الاتحاد الأوروبي يحذر من تداعيات التوتر الإيراني السعودي
٧ نوفمبر ٢٠١٧
دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي إلى "إعادة الهدوء" في الشرق الأوسط منبهة بأن التوتر بين إيران السعودية قد "يؤدي إلى تداعيات خطيرة"، فيما اتهمت الولايات المتحدة ايران بانتهاك القرارات الأممية وتزويد الحوثيين بالصواريخ.
إعلان
قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم الثلاثاء (السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2017) إن التوتر الراهن بين السعودية وإيران "يمكن أن يؤدي إلى تداعيات بالغة الخطورة". وردا على سؤال بهذا الخصوص قالت موغيريني "إن مستوى المواجهة قد يترك تداعيات بالغة الخطورة، ليس فقط على المنطقة بل خارجها أيضا"، ولكنها لم تحمل أية جهة المسؤولية عن التصعيد الجديد.
من جانبها، اتهمت الولايات المتحدة إيران بإمداد الحوثيين في اليمن بالصواريخ. وقالت السفيرة الأمريكية في المنظمة الدولية نيكي هيلي إن المعلومات التي كشفت عنها السعودية أظهرت أن الصاروخ الذي أطلق في تموز/ يوليو إيراني من طراز (قيام) ووصفته بأن "نوع من الأسلحة التي لم تكن موجودة في اليمن قبل الصراع".
وأفادت هيلي بأن الحرس الثوري الإيراني انتهك قرارين لمجلس الأمن بشأن اليمن وإيران بتقديمه الأسلحة للحوثيين. وأضافت أن صاروخا جرى إسقاطه فوق السعودية يوم السبت الماضي "ربما يكون إيراني المنشأ أيضا". وتابعت قائلة "نشجع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين على اتخاذ الإجراء اللازم لتحميل النظام الإيراني المسؤولية عن هذه الانتهاكات".
وكانت وسائل إعلام سعودية قد نقلت عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قوله إن إمداد إيران الفصائل المسلحة في اليمن بالصواريخ "يعد عدوانا عسكريا ومباشرا من جانب النظام الإيراني وقد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة".
ز.أ.ب/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
العلاقات السعودية اليمنية: محطات في تاريخ "جيرة" متوترة
يسجل منحنى العلاقات السعودية اليمنية نقاط ارتفاع وهبوط ، إلا أن التوتر هو العنصر الأبرز في العلاقات بين المملكة الغنية بالنفط وجارتها الفقيرة. محطات تاريخية تلقي الضوء على أبرز نقاط التوتر في العلاقات بين البلدين.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
خلافات رغم الاتفاقيات
23 مادة تمت صياغتها عام 1934 ضمن ما يعرف بـ"معاهدة الطائف"، للتخلص من التوتر بين المملكة السعودية وما كان يعرف وقتها بالمملكة المتوكلية اليمنية وترسم الحدود بشكل واضح بين البلدين. المعاهدة كانت نتيجة مفاوضات وجهود وساطة بهدف وضع نهاية للحرب السعودية اليمنية التي اشتعلت في عشرينات القرن الماضي نتيجة الصراع على السيطرة على بعض المدن.
صورة من: Imago/Kyodo News
خيوط سياسية متشابكة
اعتبرت السعودية على مدار التاريخ لاعبا مهما عندما يتعلق الأمر باليمن حتى وإن لم تكن على صلة مباشرة بالأحداث، فبعد قيام ثورة ضد المملكة المتوكلية اليمنية عام 1962 وانقلاب عبد الله السلال على محمد البدر حميد الدين وإعلان قيام الجمهورية في اليمن، فر الأخير إلى السعودية التي تلقى منها الدعم، في حين تلقى أنصار الجمهورية الدعم من الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر. استمرت الحرب لثمان سنوات.
صورة من: picture-alliance/United Archiv
صالح والسعودية..الصديق العدو!
تباين واضح في الخط البياني للعلاقة بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والجارة السعودية، بدأ بحرب الخليج عام 1990 عندما تدهورت العلاقات بشكل واضح بين الرياض وصنعاء بعد أن أبدى صالح تعاطفه مع نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عقب غزوه الكويت.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أزمات متواصلة
بعد أعوام قليلة تأزمت العلاقات بين الرياض وصنعاء بشكل كبير من جديد، خلال حرب الانفصال اليمنية أو ما يعرف بحرب صيف 1994، عندما وقفت السعودية بجانب "الحزب الاشتراكي اليمني" في عدن والذي أعلن الانفصال خلال الحرب الأهلية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
التنقل بين مقاعد الحلفاء والخصوم
ظهر التقلب الشديد في العلاقات بين صالح والسعودية بوضوح بعد اندلاع الثورة في اليمن عام 2011، ومساندة السعودية لصالح، لكن الوضع انقلب للنقيض عندما قدم صالح الدعم للحوثيين، أحد ألد الأعداء للرياض.
صورة من: ap
الحدود: اتفاقيات قديمة وخلافات حديثة
رغم التوقعات بأن التوقيع على اتفاقية نهائية لترسيم الحدود بين الجارتين عام 2000، سيضفي المزيد من التناغم على العلاقة بين البلدين، إلا أن الاتفاقية تسببت في غضب داخل اليمن واتهامات لصالح بالتنازل عن إقليم عسير مقابل مبلغ ضخم. وفي عام 2012، خرجت حركة حقوقية يمنية لتطالب باستعادة أراضي يمنية تضمها محافظتا نجران وجيزان السعوديتان، مؤكدة أن صالح قد تنازل عنها للسعودية مقابل مبالغ مالية.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
ذروة الخلاف
تسبب "الربيع العربي" في تغيرات كبيرة في خارطة العلاقات السياسية في العالم العربي، وكان من أسباب توتر العلاقات بشكل ملحوظ بين السعودية واليمن، والتي بلغت ذروتها في ربيع 2015 عندما قادت السعودية التدخل العسكري في اليمن. وتشير تقارير دولية إلى سقوط أكثر من 8500 قتيل ونحو 50 ألف جريح منذ بدء التدخل العسكري.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
هل حان وقت إنهاء الأزمة؟
في ظل التدهور الحاد في الأوضاع الانسانية والمعيشية في اليمن الذي يواجه الفقر والكوليرا، والتكلفة الضخمة التي تقع على عاهل السعودية بسبب التدخل العسكري في اليمن، تزيد التوقعات بإمكانية تسوية الأزمة قريباً، لاسيما مع رياح تغيير بدأت تهب في السعودية في الفترة الأخيرة.
صورة من: REUTERS/A. Zeyad
العمالة اليمنية في السعودية: الخاسر الدائم
تدهور الأحوال المعيشية لا يقتصر على اليمنيين في الداخل فحسب، بل إن أوضاع العمالة اليمنية في السعودية تتأثر بشكل كبير بالتطورات السياسية بين البلدين، لاسيما وأن تقديرات يمنية تشير إلى أن السعودية الغنية بالنفط، هي الوجهة الأولى لنحو 80 بالمئة من العمالة اليمنية في الخارج.