سوريا: مفاوضات جنيف تستأنف في العاشر من أيار المقبل
٢٧ أبريل ٢٠١٦
فيما يتمسك الائتلاف السوري بمفاوضات جنيف ووجوب أن تتركز حول الانتقال السياسي في البلاد، تحدثت أنباء روسية عن استئناف محادثات جنيف في العاشر من مايو/ أيار المقبل.
إعلان
تمسك الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بمفاوضات جنيف ووجوب أن تتركز حول الانتقال السياسي في البلاد، مع التركيز على الملفات الإنسانية الواردة في القرارات الأممية. وقال أنس العبدة، رئيس الائتلاف، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الأربعاء(27 نيسان/ابريل):"إذا كان لدى المجتمع الدولي إرادة حقيقية لتنفيذ الانتقال السياسي فهو ممكن عبر هيئة حكم انتقالي".
واعتبر العبدة، فرض بشار الأسد وجعله جزءا من المرحلة الانتقالية "محاولة لإفشال مفاوضات جنيف"، مشيرا إلى أن ما يحدث في الوقت الراهن هو تسويف ومماطلة للحل السياسي في سورية. وتابع العبدة: "النظام السوري ليس لديه إرادة فيما يتعلق باستحقاقات الحل السياسي، ومصمم على تعطيل إحلال الحل السياسي، والاستمرار في الحل العسكري عبر المساعدة الروسية الإيرانية".
وأكد العبدة أن "المجازر التي ارتكبها النظام في ريف حلب أو إدلب أو ريف دمشق، مؤشر على أن النظام يدفن هذه الهدنة". وعن تقديم المبعوث الأممي لسورية وثيقة للانتقال السياسي، ذكر العبدة أن "الهدف الأساسي من وجود المعارضة في جنيف هو المفاوضات حول الانتقال السياسي، الذي هو لب وعصب العملية السياسية"، مشيرا إلى أن "المعارضة قدمت وجهة نظرها حيال الانتقال السياسي، إلا أن رؤية النظام السوري للانتقال السياسي أبعد ما تكون عن ذلك، فهو يريد البقاء على شكله الحالي، ويتحدث عن حكومة وحدة وطنية".
في سياق متصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله اليوم الأربعاء إن محادثات السلام السورية ستستأنف في جنيف في العاشر من مايو/ أيار. وقالت الوكالة إن بوغدانوف أشار إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا هو الذي أعلن ذلك. وكانت الحكومة السورية قد قالت أمس الثلاثاء إنها عقدت جلسة محادثات أخيرة مع دي ميستورا "مفيدة ومثمرة".
من جانبه، قال جورج صبرا من الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية اليوم الأربعاء إن الأمم المتحدة يرجع إليها تحديد متى تستأنف محادثات السلام، وذلك ردا على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي الذي حد موعد العاشر من أيار/مايو المقبل لاستئناف المفاوضات. وأضاف صبرا أن المعارضة لن تشارك في المحادثات إلى أن تنفذ مطالبها.
وأضاف صبرا لرويترز "ما لم يتم إجراءات حقيقية على الأرض وفي الداخل السوري سيبقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات معلقا اشتراكه بالمفاوضات."
ع.ش/ ح.ح (د ب أ، رويترز)
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.