استأنفت الإمارات العربية مشاركتها في الغارات الجوية مع قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" انطلاقاً من الأردن. وكانت الإمارات قد توقفت عن المشاركة لنحو شهر اثر أسر الطيار الأردني الذي أعدمه التنظيم حرقاً.
إعلان
أعلنت قيادة القوات المسلحة في الإمارات العربية المتحدة في بيان أن "مقاتلات من سرب إف 16 المقاتلة المتمركزة في إحدى القواعد الجوية بالأردن قامت صباح اليوم (الثلاثاء العاشر من فبراير/ شباط 2015) بضربات جوية استهدفت مواقع لتنظيم ’الدولة الإسلامية’ (المعروف إعلامياً بتنظيم "داعش")". وبحسب الإعلان الرسمي، الذي أوردته وكالة أنباء الإمارات، فإن المقاتلات أصابت "أهدافها وعادت سالمة إلى قواعدها". ولم تحدد الإمارات مكان الأهداف التي قصفتها مقاتلاتها.
معاذ الكساسبة – من الأسر إلى الإعدام
بعد نشر فيديو إعدام الطيار معاذ الكساسبة حرقا على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، أصبح العالم أكثر إصراراً على محاربة التنظيم المتطرف. محطات أسر الكساسبة والمفاوضات لإطلاق سراحه ثم إعدامه نستعرضها في صور.
صورة من: picture-alliance/epa
الطيار الأردني معاذ صافي الكساسبة، أول طيار يسقط بيد تنظيم "الدولة الإسلامية". حيث تمكن مقاتلو التنظيم من أسره بعد سقوط طائرته فوق مدينة الرقة شمال سوريا، في ديسمبر /كانون أول 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jordan News Agency
وبعد إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" استخدامه صاروخا حراريا لإسقاط الطائرة الأردنية. نفى الأردن أن تكون طائرته أسقطت "بنيران داعش". كما نفت الولايات المتحدة بدورها أن يكون تنظيم "داعش" قد أسقط المقاتلة الأردنية وهي من طراز اف-16.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jordan News Agency/Handout
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" صورا قال إنها للطيار الأسير يحيط به عناصر مسلحون. وظهر الطيار في إحدى الصور وهو يرتدي قميصا أبيض ويحمله أربعة رجال يخرجونه من بقعة ماء. كما نشر "داعش" بطاقة عسكرية قال إنها تعود لمعاذ الكساسبة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Raqqa Media Center of the Islamic State group
بدأ الأردن مفاوضات سرية، عبر وسطاء، للعمل على الإفراج عن الكساسبة، على مدى أكثر من شهر. وهدد التنظيم بقتل الكساسبة إضافة للرهينة الياباني الثاني، ما لم تقم عمّان بإطلاق المعتقلة العراقية المحكوم عليها بالإعدام في الأردن ساجدة الريشاوي.
صورة من: picture-alliance/Jordan News Agency
قال والد الطيار الأردني بعد سقوط طائرته في سوريا إنه لا يعتبر ابنه رهينة، ودعا آسريه إلى "استعمال الرأفة" ومعاملته "كضيف". فيما طالبت الحكومة الأردنية بضمانات تؤكد بقاء الكساسبة على قيد الحياة كي تفرج عن الريشاوي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Nasser Nasser
المفاوضات بين الأردن وداعش بقيت بين مد وجزر، ولم تقدم داعش أي بيانات تشير إلى بقاء الكساسبة على قيد الحياة، فيما أثار أسر الكساسبة تضامن الأردنيين ووقوفهم بجانب العائلة.
صورة من: Reuters/M. Hamed
ووسط أجواء الترقب، أعلن "داعش" عن إعدام الطيار الأردني حرقا، وذلك بنشره مقطع فيديو مصور على الإنترنت. مقطع الفيديو أثار صدمة العائلة والعالم أجمع، لأنه يُظهر إحراق الطيار حيا داخل قفص.
صورة من: Reuters/M. Hamed
أكدت دولة الأردن بأن إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حدث في الثالث من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. وتوعدت عمان "برد حازم ومزلزل" وبأن "دم الطيار لن يذهب هدرا".
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
أثار الحادث إدانات الأسرة الدولية. وزير الخارجية الألماني شتاينماير أعرب عن مواساته لعائلة الكساسبة، وقال "نحن مصدومون بشكل عميق حيال مقتل الطيار الأردني على يد جحافل الإرهاب البربرية لتنظيم الدولة".
صورة من: AFP/Getty Images/I. Znotins
وعلى الفور أعلنت عمّان أنها أعدمت فجر الأربعاء كل من الانتحارية ساجدة الريشاوي التي كان "داعش" طالب بإطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي للقاعدة، وذلك غداة إعلان التنظيم إعدام الطيار الأردني حرقا.
صورة من: Reuters/M. Jaber
كما أعلن الجيش الأردني أن العشرات من مقاتلات سلاح الجو أغارت على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية". وأن الطائرات "هاجمت مراكز تدريب للتنظيم الإرهابي ومستودعات أسلحة وذخائر وتم تدمير جميع الأهداف التي هوجمت".
صورة من: Reuters/M. Hamed
وفي عمان تظاهر آلاف الأردنيين للتنديد بإعدام الكساسبة، ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا وسط عمان أعلاما أردنية وصورا للطيار الأردني ولافتات كتب عليها "كلنا معاذ"، و"معاذ شهيد الحق". وطالبوا الحكومة برد قاس. الكاتب: علاء جمعة
صورة من: picture-alliance/epa
12 صورة1 | 12
كما أكدت القيادة العسكرية الأمريكية مشاركة الطيران الأردني والطيران الإماراتي في الغارات التي تم شنها خلال الساعات الأخيرة في سوريا. وكانت الإمارات قد علقت ضرباتها الجوية ضمن قوات التحالف ضد "داعش" لعدة أسابيع بسبب مخاوف على سلامة طياريها، بعد أن احتجز التنظيم الطيار الأردني معاذ الكساسبة في سوريا وأعدمه حرقاً في ما بعد.
وعُلم أن توقف الإمارات عن المشاركة في الغارات سببه خلاف مع واشنطن حول كيفية تأمين فرق تكون جاهزة لإنقاذ أي طيار قد تسقط طائرته في سوريا أو العراق.
هذا وأعربت الإمارات عن رغبتها في نشر طائرات أمريكية من نوع "في-22 أوسبري" القادرة على التحليق العامودي والأفقي في العراق على مقربة من مناطق العمليات العسكرية في العراق وسوريا، بدلاً من نشرها حيث هي حالياً في الكويت. ويبدو أن واشنطن قد وافقت جزئياً على هذا الطلب، إذ نشرت في شمال العراق فرقاً متخصصة بإنقاذ طيارين في مناطق القتال.