1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

من يملك وسائل الاعلام السوري المعارض؟

كمال شيخو-الحدود السورية التركية١٣ مارس ٢٠١٥

سوريا بلد الإعلام الموجه بامتياز. الدولة وحزب البعث سيطروا على كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية. لكن وبعد 2011 ظهر العديد من الإذاعات والقنوات التلفزيونية الخاصة، فمن يملكها؟ وهل هي حقاً إعلام مستقل وحر؟

Türkei Syrisches Radio Rozana Opposition Syrien
صورة من: DW/K. Sheiko

"انطلقنا من رحم الثورة. منحازون لها، ولكنْ بموضوعية ومهنية"، بهذه الكلمات بدأ سكرتير تحرير صحيفة تمدن الأسبوعية دياب سرية حديثه لـDW عربية، موضحاً: "نحاول نقل الحقيقة كما هي دون أن نزيد عليها أو نحرفها". وأضاف: "نسعى لأن نكون البديل الحقيقي عن إعلام النظام، الذي هتفت الجماهير السورية له خلال المظاهرات بأنه كاذب. كما نحاول مواجهة إعلام الجماعات التكفيرية، التي أعادت البلاد إلى العصور الوسطى".

وانطلقت في سوريا موجة من الاحتجاجات أواسط شهر آذار/ مارس 2011، مطالبة بإسقاط النظام. هذه الحركة اصطدمت بتعتيم إعلامي من قبل وسائل الإعلام الحكومية، متعمدة تشويه مطالب الانتفاضة الشعبية، التي عمت أرجاء البلاد.
وقالت لينا الشواف، رئيسة تحرير راديو روزنة في لقائها معDW عربية: "وقتها لم تكن منتشرة وسائل الإعلام المعارضة، حتى الإعلام السوري الخاص كان يخضع لسيطرة المخابرات السورية". وأضافت "نطمح أن تكون روزنة صوت كل السوريين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم".

البدايات

تأسست إذاعة روزنة منتصف 2012، وبدأت التدريبات بداية 2013 لتبث عبر موقعها الإلكتروني في العام نفسه. وبتاريخ 26 يونيو حزيران 2013 افتتحت مكتباً رسمياً في باريس، كما افتتحت فرعاً ثانياً في مدينة غازي عنتاب التركية في الأول من يناير كانون الثااني 2014.
ونوهت لينا الشواف أن "أسرة روزنة تتألف من 140 عضو/ة، يعمل في استوديو باريس عشرة صحفيين وصحفيات، والعدد نفسه في استوديو عنتاب، ولدينا 120 مراسلا معظمهم يعملون من الداخل". وأهم المؤسسات الأوروبية الداعمة للمشروع هي CFI السويدية وقناة فرنسا الدولية وإذاعة هولندا العالمية.
من ناحيته، أكد دياب سرية أن "المؤسسات الداعمة لا تفرض أي أجندة أو رأي ولا تتدخل إطلاقاً بالمحتوى أو تحاول التأثير عليه. أكبر جهة مانحة للصحيفة، منظمة (IMS) الدانماركية"، وأضاف: "نحَاول تَذْكير الجمهور بأن الثورة هي من أجل الحريَّة والمساواة لكل الشّعب السوري"، مشدداً على أنه "مع اسْتمرار الشّحن الطّائفي عَبْر وَسَائل إعلام النظام وبعض القَنَوات الفضائيَّة الدينيَّة، ظَهَرت الحاجة المُلحَّة لوجود وسيلة إعلاميَّة مُتداولة بين الناس".

لينا الشواف رئيسة تحرير راديو روزنة في حوار مع كمال شيخوصورة من: DW/K. Sheiko

ويتميز راديو روزنة بتقديم القصص الإنسانية والاجتماعية، التي تأتي من مراسلين في سوريا، إذ تصنف كإذاعة مجتمعية. وعن فقرات وبرامج الإذاعة أكدت لينا الشواف: "نعمل على تقديم الخدمات للسوريين، بنشر أسعار العملات والمواد الغذائية ووفرتها، كما نقدم فقرة طبية وبرامج سياسية، ولدينا فقرة اسبوعية اسأل الوزير نستقبل فيها وزراء الحكومة السورية المؤقتة.

برامج إذاعية خدماتية

فقرة اسأل الوزير يقدمها الصحفي مهدي الناصر، الذي لم يخف أن عمله يواجه الكثير من الصعوبات، أهمها قبول المسؤولين المشاركة في الفقرة. وكشف في لقائه معDW عربية: "أحياناً أتواصل اسبوعاً مع المكتب الإعلامي أو مدير المكتب لمسؤول أو وزير في الحكومة المؤقتة حتى أحصل على موعد". وكشف أن "البعض يرفض الحضور إلى الاستوديو، حيث إن نجاح الفقرة يعتمد بشكل رئيسي على حضوره إلى المكتب وتسجيل الحلقة وإجابته على الأسئلة الموجهة له من قبل المستمعين".
هذا وتعمل أكثر من عشر إذاعات سورية تبث عَبر مواقع الإنترنت، أو عبر موجة "FM" ويستمع إليها جمهور ينتشر غالباً في أرياف حلب وإدلب وحماه.
وتقول المذيعة زينة ابراهيم عن عملها مع روزنة "رأيت بأنها إذاعة حيادية ومنافسة لإعلام النظام، بتحكي وجع الناس وما انسلخت عن الواقع الثوري". ولدى حديثها معDW عربية أعربت عن أن "الإعلام السوري هو مؤيد للنظام ومصفق له، وينصبغ عاملوه بصبغة المؤسسة التي تنتمي إليها ولا تستطيع أن تعبر عن رأيك بحرية تامة.

تبليغ من جماعات جهادية لمحرر من صحيفة تمدنصورة من: DW/K. Sheiko

حرق الصحف بتهمة الديمقراطية

بتاريخ 18 كانون الثاني/ يناير الماضي، بثت قناة حلب اليوم مقطع فيديو تظهر فيه حرق صحف صدى الشام وتمدّن وسوريتنا وعنب بلدي، حيث يقوم أشخاص لا يظهرون في الفيديو بإحراقها وسط هتافات وتكبيرات. ويبدأ المقطع بصوت شخص يلقي بياناً يقول فيه: "قامت شعبة المعلومات بمصادرة أعداد المجلات والصحف وإحراقها بسبب تأييدها للمجلة الفرنسية التي أساءت للرسول محمد". وتابع: "تعتبر هذه المجلات محظورة ويمنع تداولها أو توزيعها تحت طائلة المساءلة".
الحادثة جاءت بعد المجزرة التي تعرضت لها صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية، حيث تضامنت وسائل إعلام سورية معارضة مع الضحايا وأفردت صفحات من أعدادها منددة بالجريمة.
من ناحيته علّق دياب سرية، سكرتير تحرير صحيفة تمدن على الحادثة بالقول: "لم يكن حرق الصحف في مدينة حلب بالأمر غير المتوقع، فمنذ إطلاق عملية التوزيع في الداخل والصحف مستهدفة من قبل الفصائل العسكرية المتشددة المسيطرة على الأرض".

أصدرت المعارضة السورية عدة صحف من أشهرها صدى الشام وتمدن وسوريتنا وعنب بلديصورة من: DW/K. Sheiko

وعن الجريمة التي ارتكبتها هذه الوسائل الإعلامية المعارضة، أفاد سرية: "التهمة هي أن هذه الصحف تحمل مضمونا علمانياً ديمقراطياً معادياً للدين"، وقد تم استدعاء الموزعين أكثر من مرة إلى مقار هذه الفصائل وحملوهم رسائل واستدعاءات للمثول أمام الهيئة الشرعية.
بدورها نقلت الصحفية نورا منصور، مديرة تحرير صحيفة تمدن لـDW عربية أن "الخطوط الحمراء لدى هذه الفصائل تشبه الخطوط الحمراء عند نظام الأسد". وأضافت أن "محاربة الإعلام هي سمة الأنظمة الشمولية والنظم التي تحمل عقيدة مغلقة، فكل من ينشر فكراً مخالفاً لفكرهم أو لمعتقدهم هو عرضة للملاحقة والاعتقال والتصفية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW