الاتحاد الأوروبي وتركيا: لا تقارب في مفاوضات العضوية
٢٥ يوليو ٢٠١٧
أخفق اجتماع بين الاتحاد الأوروبي ومسؤولين أتراك في نزع فتيل التوترات بين الجانبين. ففي حين دعت تركيا لحدوث تقدم في محادثات العضوية، أصر الاتحاد على معالجة ما وصفه بـ "تدهور" سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان في تركيا.
إعلان
وجه الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء (25 تموز/ يوليو 2017) أقوى انتقاد علني حتى الآن للحملة الأمنية التي تشنها تركيا منذ محاولة الانقلاب العام الماضي. وعقب اجتماع مع مسؤولين تركيين قال المفوض الأوروبي المشرف على محادثات العضوية يوهانس هان إنه يحتاج أن يرى "عودة" عن ما وصفها بـ "السلطوية".
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جيليك ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد فيديريكا موغيريني "حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات الأساسية، بما في ذلك حرية الإعلام، كلها شروط أساسية إلزامية لإحراز أي تقدم نحو الانضمام للاتحاد الأوروبي".
وعلى الرغم من أن موغيريني وصفت الاجتماع بأنه كان بناء ومفتوحا فإنها وجهت انتقادات شديدة لتركيا. وقالت المسؤولة الأوروبية: "شهدنا نمطا مقلقا من السجن لعدد كبير من أعضاء المعارضة الديمقراطية والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في تركيا". وأضافت "كما فعلنا دائما في الماضي، شددنا على أن تعاوننا وحوارنا يحتاجان إلى مواصلة خطوات ملموسة وإيجابية في مجالات سيادة القانون والحريات الأساسية".
أبرز الإجراءات الألمانية الجديدة ضد تركيا
01:04
ورد جاويش أوغلو على انتقادات موغيريني وهان لمحاكمة صحفيين كبار واعتقال عشرة نشطاء في مجال حقوق الإنسان قائلا إنه ينبغي ألا يضلل من وصفهم بـ "مدعي الصحافة الذين يساعدون الإرهابيين" الاتحاد الأوروبي. وأضاف "هناك صحفيون وجنود وساسة ساعدوا في محاولة الانقلاب العام الماضي. يجب أن يواجهوا الأحكام الواجبة".
وأٌقر جاويش أوغلو بوجود "خلافات في الرأي حول بعض القضايا" بين الاتحاد الاوروبي وتركيا. وأضاف "بالطبع، في علاقاتنا، لدينا بعض التحديات، لدينا بعض المشاكل - من أجل التغلب على هذه المشاكل، نحن بحاجة الى مواصلة حوارنا".
وجاء الاجتماع في ظل تجمد محادثات الانضمام بين تركيا والاتحاد فعليا في أعقاب محاولة انقلاب في تركيا العام الماضي، حيث أدان الاتحاد الأوروبي رد فعل الحكومة التركية تجاه المحاولة. كما يأتي عقب أزمة حادة بين ألمانيا، العضو الفاعل في الاتحاد، وتركيا بسبب اعتقال الأخيرة لناشطين بينهم ألمان.
أ.ح (د ب أ، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)