الاتحاد الأوروبي: ارتفاع حاد في وصول المهاجرين عبر تركيا
٥ أكتوبر ٢٠١٩
ارتفع بقوة عدد المهاجرين، الذين يصلون لأوروبا، عبر تركيا. وفي الوقت نفسه، تجري إعادة الأشخاص إلى تركيا بشكل بطئ جدا، علاوة على أن عدد هؤلاء أقل من أي وقت مضى منذ تنفيذ اتفاقية الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/abaca/D. Guzel
إعلان
وصل أكثر من 46 ألف مهاجر (حوالي 46500 مهاجر) من تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي في الفترة من يناير/ كانون الأول إلى سبتمبر/ أيلول 2019، وفقًا لتقرير داخلي للاتحاد الأوروبي. ويمثل هذا العدد زيادة بنسبة 23 في المئة عن نفس الفترة من العام السابق (2018)، الذي وصل فيه نحو (37900) مهاجر الأراضي الأوروبية، قادمين من تركيا، وفقا لصحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية في عددها الذي سيصدر غدا الأحد (6 أكتوبر/ تشرين الأول)، نقلا عن تقرير الاتحاد الأوروبي.
ومعظم هؤلاء المهاجرين من الأفغان، يليهم السوريون ثم العراقيون. وقال التقرير إن عدد الأفغان من إيران، حيث كانوا يعيشون في السابق، في ازدياد. وطبقا للتقرير وصل أكثر من 3700 شخص إلى الجزر اليونانية في الأسبوع بين 23 و 29 سبتمبر وحده، وهو أعلى عدد من الوافدين إلى البلد الواقع بجنوب أوروبا منذ بدء سريان الاتفاقية الأوروبية التركية بخصوص اللاجئين، في ربيع عام 2016.
كما يشير التقرير إلى أن المفوضية الأوروبية تنقل توقعات وزارة الهجرة اليونانية بأنه من المنتظر أن يفد إلى البلاد عبر تركيا بحلول نهاية العام 25 ألف مهاجر آخرين.
وتنتقد المفوضية الأوروبية بوضوح أنه على الرغم من العدد القياسي للوافدين إلى اليونان من تركيا، فقد تم في الوقت نفسه إعادة 102 شخص فقط إلى تركيا بموجب الاتفاقية الأوروبية التركية. وما تزال إعادة المهاجرين من اليونان إلى تركيا "تسير بشكل بطيء جدا".
مهاجرون سوريون على الحدود التركية مع اليونانصورة من: Reuters/A. Konstantinidis
وينص اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على أن تعيد اليونان المهاجرين القادمين بشكل غير قانوني إلى تركيا. وفي المقابل يستقبل الاتحاد الأوروبي اللاجئين السوريين من تركيا ويدعم مالياً منظمات الإغاثة التي ترعى اللاجئين في تركيا. وتوجب الاتفاقية على أنقرة أيضًا القيام بمراقبة قوية للحدود مع الاتحاد الأوروبي.
ص.ش/ح.ع.ح (ك ن ا، ي ب د)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.