"الإشتراكي" يتجه لقيادة المعارضة بعد هزيمته التاريخية
٢٤ سبتمبر ٢٠١٧
للمرة الرابعة على التوالي يمنى الحزب الاشتراكي بهزيمة في الانتخابات أمام المستشارة ميركل، هذه المرة أيضا لم ينجح المرشح مارتن شولتس من قيادة حزبه للفوز، وبدلا من ذلك سيقود الحزب من مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
إعلان
رفاق الحزب الاشتراكي الديمقراطي أصيبوا بصدمة كبيرة مساء الأحد(24 أيلول/سبتمبر 2017) عندما تم الإعلان عن التقديرات الأولية لنتائج الانتخابات. فمرشحهم لمنافسة ميركل مارتن شولتس قادهم إلى أسوأ نتيجة في الانتخابات في تاريخ الحزب.
وكان الحزب الاشتراكي قد رفع شعارا أساسيا عنوانه "مزيدا من العدالة الاجتماعية"،/ لكن الشعار هذا لم يقنع سوى حوالي 20% من الناخبين ما يعني أسوأ نتيجة تاريخيا. وبدلا من أن يقود مارتن شولتس حزبه إلى مكتب المستشارية، سيضطر إلى قيادة المعارضة.
وما يجعل النتيجة ذات طعم مر بشكل خاص، هو أنها المرة الرابعة على التوالي يخسر فيها الاشتراكيون الانتخابات التشريعية العامة أمام المحافظة انغلا ميركل وذلك منذ عام 2005. شولتس هو المرشح الرابع للاشتراكيين في الانتخابات العامة الذي نافس ميركل. وقبله حاول كل من غيرهارد شرودور فرانك ـ فالتر شتاينماير وبيير شتاينبروك. مرتان انتهت الانتخابات بالتحالف بين الاشتراكيين وحزب ميركل ومرة واحدة انجبت الانتخابات تحالفا بين المحافظين والليبراليين.
بيد أن خسارة الاشتراكيين كانت متوقعة وواضحة منذ أشهر، كما يعتقد المراقبون السياسيون، فالحزب العريق في ألمانيا الذي تأسس في ثمانينات القرن التاسع عشر، خسر منذ بداية العام الجاري في ثلاث انتخابات محلية في ولايات زارلاند وشليزفيغ هولشتاين وشمال الراين فستفاليا.
الاشتراكيون معروفون تاريخيا بعنادهم وإصرارهم. وما أن تم الإعلان عن نتائج الانتخابات مساء الأحد والتي أظهرت الهزيمة التاريخية للاشتراكيين، حتى أعلن مارتن شولتس عن نهاية الائتلاف بين حزبه وحزب ميركل المحافظ. كما اشار شولتس إلى أنه سيرشح نفسه مرة أخرى لقيادة الحزب في المؤتمر العام المقرر في شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل. وكلام شولتس يعني بعبارة واضحة أنه وحزبه سينتقلون رسميا إلى المعارضة ويقودها في الدورة التشريعية المقبلة.
يشار إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شولتس شريك اساسي في حكومات إحدى عشرة حكومة محلية، يتولى في سبع منها منصب رئيس الوزراء.
والجدير بالذكر ان الحزب الاشتراكي الديمقراطي يحل كقوة برلمانية ثانية في كل الانتخابات التي جرت في المانيا الاتحادية منذ تأسيسها في عام 1949. فقط في أعوام 1972 و1998 أحتل الحزب المركز الأول في موازين القوى السياسية في البلاد. في الستينات والسعينات من القرن الماضي كان لسحر رئيس الحزب آنذاك فيلي براندت دورا كبيرا في تحقيق فوز تاريخي للحزب. وبعد براندت تمكن كل من هيلموت شميدت وغيرهارد شرودر من تقليد برانت في تحقيق النتائج الطيبة للحزب الاشتراكي. وبعبارة أخرى يوجد بين ثمانية مستشاريين في المانيا فقط ثلاثة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهم براندت وشميت وشرودر. وحتى تأتي الفرصة مجددا ليكون فيها المستشار الألماني من الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيمضي وقتا طويلا لا يقل عن أربع سنوات.
ح.ع.ح/م.س( DW)
بالصور- ساسة ومشاهير في قاعات التصويت لانتخاب البرلمان الألماني
توافد الناخبون الأحد 24 سبتمبر/ أيلول للتصويت لانتخاب البرلمان الألماني (بوندستاغ) في دورته الـ19. جولة مع أبرز اللقطات.
صورة من: Reuters/A. Schmidt
لا استثناءات حتى لميركل
في الساعة الثامنة صباح الأحد (24 سبتبمر/ أيلول 2017) فتحت اللجان والمقرات الانتخابية في ألمانيا أبوابها لاستقبال عشرات ملايين الناخبين الذين يحق لهم التصويت في انتخاب البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) في دورته الـ19. كل مواطن لابد أن يعرف بشخصة قبل الادلاء بصوته، حتى المستشارة ميركل هنا في الصورة تبرز بطاقتها الشخصية لمسؤولة في لجنة الانتخابات.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
لا تعليق رغم الحضور الإعلامي الكبير
أدلت المستشارة الألمانية وزوجها يوآخيم زاور، بصوتيهما ظهر الأحد بمقر اللجنة الانتخابية في جامعة هومبولت وسط العاصمة الألمانية برلين، ووسط حضور إعلامي كبير. رغم ذلك التزمت ميركل الصمت ورفضت الإدلاء بتصريحات، لكنها تحدثت قليلا، بعد التصويت، مع المعاونين في اللجنة الانتخابية.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
شولتس يصوت مبكرا
أما مارتن شولتس، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأبرز منافس لميركل على منصب مستشار ألمانيا فقد وصل، حوالي الساعة العاشرة صباحا بتوقيت ألمانيا، مع زوجته "إنجي"، لمركز الاقتراع في موطنه مدينة فورسلن بالقرب من الحدود الهولندية. وتغلق اللجان الانتخابية أبوابها دائما في الساعة السادسة مساء ليتم بعدها الإعلان عن النتائج الأولية.
صورة من: Reuters/T. Schmuelgen
الطقس والمستقبل الديمقراطي لألمانيا!
وأعرب مارتن شولتس عن أمله أن يساهم الطقس، الذي كان مشمسا في زيادة نسبة المشاركة. وقال " أتمنى أن يستخدم أكبر عدد ممكن من المواطنين حقهم في التصويت وتعزيز المستقبل الديمقراطي لجمهورية ألمانيا الاتحادية من خلال التصويت للأحزاب الديمقراطية".
صورة من: Reuters/T. Schmuelgen
رئيس برتبة مواطن!
الرئيس الألماني فراك- فالتر شتاينماير وزوجته "إلكه" يقفان سويا في طابور الانتخابات في مدرسة ابتدائية بحي تسيلندورف في العاصمة برلين، وأدلى الرئيس وزوجته بصوتيهما في طقس بارد ممطر، على عكس من شولتس وزوجته. ووجه شتاينماير الشكر إلى نحو 650 ألف معاون في اللجان الانتخابية، مشيرا إلى أن هؤلاء المعاونين أسهموا في حسن سير الانتخابات هذا العام.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
الطقس بارد في دائرة غابرييل
يبدو أن طقس الأحد وخصوصا في الصباح، كان باردا في ولاية ساكسونيا السفلى، وهو ما يفسر انخفاض نسبة التصويت هناك في الصباح. لكن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل تسلح مع زوجته "إنكه" بالملابس الضرورية وذهبا للتصويت في لجنة بمدينة غوسلار، وارتدت الزوجة شالا وسروالا باللون الأحمر، شعار الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يرأسه زوجها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
بافاريا والاختلاف الواضح
هذا الناخب ذهب للإدلاء بصوته مرتديا الزي التقليدي البافاري في الانتخابات، التي يخشى فيها الكثيرون من صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى البرلمان. وينتخب المواطنون في بافاريا عادة حزب الاتحاد الإجتماعي المسيحي، الذي لا يوجد سوى في ولاية بافاريا. ويعد الشقيق الأصغر لحزب الاتحاد الديقراطي المسيحي، الذي تتزعمه ميركل.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
الخضر وفرصة قد تكون ولّت
جم أوزديمير، زعيم حزب الخضر والمرشح الرئيسي للحزب، أدلى بصوته في برلين حيث يسكن أيضا. الحزب شارك في ائتلاف حكومي سابق مع الاشتراكيين بين 1998 و2005، لكن يبدو أن هذه الفرصة لم تعد موجودة الآن. وإنما ما سيكون موجودا هو تشكيل ائتلاف حاكم مع المسيحيين والليبراليين، وهذا شيء لم يحدث من قبل على مستوى الحكومة الاتحادية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
ابتسامة تثير القلق
فراوكه بيتري، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، تدلي بصوتها في مدينة لايبزيغ بشرق ألمانيا. ورغم أن حزبها يدخل الانتخابات البرلمانية لأول مرة إلا أن استطلاعات الرأي وضعته في المركز الثالث خلف الديمقراطيين المسيحيين والاشتراكيين. يرفض الحزب استقبال اللاجئين وخطابه يثير المخاوف خصوصا لدى الأقليات، لكن بيتري تبتسم في وجه الكاميرا، ورفضت إعطاء أية تعليق للصحفيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
مواطنون من أصول مهاجرة
الانتخاب حق لكافة من يحمل الجنسية الألمانية. لذلك فهناك ملايين الألمان من أصول مهاجرة، حتى مسلمة وعربية، وغيرها لديهم الحق في التصويت. وفي الانتخابات الحالية بدا القلق على الأقليات خوفا من صعود اليمين الشعبوي للبرلمان عبر بوابة حزب البديل، لذلك حرص كثيرون على الذهاب للانتخاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
البرلمان الألماني من الداخل
ويسعى الجميع إلى كسب مقاعد لدخول مبنى البرلمان بالعاصمة الألمانية برلين. هذا المبنى، الذي كان يعرف سابقا بالرايخ تاغ عاد منذ عام 1999 ليكون حاضنا لأعضاء البرلمان الألماني (بوندستاغ)، بعد فترة من وجود مبنى آخر في بون بعد الحرب العالمية الثانية. اعداد : صلاح شرارة