلون بدورهم قوة عددية بالملايين، لكنهم يتسمون بـ "الخواء السياسي". ورغم خوضهم الانتخابات، منضوين تحت "حزب التحرير المصري" المتركز في الوجه القبلي، إلا أن حضورهم الجماهيري لا يعدو كونه روحانيا فقط. ويؤكد أديب "ليس لديهم أي مشروع سياسي يذكر، لذلك سيفشلون فشلا ذريعا".

القاهرة – أميرة محمد

مراجعة: عبده جميل المخلافي



تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW