الإمارات تؤكد دعمها لسوريا وفصيل سوري بارز يعلن خضوعه للدولة
١٣ أبريل ٢٠٢٥
أكد رئيس الإمارات محمد بن زايد خلال استقباله الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع حرصه على دعم السوريين. من جانب آخر أعلن أبرز فصائل جنوب سوريا حل نفسه وتسليم سلاحه للدولة السورية ويقال إن لقائده علاقة جيدة أيضا بالإمارات.
أكد محمد بن زايد خلال استقباله الشرع اليوم في أبو ظبي حرصه على "إعادة بناء سوريا" ودعم السوريين لمواجهة "تحديات المرحلة الانتقالية"صورة من: SANA/AP/picture alliance
إعلان
قالت الرئاسة السورية إن الرئيس أحمد الشرع التقى بنظيره الإماراتي في أبوظبي اليوم الأحد (13 أبريل / نيسان 2025) في ثاني زيارة يجريها لدولة خليجية منذ توليه المنصب، وذلك في وقت يحاول فيه حكام سوريا الإسلاميون الجدد طمأنة الشركاء في الخارج بشأن تشكيلهم نظاما سياسيا شاملا وجامعا في البلاد.
وتأتي زيارته للإمارات في وقت تحاول فيه قيادة سوريا الجديدة توطيد العلاقات مع زعماء عرب وغربيين بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر / كانون الأول 2024 على يد جماعات من المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.
والإمارات منذ فترة طويلة خصم شرس لجماعات إسلامية في أنحاء المنطقة، بما في ذلك جماعات بمصر والسودان وليبيا. وقالت في وقت سابق إن التطرف والإرهاب من مصادر القلق الكبير في سوريا بعد سقوط الأسد.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الرئيس الإماراتي أكد دعم بلاده لسوريا خلال اللقاء بالشرع، وتمنى له "النجاح والتوفيق في قيادة بلده خلال المرحلة المقبلة وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو التنمية والأمن والاستقرار".
والتقى الشرع بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويرافقه في الزيارة وزير الخارجية أسعد الشيباني. وأكد الرئيس الإماراتي اليوم الأحد خلال استقباله الرئيس الانتقالي السوري حرصه على "إعادة بناء سوريا" ودعم السوريين لمواجهة "تحديات المرحلة الانتقالية"، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.
وفي يناير / كانون الثاني 2025 جرى اتصال هاتفي بين الشرع والرئيس الإماراتي بحثا خلاله في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وبناء على سياستها القائمة على عدم التسامح مع الإسلام السياسي، تراقب أبوظبي بريبة القيادة الجديدة في دمشق في ظل تخوفها من نفوذ تركيا، الحليف الأبرز للسلطات السورية الجديدة، بحسب محللين.
وزار الشرع السعودية في فبراير / شباط 2025 رفي أول رحلة خارجية منذ توليه الرئاسة في يناير/ كانون الثاني 2024. ويتابع الغرب قادة سوريا عن كثب لضمان تشكيل حكومة شاملة ذات مؤسسات فعالة والحفاظ على النظام في بلد عانى كثيرا من الحرب، وكذلك منع عودة ظهور أي من تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة. وسوريا بحاجة ماسة إلى تخفيف العقوبات لإنعاش اقتصادها بعد الحرب التي استمرت لنحو 14 عاما فرضت خلالها الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات واسعة النطاق للضغط على الأسد.
إعلان
فصيل مسلح بارز يعلن خضوعه للدولة
من جانب آخر أعلن اللواء الثامن أبرز الفصائل المسلحة في جنوب سوريا بقيادة أحمد العودة، حل نفسه ووضع أسلحته وعناصره تحت تصرف وزارة الدفاع السورية وفق بيان تلاه اليوم الأحد الناطق باسمه في تسجيل مصور. وقال العقيد محمد الحوراني "نحن أفراد وعناصر وضباط ما يعرف سابقاً باللواء الثامن نعلن رسمياً حل هذا التشكيل وتسليم جميع مقدراته العسكرية والبشرية إلى وزارة الدفاع" السورية.
وأتى ذلك بعد يومين من اضطرابات سُجلت في بلدة بصرى الشام في ريف درعا (جنوب) انتهت باتفاق مع وجهاء المنطقة أفضى إلى دخول عناصر الأمن العام التابعين لوزارة الداخلية ل "بسط الأمن والاستقرار" وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وتابع الحوراني "هذا القرار يأتي انطلاقا من الحرص على الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار والالتزام بسيادة الدولة" مشيراً إلى أن هذه الخطوة "بداية جديدة لتعزيز مسيرة الوطن تحت مظلة الدولة السورية".
وغابت "غرفة عمليات الجنوب"، وهي ائتلاف فصائل في محافظة درعا بقيادة أحمد العودة -وأول من دخل دمشق عقب فرار الرئيس المطاح به بشار الأسد "لحماية مؤسساتها الحيوية"- عن اجتماع أعلنت فيه السلطات في ديسمبر / كانون الأول عن حل جميع التشكيلات المسلحة وانضمامها تحت مظلة وزارة الدفاع. وتمسكت قوات أحمد العودة ومن بينها مجموعات اللواء الثامن، بسلاحها وحافظت على معداتها الثقيلة وتجهيزاتها الكاملة.
وفي الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024 دخلت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى دمشق بعد هجوم مباغت بدأته من شمال سوريا في 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2025. وأدى ذلك إلى الإطاحة ببشار الأسد ونهاية حكم عائلته الذي استمر أكثر من نصف قرن. وشكل مقاتلون محليون من فصائل معارضة سابقة وآخرون -ممن أجروا اتفاق تسوية مع النظام- غرفة عمليات الجنوب في السادس من ديسمبر / كانون الأول 2024.
وتُعدّ محافظة درعا -التي شكلت مهد الاحتجاجات الشعبية- المنطقة الوحيدة التي لم يخرج منها جميع مقاتلي الفصائل المعارضة بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها في يوليو / تموز 2018، إذ وضع اتفاق تسوية -رعته موسكو- حدا للعمليات العسكرية وأبقى على وجود مقاتلين معارضين احتفظوا بأسلحة خفيفة. ويتمتع أحمد العودة بعلاقة جيدة مع موسكو، وتقول مصادر قريبة منه إن علاقات جيدة تجمعه بالأردن المجاور، والإمارات العربية المتحدة.
وانسحبت قوات أحمد العودة من العاصمة بعد وصول مقاتلي الشمال بقيادة هيئة تحرير الشام "خشية من حدوث فوضى أو تصادم مسلح" بحسب ما قال المتحدث الرسمي باسمها حينها موضحا "عدنا أدراجنا إلى مدينة درعا" بعد ظهر الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. والتقى العودة بعد يومين من -سقوط نظام الأسد- بقائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، لكنه لم يشارك بعد ذلك في الاجتماع الذي ترأسه الأخير في 25 ديسمبر / كانون الأول الماضي 2024 وجمع فيه قادة فصائل المسلحة قبلوا بالانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع.
وتسعى السلطات الجديدة لبسط سيطرتها على كامل الأراضي السورية من خلال تفاهمات جرت مع الأكراد شمال شرق البلاد، واتصالات مع الدروز جنوباً.
ع.م / ص.ش (رويترز ، أ ف ب ، د ب أ)
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي