1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إعلام الخدمة العامة يحتفل بعامه الستين

٥ يونيو ٢٠١٠

تتمتع ألمانيا و بعض البلدان الأوروبية بنموذج إعلامي يختلف عن النماذج الإعلامية العربية.أهم قواعد هذا النموذج هو استقلال الإعلام عن السياسة من جهة وعن الشركات من جهة أخرى، هذا النموذج يحتفل في ألمانيا بعيده الستين.

أشارة القناة التلفزيونية الألمانية الأولى

في الخامس من حزيران/ يونيو عام 1950 كانت ولادة النموذج الإعلامي الألماني بشكله المعروف في يومنا هذا، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانهيار النظام النازي في ألمانيا تشكلت في ذلك اليوم الهيئة العامة الألمانية للإذاعة والتلفزيون والتي تسمى ARD، من اتحاد الهيئات المحلية للإذاعة والتلفزيون في ولايات ألمانيا الاتحادية (الغربية) آنذاك.

مبنى الاستوديو الرئيسي للهيئة العامة الألمانية للإذاعة والتلفزيون

ولفترة طويلة شكلت القنوات المحلية التابعة لهذه الهيئة العامة بالإضافة إلى القناة التلفزيونية الأولى - المركزية - المصدر الوحيد للإعلام المرئي والمسموع في ألمانيا، فالقنوات الخاصة الممولة من خلال الإعلانات التجارية لم يسمح لها بالبث حتى مطلع الثمانينات.

ماضي ألمانيا ساهم في نشأة إعلامها الحديث

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وانهيار النظام النازي الألماني، الذي كان يعتمد على الإذاعة كوسيلة رئيسية لنشر الدعاية - البروباغندا- وغسل أدمغة الشعب، قام الحلفاء المنتصرون في الحرب بحل الإذاعات القائمة، والتي كانت تابعة للنظام السياسي السابق، وأسسوا هيئة الـ ARD لتعبر عن الرأي العام وتمثل مختلف طبقات المجتمع وتعطي مجالاً لكل الجماعات والأحزاب للتعبير عن آرائها.

أحد إعلانات الهيئة المسؤولة عن تحصيل الرسوم لتمويل القنوات العامة في ألمانيا

وبذلك أصبحت الحيادية السياسية والابتعاد عن مسار الدولة العلامات المميزة الأساسية للنظام الإعلامي هذا، الذي أطلق عليه اسم إعلام الخدمة العامة. يعتمد هذا النظام على تمويل يتم تحصيله على شكل اشتراكات يسددها كل من يملك جهاز استقبال بث، سواء أكان راديو أو تلفزيون أو حتى جهاز كمبيوتر، ودور الدولة هنا يقتصر على ضمان تحصيل هذه الرسوم، مما يضمن استقلال إعلام الخدمة العامة عن الدولة في مسألة التمويل وبالتالي في مسألة التغطية الإعلامية وفي العمل الصحفي بشكل عام.

وبالرغم من أن تاريخ ألمانيا منذ ذلك الحين يزودنا بالعديد من الأمثلة عن نجاح الخدمة في تقديم إعلام مستقل، إلا أن بعض السياسيين والأحزاب تمكنوا في بعض الأحيان من استغلال هذه الخدمة وتحويلها إلى منصة لهم.

إعلام مستقل ولكن...

ولو أخذنا على سبيل المثال انتخابات البرلمان الألماني، نرى أنه من الممكن للأحزاب الألمانية أن تبث إعلاناتها الانتخابية على القنوات العامة، والتبرير هو أن هذه الإعلانات تحمل معلومات مهمة وتشكل جزءاً من المهمة الإعلامية لهذه القنوات. غير أن تأمل الموضوع من زاوية أخرى يظهر حقيقة أن هذه الإعلانات هي أيضاَ نوع من الدعاية للأحزاب. لحل هذه المعضلة، أعلنت محطات الخدمة العامة أنها غير مسؤولة عن محتويات إعلانات الحملات الانتخابية التي تبثها.

مثال مشابه هو المجلس المشرف على هذه الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وهو مجلس مسؤول عن أمور تمويل القنوات العامة كما أنه مسؤول عن مراقبة سياسات القنوات وتعيين المدراء العامين لها. في كثير من الأحيان ينتمي بعض أعضاء المجلس إلى هذا الحزب السياسي أو ذاك مما يؤدي إلى تأثير الأحزاب السياسية بشكل غير مباشر على سياسات القنوات العامة.

مراسل الـقناة الأولى خلال التغطية الإعلامية لافتتاح الألعاب الأولمبية في بكينصورة من: Thorsten Rothe

اليوم

واليوم فقد تحولت الهيئة، التي بدأت صغيرة قبل ستين عاماً، إلى عملاق إعلامي يتألف من تسع قنوات ويضم قرابة عشرين ألف موظف والعديد من الصحفيين (المستقلين). ويتبع للهيئة إحدى عشرة قناة تلفزيونية و55 محطة إذاعية وعدد كبير من الخدمات المقدمة عن طريق الإنترنت. وهي تملك عددا كبيراً من الاستوديوهات داخل ألمانيا و مائة مراسل تلفزيوني وإذاعي في 30 دولة، وميزانيتها السنوية تبلغ 6,3 مليار يورو.

ستون عاماً ولا تزال هذه الهيئة تمارس عملها بشكل مستقل، كما أنها تمكنت من صياغة أسلوب خاص بها واحتلت حيزاً من الحياة اليومية للجمهور الألماني.

كتابة: ميسون ملحم/ ماتياس فون هيلفيلد

مراجعة: عبدالرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW