قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن "عشرات العائلات" خرجت من الأحياء الشرقية بمدينة حلب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة عبر "ممرات آمنة فتحها الجيش". من جهتها نفت مصادر من المعارضة السورية خروج مسلحين من حلب.
إعلان
ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن "عشرات العائلات" قد خرجت السبت (30 تموز/ يوليو 2016) من أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة المعارضة عبر الممرات التي فتحها النظام السوري بين شطري مدينة حلب أمام الراغبين في المغادرة.
وقالت الوكالة "إن عشرات العائلات خرجت صباح اليوم عبر الممرات التي حددتها محافظة حلب لخروج الأهالي المحاصرين من قبل المجموعات الإرهابية في الأحياء الشرقية ووصلت إلى حي صلاح الدين". وبثت قناة الإخبارية السورية صورا لعدد من النساء والأطفال وهم يعبرون طريقا تحيط به أبنية مهدمة.
وبعد أسابيع من الغارات والحصار فتحت السلطات السورية معابر لتشجيع المدنيين والمقاتلين الراغبين في إلقاء السلاح على الخروج من القسم الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب، بهدف استعادة السيطرة على ثاني اكبر مدن سوريا.
ويسعى النظام من خلال فتح هذه الممرات إلى إخلاء الأحياء الشرقية البالغ عدد سكانها حوالي 250 ألف نسمة، في سياق المعارك التي تخوضها قواته لاستعادة هذه المناطق من الفصائل المعارضة التي تسيطر عليها منذ 2012، والسيطرة بالكامل بالتالي على ثاني أكبر مدن سوريا.
المعارضة تنفي خروج مسلحين
من جهتها نفت مصادر في أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية ما تردد عن خروج أي مسلح وتسليم سلاحه للجيش السوري صباح اليوم. وقال المحامي عبد الغني شوبك مسؤول العلاقات العامة في مجلس مدينة حلب (الحرة) لوكالة الأنباء الألمانية أنه لم يخرج أحد من المسلحين أو يسلم نفسه على الإطلاق.
كما أكد الدكتور حمزة الخطيب مدير مشفى القدس في حلب الشرقية أن هذا الكلام عار عن الصحة ولم يخرج أي مسلح، كذلك قال الناشط الإعلامي عمر عرب المتواجد في حي صلاح الدين "لم يخرج إي مسلح من الحي على الإطلاق وهذه فبركات النظام الإعلامية وقد تعودنا عليها".
وتقول مصادر في المعارضة السورية أن عدد المدنيين في أحياء حلب الشرقية حوالي 350 ألف مدني يتوزعون على 40 حيا تشكل نصف مساحة مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة.
ع.أ.ج / أ.ح (د ب ا، أ ف ب)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.