قررت الإمارات استعمال لقاح ضد كورونا لفئات لها اتصال مباشر مع مصابين بالفيروس. اللقاح من إنتاج شركة الأدوية الصينية "سينوفارم" وقد أخضعته الإمارات لتجارب أظهرت أنه "آمن وفعال ونتجت عنه استجابة قوية".
إعلان
أجازت الإمارات الاستخدام الطارئ للقاح فيروس كورونا، وإتاحته أمام الفئات الأكثر تعاملاً مع مصابي الفيروس من الطواقم الصحية، لتوفير الأمان لهم وحمايتهم من أي أخطار قد يتعرضون لها بسبب طبيعة عملهم. وقال عبدالرحمن العويس وزير الصحة بالإمارات إن "الاستخدام الطارئ للقاح يتوافق بشكل تام وكامل مع اللوائح والقوانين التي تسمح بمراجعة أسرع لإجراءات الترخيص".
وبدأت الإمارات تجارب على لقاح لفيروس كورونا منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي، وهو لقاح أنتجته شركة الأدوية الصينية "سينوفارم"، وجرت التجارب بإشراف دائرة الصحة في أبوظبي ووزارة الصحة الإماراتية.
واللقاح مدرج تحت مظلة منظمة الصحة العالمية، وتم اختيار الإمارات لإجراء التجارب كونها تضم أكثر من 200 جنسية. وأكد العويس في تصريحات للصحفيين اليوم الاثنين (14 أيلول/ سبتمبر 2020) أن نتائج الدراسات خلال المراحل النهائية من التجارب أظهرت أن اللقاح آمن وفعال ونتجت عنه استجابة قوية، وتوليد أجسام مضادة للفيروس. وذكر أنه تمت مراجعة الدراسات المتعلقة بسلامة التطعيم، تحت إشراف صارم من فريق طبي لإدارة الدراسة، وبتطبيق كافة إجراءات مراقبة الجودة والأمان والفعالية للقاح. وأعتبر وزير الصحة الإماراتي أن "هذه الخطوات ترمي إلى المساهمة في الحفاظ على حياة الملايين من البشر وتوفير الرعاية الصحية للمصابين".
وذكرت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في تغريدة على تويتر أن اللقاح سيتاح "لأفراد خط الدفاع الأول لتوفير كافة وسائل الأمان لهؤلاء الأبطال وحمايتهم من أي أخطار".
وأضافت الكعبي أن التجارب شارك فيها 31 ألف متطوع من 125 جنسية لتلقي اللقاح، مشيرة الى أنه تم الوصول إلى هذا العدد بعد أقل من 6 أسابيع من فتح باب التطوع. وأشارت الى أنه تم رصد أعراض جانبية بسيطة ومتوقعة مثل أي لقاح آخر كان أكثرها الشعور بالألم في منطقة الحقن، والشعور بالإعياء أو الصداع البسيط، ولم تسجل أية أعراض جانبية خطيرة تحتاج تدخلا علاجيا فوريا.
وشددت الكعبي على أن النتائج الأولية حتى الوقت الراهن مشجعة من ناحية وجود المضادات في الجسم. وقالت الكعبي إنه سيتم توفير اللقاح بشكل اختياري للكوادر الطبية والعاملين في (خط الدفاع الأول) والذين يعتبرون الأكثر تعاملاً مع المصابين بفيروس كورونا، كما سيكون اللقاح متاحا لفئات محددة بشكل اختياري ايضاً.
وذكرت أن تقييم اللقاح تم استناداً إلى توفر الأدلة العلمية التي تثبت فعالية المنتج المخصص لمواجهة الطوارئ، وسلامة استخدامه وتفوق الفوائد المعروفة والمحتملة للمنتج على المخاطر المعروفة والمحتملة له، بالإضافة لطلب الشركة المصنعة إجازة اللقاح.
ع.خ/ (د ب ا، رويترز)
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".