1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاتحاد الأوروبي "رسول سلام" في مهمة صعبة

تستمر جهود السلام الأوروبية لحل الصراع الفلسطينيي الاسرائيلي. جان اسلبورن وزير خارجية لوكسبورغ يكشف في مقابلة مع موقد دويتشه فيلله عن مهام جديدة للديبلوماسية الاوروبية.

جان اسلبورن وزير خارجية لوكسبورغصورة من: AP

الولايات المتحدة الأمريكية هي العنوان الذي تلجأ إليه الأطراف المتنازعة لحل المشاكل المعقدة، وذلك بفضل نفوذها كقوة عظمى لا منافس لها. وقد نجحت فعلاً في تقريب حلول صراعات عديدة لعل أخرها دورها في إبرام اتفاقية السلام السودانية. غير أن التدخل الأمريكي لا يضمن الحل دائماً، فهناك مواقف تتصلب فيها السياسة الأمريكية وتنتهج نهجاً غير مقبول من جميع الأطراف، على سبيل المثال أزمة الملف النووي الإيراني. عندئذ تظهر أهمية الدبلوماسية الأوروبية القائمة على المرونة وضبط النفس. فعندما تتعقد الأمور يعمل الأوروبيون على تقريب وجهات النظر بين الأطراف، محاولين تقليل حجم الخلاف مع الولايات المتحدة. ولعل المثال الأوضح الذي يبرز الاختلافات بين الدبلوماسية الأوروبية والأمريكية هو القضية الفلسطينية.

زيارة ودعم

جان اسلبورن وزير خارجية لوكسبورغ مع رئيس وزراء البلاد والرئيس الفرنسي جاك شيراكصورة من: AP

بعد زيارة خافير سولانا مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بداية الشهر الحالي (يناير/كانون ثاني) إلى المنطقة، يصل اليوم إلى المنطقة جان اسلبورن وزير خارجية لوكسمبورج الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي لهذه الدورة. وبالرغم من أجواء العنف التي تخيم على المنطقة أثناء زيارته، فقد أفاد اسلبورن في مقابلة مع موقع دويتشه فيلله بأنه لم يفقد الأمل في الوصول إلى اتفاق سلام رغم موجة العنف الأخيرة. وصرح بأنه يجب دعم أبو مازن ومساندته في مهمته الصعبة، فالرئيس الفلسطيني المنتخب أثبت أنه يرفض العنف، ويعتمد سياسة الحوار والتفاوض، ويسعى جاهداً لتحجيم الفصائل المسلحة الفلسطينية. وأعرب اسلبورن عن أمله في سرعة إطفاء شرارة العنف التي اندلعت مؤخراً.

وقد واظب السياسيون الأوروبيون على زياراتهم الدورية بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل حتى في الأوقات العصيبة، وذلك بهدف تحريك عملية السلام بين الطرفين. ولا يتوقف السعي الأوروبي للوصول إلى السلام على الصعيد السياسي فحسب، لكنه يتعداه إلى المجال الاقتصادي أيضاً، فمنذ عشرة سنوات والاتحاد الأوروبي يحاول دعم عملية السلام عن طريق تقديم منح ومعونات تهدف إلى تكوين بنية فلسطينية تحتية قادرة على العيش. فالأموال التي منحها الاتحاد الأوروبي إلى السلطة الوطنية الفلسطينية بين عامي 2002 و 2003 تقدر بقرابة نصف المليار يورو، وذلك للمساهمة في قطاعات مساعدة اللاجئين والتعليم ومعاهد البحث العلمي. وبهذا يعد الإتحاد الأوروبي أكبر مانح تعتمد عليه الميزانية الفلسطينية.

اعتراضات إسرائيلية

تنطوي مهمة السلام التي يريد الإتحاد الأوروبي إنجازها على تعقيدات كثيرة، لعل أبرزها الموقف الإسرائيلي السلبي من المبادرات الأوروبية. ففي أواخر العام الماضي حذر ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي أوروبا من التدخل في مسار عملية السلام في الشرق الأوسط، متهماً إياها بالانحياز إلى الجانب الفلسطيني. وذلك بسبب المواقف الأوروبية المخالفة للتصورات الإسرائيلية، فالاتحاد الأوروبي لا يعترف بشرعية المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية ويفرض جمارك إضافية على المنتجات المستوردة منها. كذلك يعتمد التصور الأوروبي لحل القضية الفلسطينية على قرارات الشرعية الدولية، على العكس من التصور الأمريكي القائم على إضفاء الشرعية على الوضع الحالي. لذلك فتفضل إسرائيل أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي اللاعب الوحيد في عملية السلام. من ناحيته يرفض الاتحاد الأوروبي فكرة كونه في منافسة سياسية مع أمريكا في هذا الصدد، ويقول أن التأثير الأمريكي القوي على إسرائيل يوازيه تأثير أوروبا على الفلسطينيين، لذلك ينبغي تضافر الجهود وتفعيل اللجنة الرباعية لقطع خطوات أكبر في طريق تحقيق السلام.

من له الكلمة العليا في الشرق الأوسط؟

اعمال البناء في مستوطنة اسرائيلية جديدةصورة من: DPA

"لا شئ سيتحقق بدون عودة أمريكا للمساهمة الفعالة في دفع عملية السلام، وإنهاء فترة انقطاعها عن الاهتمام بهذا الصراع. وعلى أمريكا أن تدرك أن حجر الزاوية في الحرب على الإرهاب هو النجاح في إقامة علاقات جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين." وذلك على حد قول اسلبورن الذي أكد على الدور الأمريكي قبل زيارته إلى المنطقة. فلا تزال أمريكا تمتلك مفاتيح اللعبة، ولقد أظهرت الأعوام الماضية التأثير السلبي لابتعاد السياسة الأمريكية عن القضية الفلسطينية. فلقد اتخذت الإدارة الأمريكية الحالية قرارا بعدم التعامل مع الإدارة الفلسطينية السابقة برئاسة عرفات، وجمدت معظم الإتصالات بهذا الصدد، متبنيةًَ في ذلك الموقف الإسرائيلي الداعي إلى اعتبار أن السلطة الفلسطينية تؤيد الإرهاب. مما أدى إلى إطلاق يد الإدارة الإسرائيلية في العمل العسكري، باعتباره جزءاً من الحرب على الإرهاب، وتدمير البنية التحتية الفلسطينية، فرجعت القضية الفلسطينية سنوات إلى الوراء.

يأمل اسلبورن من لقاءه بالقيادة الفلسطينية والإسرائيلية بإقناع الطرفين ببذل جهود أكبر، والتخلص من حالة عدم الثقة التي يعانيان منها. فهو سيحث الإسرائيليين على دعم الرئيس الفلسطيني الجديد والإفادة حقاً من فرصة السلام الحالية. كما سيدعو الفلسطينيين لبذل كافة الجهود للقضاء على كافة أشكال العنف.

هيثم الورداني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW