1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الإعلام الجديد ليس السر الوحيد في نجاح الثورات"

٢٨ مايو ٢٠١١

نظمت أكاديمية دويتشه فيله للعام الثاني على التوالي بالتعاون مع السفارة الألمانية بالقاهرة ملتقى الشباب الإعلامي، حيث بحث مدونون ألمان وعرب موضوع وسائل الإعلام الجديدة والإصلاح في العالم العربي.

صورة من: DW

بينما كانت المصرية "هبة" تجلس إلى جانب الألمانية "هيليجا" لتتعرف كل واحدة على الأخرى وتكتب انطباعاتها في مقال قصير، كان "ميشيل" الألماني يجلس مع "رازن" من سوريا.هذه اللقاءات تمت داخل ورش عمل وندوات ملتقى الشباب الإعلامي الثاني، الذي عقد في القاهرة لمدة ثلاثة أيام، من 24 إلى 26 مايو/ آيار الجاري.

وشهدت هذه الأوراش أو الورش نقاشات ساخنة تراوحت بين الاتفاق والاختلاف في وجهات النظر بين المدونين القادمين من مختلف المدن الألمانية والمدونين العرب القادمين من دول عربية مختلفة منها مصر، تونس، الجزائر، سوريا، البحرين، فلسطين، لبنان واليمن. وحول معايير اختيار المدونين المدعويين أكد زاهي علاوي، المنسق لدى أكاديمية دويتشه فيله، والمسؤول عن اختيار المدونين أن الانتقاء جاء بصورة تسمح بوجود وجوه جديدة غير معروفة؛ بالإضافة إلى صلة المدونين الألمان بالعالم العربي عبر رحلاتهم وعملهم أو اهتمامهم بامجالات المتعلقة بدراسات الشرق الأوسط.

خروج المشتركين للشارع ومحاكاة الواقع

أهمية الفيسبوك والتويتر لا تغني عن النزول إلى الشارع لتحقيق التغيير

وأضاف علاوي، في حوار مع موقع دويتشه فيله، أن الملتقى هذا العام حقق طفرة بالمقارنة مع دورة العام الماضي، لأنه يأتي في ظل التغييرات التي يشهدها العالم العربي. كما أن هناك مساحة اكبر من الحرية لدى المدونين العرب. وأكد أن من أبرز ما ظهر هذه المرة خروج المشتركين من قاعات الملتقى للشارع حيث تجولوا عبر مجموعات في ميدان التحرير ومناطق أخرى مختلفة بالقاهرة ليكتبوا عن هذه الأماكن في مدوناتهم وعلى الموقع الخاص بالملتقى. www.youngmediasummit.org

من ناحيتها عبرت "هدى جعفر" الناشطة من اليمن عن سعادتها بفكرة الملتقى. فهي تعرفت من خلاله على مدونين عرب وألمان، وخاصة العرب للسماع منهم عن ثوراتهم عن قرب.

وأكدت في حوار مع الدويتشه فيله أن "الملتقى ثري باللقاءات وورش العمل" التي استفادت منها وخاصة لأن ثورة اليمن في ساحات التغيير مازالت قائمة، مشيرة إلى أن حوارات الملتقى خرجت للشارع في ميادين القاهرة حيث التقت مع الناس وتحدثت معهم بالمشاركة مع مدونين آخرين بالملتقى عن دور المرأة المصرية في الثورة وتطلعاتها للمستقبل. وأشارت إلى أن الوضع مختلف الآن في اليمن حيث أصبح أكثر حرية ولم يعد هناك تعقب للمدونين والناشطين على الفيسبوك وتويتر ولذلك فإن "الثورة تزيد في اليمن وتتصاعد بسبب الاعتماد على الوسائل الإعلامية الجديدة".

الفيسبوك وتويتر جزء من نجاح الثورة

جانب من أوراش ملتقى هذا العام، بمشاركة مدونين من الالم العربي وألمانيا.صورة من: DW

إلا أن "هبة الكيال" الناشطة المصرية على تويتر تختلف مع زميلتها اليمنية وأكدت أن وسائل الإعلام الجديدة لعبت بلا شك دورا في تحريك وحشد الناس للنزول والتظاهر في الشارع، ولكنها "ليست سر نجاح أي ثورة وخاصة في مصر لأن هناك الملايين خرجت للشارع تطالب بإسقاط النظام وهم من البسطاء الذين لا يرتبطون بأي صلات مع الفيسبوك وتويتر".

وتشاركها الرأي "رازن" من سوريا والتي تمتلك مدونة باسم "رازنيات" حيث أكدت للدويتشه فيله أنه لا يمكن "إرجاع الفضل فقط لوسائل الإعلام الجديدة في الثورات، فهي مجرد أداة تنظيمية وتساهم في نشر الوعي"، مشيرة إلى أن الوضع في مصر يبدو مختلفا لأن الإنترنت رخيص وفي متناول الغالبية أما في سوريا فالإنترنت غالى الثمن وهناك 17 في المائة فقط من الشعب السوري يشترك به.

ووصفت الملتقى بالناجح لأنه لم يكن بعيدا عن الشارع والواقع حيث خرجت مع مجموعة ذهبت إلى حديقة الأزهر وتقابلت مع مواطنين من مختلف الأعمار و الخلفيات الثقافية وتحاورت معهم حول الثورة ولمست خوفا وقلقا من المستقبل، وفي نفس الوقت سعادة بما حققته الثورة من إزاحة لحاكم فاسد مثل مبارك.

معركة شرسة للمدونين مع النظام السوري

الملتقى كان مناسبة لتبادل التجارب، مناسبة للتفكير في مستقبل التحولات في العالم العربي ودور الاعهلام الجديد فيها.صورة من: DW

من ناحيته أكد الناشط السوري " أحمد" أنه حضر الملتقى ولكنه يرفض أن يظهر في الصور خوفا من بطش النظام السوري الذي يمكن أن يختطف عائلته بالكامل، مؤكدا أن الناشطين عبر وسائل الإعلام الحديثة يخوضون معركة شرسة في سوريا على أكثر من محور منها المحور الطائفي، مشيرا إلى أنهم سيواصلون لأنه لا يمكن أن تتحول تحركاتهم إلى نصف ثورة.

أما المدون الألماني "مايكل سيمن" فأكد أن المدونات واستخدام الفيسبوك وتويتر في العالم العربي يختلف عن استخدامه في ألمانيا وأوربا، ويعتقد أنه سلاح قوي في العالم العربي له تأثير حقيقي في تعبئة الناس على عكس ألمانيا، قائلا "إنه عندما يضغط الفرد في ألمانيا على "لايك" لأى حدث أو مجموعة على الفيسبوك لا يعني ذلك بالضرورة المشاركة الفعلية فيها أو النزول للشارع". وأضاف أن الملتقى "تطرق لسبل تعاون المدونين الألمان مع العرب وكيفية تقديم الدعم لهم"، مؤكدا أن الدعم يأتي عبر نشر أفكارهم وآرائهم على المدونات الألمانية وتوصيل صوتهم للشباب الألماني والحديث عن الموضوعات الإنسانية داخل الثورات ومعاناة الناس، الأمر الذي يساهم في زيادة الضغط الدولي على الأنظمة القمعية.

وأضاف مايكل سايمن أن المشاركين بالملتقى يرون أن وسائل الإعلام الجديدة ستظل تلعب دورا في التغييرات في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا، وأن الطريق مايزال طويلا لتحقيق الإصلاحات مثلما حدث في ألمانيا بعد الثورة والتغيير، وأن الوسائل الجديدة ستساهم في تقليل الخسائر وكسب الوقت ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بصورة مطلقة دون النزول للشارع و الاحتكاك بالواقع وتصويره فيما بعد على الفيسبوك وتويتر، أى أن العلاقة ستكون تفاعلية بين الشارع والفضاء الافتراضي.

نيللي عزت / القاهرة

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW