الإنترنت حين يدمر بيئتنا - التأثير البيئي الخفي للتقنية!
١٣ يوليو ٢٠١٩
تتدفق علينا إعلانات البريد الإلكتروني وإعلانات اليوتيوب، وتلفت نظرنا صورة على فيسبوك فنوزعها، ونسجل فيديو بشكل عابر لطائر يتناول حبات الأرز من يد طفل، وننشره فتشتعل مواقع التواصل به. لكن ألا يؤثر ذلك على البيئة والمناخ؟
إعلان
الحقيقة الغائبة عن الجميع عبارة عن تفصيل صغير، فنحن نتكلم عن وسائل تشغيل الإنترنت، وهذا يحتاج لكومبيوتر، سواء "لابتوب" أو هاتف ذكي أو "تابلت" أو ساعة بالذكاء الصناعي، كلها وسائل تشغلها الطاقة الكهربائية، وهذا يؤدي إلى هدر طاقة توليد الكهرباء وينتج ثاني أوكسيد الكربون الضار بالمحيط.
حلقة بحث فرنسية اسمها "The Shift Project" وهي منظمة غير ربحية كشفت في دراسة نشرتها مؤخراً عن وسائل بحثية لبناء اقتصاد يعمل بطاقة متجددة. المبلغ الذي تطلب رصده الدارسة يشمل تكاليف إنشاء البنية التحتية المطلوبة، وتكاليف بناء قاعدة معلومات، ستفعّل كلها بمبدأ الطاقة المتجددة.
وتعرض حلقة البحث ثلاثة سبل يمكن أن تكشف التأثير البيئي الخفي للتقنيات الرقمية على المستخدمين والمواطنين. ويتوخى الفريق الناشط في الحلقة أن يتحرى حجم الاستهلاك الجاري على قواعد المعلومات، علاوة على استهلاك مصادر الطاقة، من خلال عروض تشغيل الفيديو، ورفعها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
التأثير البيئي للتقنيات الرقمية
وسيلتان من الوسائل المتبعة تزيح الستار عن التأثيرات غير المرئية لاستخدامات المستهلك للأنترنت. أما الوسيلة الثالثة فتتيح للمستخدم تقليل تأثير الانتاج عبر "الأونلاين" المتأتي من عن اعادة نشر الفيديوهات من خلال مستهلكين محترفين أو هواة.
التأثير البيئي للتقنيات الرقمية بات يعرف اليوم بأنه تأثير غير مستدام، لكن أصبح له تأثير متنامي. استهلاك الطاقة عبر التقنيات الرقمية يتصاعد سنويا بمعدل 9%. استخدام التقنيات الرقمية، يسبب 55% من استهلاك الطاقة، مقارنة ب 45% من الاستهلاك الحاصل لدى انتاج المعدات الرقمية.
عمليا نحن نعيش في عالم، تنتج فيها الفيديوهات المنشورة أون لاين فحسب 60% من تداول المعلومات، وتنتج بذلك نحو 300 مليون طن من ثاني أوكسيد الكاربون سنوياً.
تغيير مجتمعي مطلوب
من جهة التغير المناخي، لا يتعلق الأمر بأن تكون "مع" أو "ضد" استخدام أو اعادة نشر الفيديوهات والثقافة الاباحية، العلاج والدواء الهاتفي، نيتفليكس، أو حتى البريد الإلكتروني: التحدي يقع هنا في تجنب تصرف سيؤثر سلباً إلى حد بعيد في مصادر الطاقة ويخلف نتائج بيئية وخيمة. وكل هذا يجعل الوضع خاضعاً لاختيار مجتمعي يتجنب فرض تأثيرات لم نخترها، ولكنها تجري على حسابنا.
م.م/ ع.أ.ج
عصر الثورة الرقمية.. وظائف ستختفي بسبب الروبوت والتكنولوجيا
كشفت الخبيرة الأمريكية في وسائل الإعلام الرقمية أيمي ويب أن التطور في هذه الألفية يفسح المجال أمام الروبوتات للقيام بدور أكبر في حياتنا بشكل بات يهدد وظائف العاملين في بعض المجالات والاستعاضة عنهم بآلات وتقنيات جديدة.
صورة من: DW/M. Rohwer-Kahlmann
المحصلون الماليون
بات الأشخاص الذين يتولون تحصيل الأجور والأموال في المتاجر على سبيل المثال مهددين بفقد وظائفهم، إذ توقعت الدراسة أن تحل التكنولوجيا المتقدمة محلهم في أداء هذه المهمة.
صورة من: picture alliance/dpa/O. Berg
المسوقون
تتوقع الخبيرة الأمريكية أن يزداد دور التقنيات المستقبلية المستخدمة في الإعلانات في تطوير رسالتها بدقة كبيرة. وأشارت إلى أن التجارب الجديدة كشفت أن هذه التقنيات تدرس سلوك العملاء لتحديد نوع الإعلان الأكثر فاعلية، مضيفة: "هذا أمر يختلف كثيراً عن أي شيء رأيناه من قبل".
صورة من: contrastwerkstatt - Fotolia.com
خدمة العملاء
نقلت الكثير من الشركات الكبرى خدماتها للزبائن إلى دول مثل الهند وغيرها من الدول ذات مستوى الأجور المنخفضة. لكن التقنيات الجديدة مثل التحليلات التنبؤية يمكن تتولى الرد على أسئلة الزبائن مقلصة بذلك عدد الوظائف في هذا المجال.
صورة من: picture-alliance/dpa
عمال المصانع
يجب أن يستعد الكثير من عمال المصانع لفقدان وظائفهم بسبب الروبوتات، التي سيكون عملها وإدامتها أقل تكلفة وأوقات راحتها أقل مقارنة بالبشر، كما تقول ويب. كما يمكنها أن تلبي المهام المطلوبة منها بسرعة أكبر.
صورة من: picture alliance/landov
السماسرة
تقول الخبيرة الأمريكية إن بلوكشين، وهو برنامج كومبيوتر لنظام بيكتون المالي، قادر على معالجة المعاملات تلقائياً بشكل دقيق وموثوق به، ما يؤهله لأخذ مكان الوسطاء في قطاعات البنوك والضمان والتأمين والرهن العقاري. وقد يكون إعلان مؤشر ناسداك عن نيته استخدام بلوكشين خطوة أولى في هذا الطريق.
صورة من: Fotolia/svort
الصحفيون
بعد أن قضى الإنترنت على عدد كبير من الصحف، باتت وظائف العاملين في مهنة المتاعب مهددة هي الأخرى. إذ تقول ويب إن هناك خوارزميات تسمح لمنافذ الأنباء بإنشاء قصص تلقائياً ووضعها على مواقع الويب دون تفاعل بشري. الصحفيون الروبوتات كتبوا بالفعل الكثير من أخبار وكالة أسوشيتد برس، فغالبية التقارير حول الأعمال وأرباح الشركات يتم إنتاجها باستخدام تكنولوجيا التشغيل الآلي.
صورة من: Fotolia/thingamajiggs
المحامون
تعتقد ويب أنه سيكون ممكناً الاستعاضة عن المحامين في بعض المجلات من خلال تطبيقات مستقبلية، فكتابة الوصية أو حتى ربما الطلاق، ستكون من الأمور التي تتولاها هذه البرامج للأشخاص بشكل أسرع وأقل ثمناً بالتأكيد.
صورة من: Fotolia/Garrincha
عمال الهواتف
تراجع انتشار الهواتف الأرضية لصالح الهواتف النقالة آخذ بالاستمرار في ظل تقدم الثورة الرقمية. وهذا يعني الاستغناء عن الفواتير والمشغلين بشكل نهائي مستقبلاً، وهو ما يعني القضاء على الوظائف القائمة على تشغيل الهواتف الأرضية وصيانتها. وتقول ويب: في الألفية الجديدة هناك مجموعة من الوظائف التي لا تحتاج حقا إلى الوجود".