1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإنترنت "سلاح" جديد يزيد حدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

ياسر أبو معيلق٤ يوليو ٢٠١٤

بعد اختطاف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين والانتقام بخطف وقتل شاب فلسطيني، باتت مواقع التواصل الاجتماعي أداة فعالة لإشعال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وسط غياب شبه تام لمعايير الحيادية والاتجاه نحو التحريض العنصري.

Jerusalem Ausschreitungen 04.07.2014
صورة من: picture alliance/abaca

كما كانت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لنشر ثقافة الاحتجاج في العديد من دول العالم، لاسيما الدول العربية التي شهدت ثورات واحتجاجات شعبية أطاحت بأنظمتها الحاكمة، باتت هذه الوسائط تستخدم من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين لدعم مواقفها في الصراع الدائر بالمنطقة.

فبعد اختطاف ومقتل ثلاثة إسرائيليين من مستوطنة "غوش عتسيون" بالقرب من مدينة الخليل في الضفة الغربية، وما تلاها من حملات عسكرية إسرائيلية واعتقالات واسعة ومواجهات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 11 فلسطينياً، وانتهاءً بخطف ومقتل الشاب محمد أبو خضير، البالغ من العمر 16 عاماً، من مخيم شعفاط بالقدس الشرقية المحتلة انتقاماً، انبثقت في مواقع التواصل الاجتماعي أمثال "فيسبوك" و"تويتر" عدة حملات لصالح طرفي الصراع.

"أعيدوا أولادنا" مقابل "ثلاث_شلاليط"

فبعد فترة وجيزة من اختفاء ثلاثة إسرائيليين بالقرب من مدينة الخليل في الأسبوع الأخير من يونيو/ حزيران الماضي، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة لإسرائيل عبارة واسمة (هاشتاغ) بعنوان #BringBackOurBoys (أعيدوا أولادنا)، في دعوة إلى الإفراج عن عن الإسرائيليين الذي كان يعتقد أنهم قد خطفوا.

استخدم الناشطون الإسرائيليون والفلسطينيون العبارة الواسمة "BringBackOurBoys" للفت الانتباه إلى قضاياهمصورة من: picture-alliance/dpa

لكن ما لبث أن قام ناشطون فلسطينيون على الإنترنت باستخدام نفس العبارة للإشارة إلى المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، الذين كان عدد منهم (وما يزال) يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، وهي سياسة تتبعها إسرائيل لحبس الفلسطينيين دون تهمة أو محاكمة لفترات طويلة قد تمتد لعدة سنوات.

وبعد أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية رسمياً عن اتهامها لحركة حماس بالوقوف وراء اختطاف الإسرائيليين الثلاثة، وأتبعتها بتنفيذ سلسلة من الهجمات في قطاع غزة استهدفت مواقع تابعة للحركة هناك، إضافة إلى حملة عسكرية في الضفة الغربية هي الأكبر من نوعها منذ عام 2005 للبحث عن المفقودين، أدت إلى مقتل 11 فلسطينياً واعتقال المئات، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية عبارة واسمة بعنوان "#ثلاث_شلاليط"، والتي تعني ثلاث ركلات إلى المؤخرة بالعامية الفلسطينية، وفي نفس الوقت تشير إلى جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الذي اختطفته حركة حماس منتصف عام 2006 وأفرجت عنه بموجب صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول 2011.

"الشعب يريد الانتقام"

وبعد 19 يوماً من التراشق بين إسرائيليين وفلسطينيين على ساحات مواقع التواصل الاجتماعي، عثر جنود إسرائيليون على جثث الشباب المفقودين بالقرب من مدينة حلحول بالضفة الغربية، ما أثار عاصفة من دعوات الانتقام لدى الإسرائيليين، لاسيما في أوساط اليمين المتطرف الداعم للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وانتشرت على مواقع "فيسبوك" و"تويتر" صفحات وتغريدات تدعو إلى الانتقام لمقتل الشبان الثلاثة من خلال قتل فلسطينيين، إذ حصدت صفحة على "فيسبوك" تحمل عنوان "شعب إسرائيل يريد الانتقام" آلاف المعجبين، ممن نشروا صوراً وهم يحملون أوراقاً كتبت عليها شعارات عنصرية بحق الفلسطينيين والعرب، بين من يطلب الانتقام بقتل "العرب" ومن كتب "صدق كاهانا"، في إشارة إلى الحاخام مائير كاهانا، عضو الكنيست السابق الذي كان قد دعا إلى طرد كل العرب من إسرائيل والأراضي الفلسطينية وإنشاء "دولة إسرائيل الكبرى".

انتقلت الاحتجاجات من الإنترنت إلى الواقع (أرشيف)صورة من: picture-alliance/dpa

كما قام جنود إسرائيليون بنشر صور لأنفسهم بأسلحتهم وزيهم العسكري وقد كتبوا على ظهورهم أو على ورقة كلمة "انتقام" بالعبرية، الأمر الذي أثار زوبعة من الانتقادات الدولية، هددت على إثرها وزارة الدفاع الإسرائيلية من يشاركون في هذه الحملة من الجنود بالتعرض للمساءلة القانونية.

من الفضاء الافتراضي إلى الواقع

وبعد يوم من العثور على جثث الشبان الإسرائيليين الثلاثة، هزّ خبر اختطاف وقتل الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير قرب منزله في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين الرأي العام المحلي والعالمي، لاسيما بعد العثور على جثته متفحمة وعليها آثار تعذيب واضحة.

لم يتوان الفلسطينيون عن اتهام مستوطنين متطرفين بخطف أبو خضير وقتله بهذه الطريقة الوحشية انتقاماً لمقتل الشبان الإسرائيليين، ما أدى إلى عاصفة على مواقع التواصل الاجتماعي تبعتها مواجهات على الأرض في أرجاء الضفة الغربية والقدس الشرقية.

من ناحية أخرى، خرج عدد كبير من الإسرائيليين في مسيرات وثقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، هاجمت محالاً يملكها فلسطينيون في مدينة القدس، بالإضافة إلى الاعتداء على عدد من الفلسطينيين المقيمين داخل إسرائيل، وسط هتافات تطالب بترحيلهم أو قتلهم.

وما تزال هذه المعركة الإلكترونية مستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة في ظل انتشار الهواتف الذكية وتغطية شبكة الإنترنت للهواتف النقالة لدى الطرفين، ووصول الأخبار إلى شبكات التواصل الاجتماعي قبل تغطيتها من قبل وسائل الإعلام، ما يطرح تساؤلاً هاماً حول مدى مصداقية الصور والأخبار ومقاطع الفيديو المحملة، لاسيما في ظل انعدام شبه كامل للحيادية في هذا النوع من صحافة المواطن.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW