عقوبات ودعم بالسلاح- الرد الأوروبي على "تعبئة" بوتين
٢٢ سبتمبر ٢٠٢٢
بعد ساعات من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أول تعبئة منذ الحرب العالمية الثانية، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشكل استثنائي في نيويورك واتفقوا على نقاط من بينها مواصلة دعم أوكرانيا بالمزيد من السلاح.
إعلان
قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن وزراء التكتل اتفقوا على المضي قدما في فرض عقوبات جديدة تستهدف روسيا في اجتماع غير رسمي يوم الأربعاء (21 أيلول/سبتمبر 2022)، بعد ساعات من إصدار الرئيس فلاديمير بوتين الأمر بأول تعبئة في وقت الحرب منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي حديثه إلى الصحفيين في نيويورك، قال بوريل إن دول التكتل السبع والعشرين اتخذت قرارا سياسيا بتطبيق إجراءات جديدة تتعلق بقطاعات وأفراد. كما اتفق الوزراء على مواصلة مد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة.
وقال بوريل في ختام الاجتماع الاستثنائي غير الرسمي والذي عقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتّحدة "سنستمر في زيادة مساعدتنا العسكرية والبحث في فرض إجراءات تقييدية جديدة" ضدّ روسيا.
وقبيل الاجتماع قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للصحافيين إن الاجتماع سيناقش خطاب بوتين الذي أعلن فيه استدعاء جنود الاحتياط ملوحا بالتهديد باستخدام الأسلحة النووية.
كما علقت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين على خطاب بوتين الجديد بالقول لشبكة "سي ان ان" "أعتقد أن هذا يستدعي عقوبات من جانبنا مرة أخرى". والأسبوع الماضي، أكدت فون دير لاين أن المجموعات المتتالية من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا وضعت لتبقى، وأنه يجب على الأوروبيين الحفاظ على تصميمهم ضد موسكو.
من جانبه وجه بوريل انتقادات شديدة لتصريحات بوتين، خاصة أن روسيا احتفظت بالحق في "استخدام كل الوسائل المتاحة" لحماية البلاد.
وحذر بوريل من أن "التهديد بالأسلحة النووية خطر حقيقي على العالم بأسره، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك في مواجهة هذا التهديد".وقال بوريل إن بوتين "يحاول ترهيب أوكرانيا وجميع الدول التي تدعمهما، لكنه سيفشل".
من جانبها قالت اليابان إن وزراء خارجية الدول الصناعية السبع الكبرى أكدوا مجددا تعاونهم لدعم أوكرانيا في محاولتها لصد الغزو الروسي.
وخلال اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع في نيويورك على هامش أعمال الدورة السنوية الجارية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
تعهد بمواصلة الدعم العسكري
من جهتها تعهّدت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنّ يواصل بلدها تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا إلى حين انتصارها على روسيا.
وقالت تراس من على منبر المنظمة الدولية إنّه "في هذه اللحظة الحرجة من النزاع، أعد بأنّنا سنواصل، أو نزيد، دعمنا العسكري لأوكرانيا طالما لزم الأمر (...) لن نستكين إلا عندما تنتصر أوكرانيا".
وقالت تراس إنّ قرار بوتين استدعاء جزء من احتياطي جيشه يعكس "الفشل الذريع" الذي منيت به قواته في محاولتها غزو أوكرانيا ويعزّز تصميم الحلفاء الغربيين على دعم كييف للتصدّي لهذا الغزو. وأضافت "بينما أنا أتحدّث، هناك أسلحة بريطانية جديدة تصل إلى أوكرانيا".
وأكّدت زعيمة حزب المحافظين التي تولّت رئاسة الوزراء مؤخراً أنّ بلادها تتعهّد إنفاق ثلاثة في المئة من إجمالي ناتجها المحلّي على موازنة الدفاع بحلول 2030، وهي نسبة أعلى بكثير من الحدّ الأدنى البالغ 2% والمفترض بالدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إنفاقه على الأغراض الدفاعية.
ا.ف/ ع.ج.م (رويترز، أ.ف.ب)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.