1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإعلام الروسي ينقل "نصف الحقائق" عن أزمة اللجوء

٣ نوفمبر ٢٠١٦

نقلت القناة الروسية الأولى خبرا عن لاجئ مدان بالاعتداءات الجنسية في النمسا، الخبر لم ينقل الحقائق كاملة، فيما استشهد الرئيس الروسي بالمعلومات الواردة بالخبر في لقاء له، وهو ما يثير تساؤلات عن التغطية الإعلامية الروسية.

Russland TV Putin zur Situation in der Ukraine
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Zemlianichenko

كررت روسيا في الأعوام الأخيرة وباستمرار وعلى أعلى المستويات أن الاتحاد الأوروبي ليس مثالا يحتذى به من قبل روسيا. وفي لقاء مع الرئيس الروسي في يوم الاثنين الماضي (31.11.2016) جرى النقاش حول مواضيع مختلفة من ضمنها الهجرة والتجنيس. وطرح أحد المتحدثين الحاضرين اقتراحا على الرئيس الروسي بأن يتم الاستفادة من الخبرات الأوروبية في هذا المجال.

لكن الرئيس فلاديمير بوتين لم يجد أنها خطوة صائبة وقال :"الخبرة الأوروبية في الوقت الحالي هي ليست الأفضل". وأضاف بوتين:" لقد رأيت ماذا حصل: مهاجر اعتدى جنسيا على طفل في بلد أوروبي. والمحكمة برأته من ذلك".

من غير المعروف فيما إذا كان الرئيس الروسي قد استقى معلوماته هذه من القناة الرسمية الروسية الأولى التي تحدثت في السادس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن قضية هذا اللاجئ و"تبرئته" من قبل المحكمة.

وعرضت القناة الحكومية الروسية الخبر بمقدمة مثيرة وتحدثت عن "تسامح عابر للحدود"، وأضاف مقدم الأخبار في القناة قائلا:"برأت محكمة في النمسا لاجئا بعد ثبوت ذنبه في قضية اعتداء جنسي ضد يافع".

واعتبرت القناة أن قرار المحكمة قد يشجع المعتدين الآخرين. وزعمت القناة أنهذه ليست المرة الأولى التي "يتساهل" فيها القضاء الأوروبي مع اللاجئين "لأسباب غير معروفة".

الرئيس بوتين يتابع "كواليس" تقديم الأخبارصورة من: picture-alliance/dpa

"الشيطان يكمن في التفاصيل"

قضية اللاجئ التي تحدثت عنها القناة الروسية تخص أحد اللاجئين العراقيين وقد مر عليها عام كامل. ففي مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر 2015 اعتدى لاجئ عراقي جنسيا على طفل بعمر 10 سنوات في مسبح في العاصمة النمساوية فيينا. وحكمت المحكمة الأولى على المتهم بالسجن لمدة ست سنوات. فيما قررت المحكمة العليا في النمسا في العشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي رفع الحكم الصادر من المحكمة الأولية جزئيا لأساب إجرائية قضائية.

واللاجئ المذكور لا زال قابعا في "الحبس الاحتياطي" بانتظار أعادة فتح القضية، والذي يُعتقد أنه ستكون في العام القادم، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء النمساوية "أ بي أ".
أما القناة الروسية الرسمية فعرضت من جانبها تقريران عن القضية. التقرير الأول، الذي أشير إليه أعلاه، لم يتطرق إلى أن القضية سوف تفتح من جديد وأن المتهم ما يزالا في "الحبس الاحتياطي". ومحت القناة الحكومية الروسية التقرير الأول بعد بثه من صفحتها الرسمية.

فيما تحدث التقرير الثاني من القناة وفي "مقدمة الأخبار" وفي العنوان على الصفحة الرئيسية للقناة عن براءة المتهم، وهو خبر مخالف للحقيقة. ولم تتطرق القناة الرسمية إلى تفاصيل القضية. كما لم تذكر أن الحكم رُفع "جزئيا" عن المتهم. وأن المتهم كان قد حُكم عليه مذنبا من قبل المحكمة الأولية بنقطتين. وهما "الاستغلال الجنسي الكبير ضد قاصر" و"الاغتصاب". والمحكمة العليا في النمسا قررت الإبقاء عن الحكم في النقطة الأولى من القضية وقررت إعادة المحاكمة بالنقطة الثانية التي تتعلق بـ " الاغتصاب". وهذا يعني أن المتهم لا يمكنه الخروج دون حكم من القضية، كما زعمت القناة الروسية الحكومية الأولى.

قضية ليزا في برلين

متظاهرون من "الروس الألمان" يطالبون بحماية أكبر في ألمانيا على خلفية قضية ليزاصورة من: picture alliance/dpa/M. Eich

تغطية الإعلام الروسي لقضية اللاجئ العراقي في النمسا تشابه إلى حد تغطيته  لقضية الفتاة ليزا من برلين. ففي مطلع عام 2016 نقلت القناة الأولى الروسية عن حادثة تعرض فتاة من "الروس الألمان" تبلغ من العمر 13 عاما لعملية اختطاف واغتصاب من قبل مهاجرين. ونفت الشرطة الألمانية المعلومات التي وردت في التقرير. لكن الكثير من المهاجرين في ألمانيا الذين يتحدثون الروسية نظموا تظاهرات عدة في الكثير من المدن الألمانية تنديدا بحادثة "اغتصاب" لم تحدث أصلا ولم يذكرها سوى التلفزيون الروسي.

وأثارت هذه القضية آنذاك بعض التوتر في العلاقات الألمانية الروسية.

وفي كلتي القضيتين في النمسا وفي ألمانيا كانت الأحداث تجري حول الهجرة في أوروبا وحول الاستغلال الجنسي للأطفال، وهي القضايا التي يفرد لها الإعلام الروسي تغطية كبيرة في نشرات الأخبار. وغالبا ما يتم تقديم أزمة اللجوء كخطر كبير يهدد القارة الأوروبية.

بالإضافة إلى ذلك، هذه هي ليست المرة الأولى التي يتم فيها، كما يُعتقد، تبليغ الرئيس الروسي بمعلومات خاطئةففي شهر نيسان / أبريل الماضي وفي برنامج في القناة الروسية، وفي إجاباته على استفسارات المواطنين، ذكر الرئيس بوتين صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية. وقال إن الصحيفة الألمانية كانت الأولى التي تنشر "وثائق بنما" لأن الصحيفة جزء من شركة "غولدمان ساكس" الأمريكية. وعلق بوتين آنذاك ساخرا:" آذان الممول، التي لا تحمر خجلا، مدسوسة في كل مكان".

لكن الصحية الألمانية الشهيرة "زود دويتشه تسايتونغ" ليست ملكا لشركة "غولدمان ساكس"، كما أدعى الرئيس الروسي. وأعتذر المتحدث باسم بوتين ديميتري بيسكوف لاحقا عن هذا الخطأ، وقال :" لقد كان خطئنا، وبالأصح خطئي أنا". وأعتذر بيسكوف للصحيفة الألمانية وذكر أن المرء لم يدقق المعلومات التي وصلت. ومما ليس معروفا بعد، مع إذا كان الأمر كذلك أيضا حينما أستشهد بوتين بقضية أللاجئي العراقي في النمسا؟

 

الكاتب: إليا كوفال، رومان غونشارينكو / زمن البدري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW