الاتجار بالأبوة ـ ألمان يتظاهرون بتبني أبناء طالبات لجوء
٨ يونيو ٢٠١٧
المسألة تدور حول حق إقامة طالبات لجوء في ألمانيا وتحقيق الربح المادي، إذ يبدو أن عددا كبيرا من الرجال الألمان تظاهروا بالاعتراف بأبوتهم لتبني أطفال طالبات لجوء. وقد أصدرت السلطات قانونا جديدا للحد من هذه التجاوزات.
إعلان
الوضع القانوني واضح في ألمانيا ويفيد أن الطفل يكون حاملا للجنسية الألمانية عندما يكون الأب أو الأم أو كلاهما يحملان جواز سفر ألماني. والقانون يعرف الأم بالمرأة التي تنجب ذلك الطفل في حين أنه يصعب تحديد الأب. فحسب القانون ليس الأب البيولوجي دوما هو أب الطفل المولود. فالأب هو أيضا ذلك الرجل الذي يكون في علاقة زواج مع الأم في لحظة ولادتها الطفل. كما أن الأب هو من يعترف بالأبوة بغض النظر عما إذا كان الأب الحقيقي أم لا. وبهذا يصبح لنا أب "اجتماعي" يتحمل أمام القانون جميع الحقوق والواجبات.
الغش بآباء زائفين
ويوجد على ما يبدو في برلين مئات الحالات من رجال تظاهروا بتبني أطفال للحصول على مقابل مالي من طرف طالبات لجوء. ومن خلال الاعتراف بالأبوة أكانت حقيقية أم زائفة، فإن طفل طالبة اللجوء يحصل على الجنسية الألمانية وأمه تحصل بصفة تلقائية على حق الإقامة في ألمانيا.
ويؤكد القانون أن الهدف المنشود هو إقامة علاقة اجتماعية عائلية بين الطفل والأب المعترف به وأن يكون الأب المعترف مستعدا لتحمل المسؤولية كاملة. هذا ما يوصي به القانون الذي وافق عليه مجلس الشيوخ الألماني الأسبوع المنصرم. ويقول القانون إنه في حال الاعتراف بالأبوة فقط من أجل غرض الحصول على حق الإقامة، فإن ذلك يبقى غير قانوني.
ويشير المحامي ميشاييل هايم إلى أن "حق الأم في البقاء مع ابنها في ألمانيا ليس له علاقة بحقها في طلب اللجوء السياسي. فحق الإقامة منفصل عن اللجوء، ولا يوجد لجوء مؤقت".
العواقب
والعواقب واضحة في القانون: فإذا اكتشفت إدارة شؤون الأجانب أن رجلا تظاهر فقط بتبني الطفل، فإنها لا تصدر شهادة أبوة، وبالتالي فإن الطفل ليس له أب ألماني وليس له الحق في نيل الجنسية الألمانية. والأم التي تبحث عن اللجوء لا تحصل على حق الإقامة. كما أن الأم والرجل الذي تظاهر بالأبوة يعرضان نفسهما لمتابعة قانونية بتهمة تزوير شهادة أو خرق قانون الأجانب.
وتحدث مارتن شتيلتنير من النيابة العامة في برلين عن عدد متزايد لحالات إساءة الاستغلال في الشهور الماضية. وقال في تصريح لإذاعة محلية بأنه يوجد رجال اعترفوا بالأبوة في عدة حالات.
وإذا كان الرجل الذي تبنى الطفل يعيش من الدعم المادي الذي تقدمه الدولة للمعوزين، فإن الدولة تتحمل إعالة الطفل. وما يغفله الآباء الزائفون في غالب الأحيان هو أنهم يبقون مجبرين أمام القانون على دفع النفقة مثل الآباء العاديين. وفي حال استئنافهم العمل وعدم تلقي الرعاية من الدولة، فإنهم يدفعون لسنوات طويلة إعالة الطفل وهذا قد يتجاوز بكثير المقابل المالي الذي تلقوه من أجل التوقيع للاعتراف الزائف بالطفل المولود.
ومن أجل أن تتعرف إدارة شؤون الأجانب على حقيقة الأبوة تكون في حاجة إلى إفادات تكشف عن حقيقتها. وقد يكون ذلك من طرف الموثق الذي يعترف أمامه الرجل رسميا بتبني طفل ما. وهذا ليس أمرا سهلا. وهناك خبراء معنيون بالموضوع ينتقدون محاولة تحويل الموثق إلى ذراع طولى لإدارة شؤون الأجانب، لأن ذلك يخرق واجب التكتم لدى الموثق ويضر بعلاقة الثقة مع المعنيين.
وقد صادق البرلمان الألماني على القانون الجديد، ووافق عليه مجلس الشيوخ. وفور توقيع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير على القانون، فإنه سيدخل حيز التنفيذ لمنع محاولات الاختلاس والغش.
كونستانتين كلاين/ م.أ.م
تجربة فريدة..تعليم اللاجئين الألمانية في الشارع
ليس من السهل تعلم لغة جديدة. لمعرفة الصعوبات التي يمر بها اللاجئون انضم فريق من تلفزيون الـ "DW" إلى فصل دراسي مُخَصص لطالبي اللجوء. ويجمع هذا الفصل بين تدريس اللغة نظريا وتطبيقا والإطلاع على جوانب الحياة في ألمانيا.
صورة من: DW/M. Hallam
لعل تعلم لغة جديدة والتمكن من أبجديتها يشكلان تحديات أمام طالبي اللجوء لأن أكثرهم بحاجة للمساعدة وبخاصة في المراحل الأولى من وصولهم إلى ألمانيا. إحدى الوسائل المساعدة المتبعة في إحدى المدارس تتمثل في التوجه إلى الشارع سعياً لتعلم اللغة عن طريق الحديث مع الناس.
صورة من: DW/M. Hallam
تهدف الدورات اللغوية الجديدة التي تقيمها مدرسة "ACB" إلى مساعدة القادمين الجدد على الاندماج بالمجتمع الألماني. تُرسل المدرسة طلابها في مهمات للبحث والاستقصاء في محاولة لدفعهم إلى التواصل مع الغرباء باستخدام اللغة الألمانية. المهمة الأولى: "عليهم أن يذهبوا إلى الأسواق والعثور على هذا الكشك ومعرفة أنواع الخضروات والفواكه التي تُباع في الكشك ".
صورة من: DW/M. Hallam
هل تعرف معنى الأناناس باللغة الألمانية؟ لاعذر لمن يجيدون الفرنسية أو الإيطالية، إذا كانت إجاباتهم خاطئة، إلا أن الطلاب الذين يتحدث أغلبيتهم اللغة العربية سيواجهون صعوبة أكثر. ولحسن الحظ فإن أعضاء فريق تلفزيون الـ "DW" كانوا حريصين على تحفيز المشاركين من خلال تسجيل نقاط إضافية للإجابات الصحيحة.
صورة من: DW/M. Hallam
تم تشجيع الطلاب على ترك هواتفهم ومحاولة سؤال الألمان وطلب مساعدتهم لمعرفة الوجهة المُرادة، وكان العثور على أحد المارة الذي يُتقن اللغتين العربية والألمانية من الأمور التي ساعدتهم إلى حد كبير. بسام (الذي يحمل الورقة بيده) أدلى بدلوه أيضا ونطق بعدة جُمَلٍ لم يُفْهَم معناها.
صورة من: DW/M. Hallam
يعتبر مكان ولادة "لودفيغ فان بيتهوفن"من أشهر الأماكن في مدينة "بون" وهو يقع بالقرب من السوق وسط المدينة، وقد تحول المنزل إلى ما يُشبه المتحف الصغير. رضوان وإبنه علي هما بالأصل من مدينة "حلب" ويعملان على إنجاز مهمتهما. تمكنا من العثور على التاريخ السحري لميلاد "بيتهوفن" وهو عام 1770.
صورة من: DW/M. Hallam
كانت نقاط المكافأة تُمْنَح للمجموعات الأسرع بإنجاز عملية البحث وقد أبقى المتنافسون عيونهم على الساعة لمعرفة زمن البحث. إستغرقت عملية البحث قرابة الساعتين قاموا خلالهما بزيارة أماكن يمكن أن يعاودوا زيارتها ثانية. ومن بين الأمور التي طُلِبَ منهم عملها معرفة وتدوين أوقات دوام مكتب رعاية الأجانب.
صورة من: DW/M. Hallam
"إنطلقوا إلى ساحة "فريدينزبلاتس"، تُشير التعليمات للفريق بأن يتوجه إلى ساحة رئيسية أخرى وسط مدينة "بون". ماهي المحطة الأخيرة للحافلة رقم "608"، ومتى ستصل الحافلة التالية؟ تتوقف الحافلة رقم "608" على مقربة من بناء "باولوس هايم" في مدينة "بون" وقد كان البناء سابقا مخصصاً للمسنين، غير أنه تحول الآن ليصبح مكاناً لإقامة اللاجئين.
صورة من: DW/M. Hallam
المحطة التالية هي مكتبة المدينة،حيث بإمكان الطلاب العثورعلى كتب باللغات العربية والفارسية والكردية كما بإمكانهم الإستفسار عن الإجراءات المطلوبة لإستعارة الكتب. وعند الدخول إلى المكتبة لفت إنتباه مراسلنا وجود مدرس الفصل الذي كان يمضي استراحته مع الطلاب، حيث كان أحد المشاركين يستعرض بفخر صور الفصل الدراسي الذي إلتقطها مؤخراً.
صورة من: DW/M. Hallam
عند إقتراب نهاية المهمة التي كُلِف بها الطلاب طُلِبَ منهم أن يجلسوا في مكان ما لتعبئة البطاقات البريدية. ذهبوا إلى مكتب البريد الرئيسي واشتروا طوابع بريدية وأرسلوا رسائل، وإحتفظوا بإيصالات شراء طوابع البريد. تم حل معضلة وسيلة أخرى من وسائل التواصل، غير أن إختيار الطابع المناسب للوجهة المحددة بقي تحدياً للمشاركين.
صورة من: DW/M. Hallam
كان هذا الدرس أطول من المعتاد- فبعض الفرق تحتاج إلى وقت أكثر من غيرها، أما من إستطاع أن يُنهي التحدي بوقت أقصر فهناك لعبة تخمين الكلمات بإنتظاره: حيث رسم شكلاً ما على اللوح وطُلبَ منهم كتابة الإسم المناسب لذلك الشكل "طبعاً الكلمات يجب أن تُكتب باللغة الألمانية". أظهرت هذه اللعبة فروقات لابأس بها بين قدرات الطلاب: فبعضهم لم يتمكن من المساهمة والبعض الآخر تمكن من تحديد الصيغة الصحيحة للأسماء.
صورة من: DW/M. Hallam
خصصت "آليف إريسوف رينكي" المُدرِسة في معهد ACB لتعليم اللغة الألمانية جوائز للفرق التي تُسجل أفضل النتائج في المهمة التي تهدف لتقصي الحقائق في وسط مدينة بون وضواحيها. لم يتمكن فريقنا من الحصول على إحدى المراتب الثلاث الأولى ولربما يكون ذلك بسبب المراسل الذي طُلِبَ منه أن يمتنع عن تقديم المساعدة للمشاركين.
صورة من: DW/M. Hallam
مفاجأة توجت نهاية اليوم: الجائزة من نصيب الطالب رضوان، رضوان هو أكبر المتنافسين سناً وقد تمكن من الفوز بالتحدي. الطالب رضوان كان يبتسم طوال فترة إجراء التمرين. كان الجميع يهتفون "صورة، صورة"، نيابة عن تلفزيون الـ "DW"وبعد أن أنجزنا مهمتنا طلبنا الإذن للمغادرة.