انقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول حظر شراء النفط الروسي
٦ مايو ٢٠٢٢
يبحث الاتحاد الأوروبي فرض حظر على خدمات شحن النفط الروسي، على أن يدخل هذا الحظر حيز التنفيذ في غضون ثلاثة أشهر. لكن القرار يواجه برفض شديد من جانب المجر، فيما افتتحت بولندا ودول البلطيق خطّاً جديداً لأنابيب الغاز.
إعلان
يقترح الاتحاد الأوروبي استثناء المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك من خطته الهادفة لحظر واردات النفط الروسي بنهاية العام الحالي، حسبما أفاد مصدر مطلع على المناقشات في إطار توافقات يأمل الأوروبيون التوصل إليها قبيل اتخاذ قرار الحظر.
وأوضح المصدر أن التكتل الأوروبي يقترح أيضاً فرض حظر على خدمات شحن النفط الروسي، على أن يدخل هذا الحظر حيز التنفيذ في غضون ثلاثة أشهر.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء يوم الجمعة (السادس من مايو/ أيار 2022) عن المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، القول إن المجر وسلوفاكيا ستحصلان على استثناء من حظر واردات النفط الروسي حتى 31 كانون أول/ديسمبر 2024، وجمهورية التشيك حتى 30 حزيران/يونيو2024.
وكانت المفوضية الأوروبية قد كشفت الأربعاء عن خطط لفرض حظر تدريجي على واردات النفط الروسي في إطار حزمة عقوبات جديدة ضد موسكو على خلفية غزوها لأوكرانيا. وإذا وافقت الدول الأعضاء على حظر النفط، فسيكون ذلك أقوى تحرك للاتحاد الأوروبي حتى الآن ضد قطاع الطاقة الروسي الذي يساعد الكرملين على تمويل حربه.
على أوروبا "التحرر" من النفط الروسي
وفي حوار أجرته رئيسة المفوضة الأوروبية، أورزولا فون دير لاين مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية، نشر اليوم الجمعة، شددت الأخيرة على ضرورة أن لا تقوم دول الاتحاد الأوروبي بتحرير نفسها من اعتمادها على إمدادات النفط الروسية فحسب، بل واعتمادها على
إمدادات الغاز أيضا.
وأضافت فون دير لاين أن "روسيا لم تعد شريكا موثوقا به... لم يعد بإمكاننا جعل أنفسنا نعتمد على مثل هذا المورّد"، وذلك في إشارة إلى وقف روسيا مؤخرا إمدادات الغاز لبولندا وبلغاريا. كما أوضحت أن الاتحاد الأوروبي حصل مؤخرا على 90% من غازه من
الواردات، ويأتي حوالي 45% منها من روسيا.
يذكر أنه في الأسبوع الماضي، أوقفت شركة غازبروم الروسية عمليات تسليم الغاز إلى بولندا وبلغاريا في إطار سعيها لزرع الانقسام بين الدول الأوروبية. لكن العدد المتزايد من الترابطات بين شبكات الغاز يعني أن الدول الأوروبية أكثر قدرة على منع روسيا من الضغط على دول بعينها. وترى فون دير لاين إلى أنه على الرغم من أن استيراد الغاز السائل يمكنه التقليل من هذا الاعتماد، إلا أن "أفضل إجابة" هي التحول إلى الطاقة
المتجددة، موضحة أن الزيادات في الأسعار في سوق الطاقة ترجع بشكل أساسي إلى الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز والفحم، وقالت: "تكاليف الطاقة المتجددة تنخفض على نحو متواصل منذ سنوات".
ماذا ستفعل روسيا بنفطها بعد حظر الاستيراد؟
04:51
خط جديد لأنابيب الغاز
يذكر أن بولندا ودول البلطيق افتتحت أمس الخميس خطّاً جديداً لأنابيب الغاز يربط شمال شرق الاتحاد الأوروبي ببقية دول التكتّل، في خطوة شديدة الأهمية لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
وسيُمكّن خط الأنابيب البالغ طوله 508 كيلومترات والذي يربط شبكات الغاز في بولندا وليتوانيا من نقل حوالي ملياري متر مكعب من الغاز سنوياً في أي من الاتجاهين. وبفضل الترابطات الموجودة في المنطقة، ستتمكن لاتفيا وإستونيا وكذلك فنلندا من الوصول إلى شبكة خطوط أنابيب الغاز الأوروبية الأوسع.
وتشعر بعض دول شرق الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن وقف واردات النفط الروسي لن يتيح لها الوقت الكافي للتكيف مع الوضع، وذلك رغم الاستثناءات المزعومة.
"قنبلة ذرية على الاقتصاد المجري"
رئيس وزراء جمهورية المجر، فيكتور أوربان المعروف بموقفه الرافض للحظر، علق على ذلك بالقول: "نحن بحاجة إلى خمس سنوات حتى تكتمل هذه العملية برمتها ... الفترة ما بين عام وعام ونصف ليست كافية لأي شيء". وأوضح أن بلاده ستحتاج أيضاً إلى استثمارات ضخمة في المصافي ونظام الشحن للسماح باستيراد النفط من دول غير روسيا. كما هاجم أوربان الاتحاد الأوروبي متهما إياه بتجاوز "خط أحمر" وأعتبر أن قرار الحظر "يمس بالوحدة". ورفض أوربان اقتراح المفوضية الأوروبية الذي وصفه بأنه بمثابة إلقاء "قنبلة ذرية" على الاقتصاد المجري، مضيفاً أن المجر مستعدة للتفاوض إذا رأت اقتراحاً جديداً يتناسب مع مصالحها.
في المقابل، رحب الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا بالتحركات الأوروبية قائلا: "ندشّن اليوم استقلالنا في مجال الطاقة". بينما قال نظيره البولندي أندريه دودا "هذا الرابط ردّ على ابتزاز" روسيا. وقد أبدت بولندا استعدادها للتخلي عن الغاز الروسي بالكامل إذا لزم الأمر. وسبق لدول البلطيق، ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، أن أعلنت نهاية الشهر الماضي وقف وارداتها من الغاز الروسي وعزمها استخدام احتياطياتها.
وتعتمد كل تلك الدول بشكل كبير على واردات الغاز الروسي. وموّل الاتحاد الأوروبي جزءًا كبيراً من تكلفة بناء خط ربط الغاز بين بولندا وليتوانيا البالغة 500 مليون يورو.
ع.ح./و.ب. (أ ف ب، رويترز، د ب ا)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.