بعد بذل مساع على مدى أشهر لمحاولة إيجاد تسوية بصورة طارئة لأزمة الهجرة التي أخلت بنظام اللجوء في الاتحاد الأوروبي، عرضت بروكسل "الخيارات" المختلفة المتاحة لمراجعة معمقة لهذا النظام بهدف تخفيف الضغط عن دول الجنوب.
إعلان
قدمت المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء (السادس من أبريل/نيسان 2016) مختلف "الخيارات" المطروحة لمراجعة معمقة لنظام طلب اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي المعروف بـ"نظام دبلن"، في ظل الضغوطات الناجمة عن أزمة الهجرة. وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس خلال مؤتمر صحافي في بروكسل "يجب إصلاح نظام اللجوء الأوروبي، النظام الحالي ليس مجديا"، واصفا الآلية الحالية بأنها "غير عادلة وغير موثوقة".
وطرحت المفوضية الأوروبية خيارين رئيسيين، معلنة رغبتها في إقرار اقتراحاتها "قبل الصيف".
والحل الأول يقضي بالحفاظ على مبدأ تقديم طلب اللجوء في دولة الدخول إلى الاتحاد، لكن مع إضافة "تعديل" هو توزيع طالبي اللجوء على أساس الآلية التي أقرتها الدول الأعضاء الـ28 بصورة عاجلة، وهو نموذج وصفه تيمرماس بعبارة "دبلن بلاس". أما الخيار الثاني، فيقضي بتعديل المعايير الأساسية لتحديد البلد الذي يتحمل مسؤولية تلقي طلب اللجوء وفق نظام "إعادة توزيع". وقال تيمرمانس إن "الخيارين يؤمنان تضامنا نحن بحاجة إليه".ويعود جوهر المسألة إلى مفهوم التضامن الأوروبي الذي اهتز بفعل أزمة هجرة غير مسبوقة منذ 1945.
وأقر المفوض الأوروبي المكلف الهجرة ديميتريس افراموبولوس مؤخرا بأنه يتحتم إيجاد "توزيع عادل للأعباء"، فيما اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في الخريف أن آلية دبلن "عفا عليها الزمن في شكلها الحالي"، في كلمة ألقتها أمام البرلمان الأوروبي.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في مقابلة نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية الأربعاء إنه "من غير الوارد تكرار ما حصل عام 2015 في العام 2016". وأثنى على جهود ألمانيا لاستقبال اللاجئين، غير أنه اعتبر أن "الرد لا يمكن أن يكون أوروبيا حصرا"، محذرا بأن استمرار الوضع على ما هو سيعني "نهاية (فضاء) شنغن والعودة إلى الحدود الوطنية، أي تراجعا تاريخيا".
وأبعد من نظام اللجوء، تدرس بروكسل أيضا إمكانية تحول مكتب الدعم الأوروبي للجوء إلى كيان "فوق وطني" مكلف بإدارة طلبات اللجوء، على غرار المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية، وفق مصدر أوروبي. وينتظر تقديم اقتراح ملموس بهذا الشأن بحلول نهاية حزيران/يونيو.
ي ب/ ش.ع (ا.ف.ب)
لاجئون عالقون في اليونان يواجهون خيارات صعبة
يواجه اللاجئون القادمون من مناطق آمنة لا تشهد صراعات وحروب، مصاعب كثيرة في اليونان حيث تمنع دول البلقان اجتيازهم الحدود ومتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول غرب أوروبا. وليس أمامهم إلا بعض الخيارات الصعبة منها العودة لبلادهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم أمواج البحر العاتية وزيادة عدد الدوريات، يصل كل يوم ألفان إلى أربعة آلاف لاجئ إلى جزيرة بيرايوس اليونانية. لدى وصول هؤلاء تقوم السلطات بتسجيلهم وأخذ بياناتهم الشخصية، وتمنحهم مهلة 30 يوما بعدها عليهم إما تقديم طلب لجوء أو مغاردة اليونان أو اعتقالهم وترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
بسبب القيود التي تفرضها دول البلقان على حدودها، حيث تسمح فقط بمرور اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وافغانستان، هناك الكثير من اللاجئين القادمين من بلدان أخرى يبحثون عن طريق لمتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى قبل مضي مهلة 30 يوما التي تمنحها أثنيا للاجئين. ولذلك يقع هؤلاء ضحية لشبكات تهريب الأشخاص عبر مقدونيا وألبانيا وبلغاريا إلى دول غربي أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
في ساحة فيكتوريا وسط العاصمة اليونانية أثينا، يتجمع اللاجئون والمهربون الذين يندسون بينهم ويعرضون عليهم وثائق سفر مزورة ونقلهم إلى دول أخرى مقابل مبالغ كبيرة، فعلى سبيل المثال كان المهربون يطلبون من كل لاجئ 1500 يورو مقابل نقله إلى النمسا ولكن بعد تشديد الرقابة على الحدود أصبحوا يطالبون بـ 2000 يورو مقابل اجتياز الحدود من اليونان إلى صربيا فقط.
صورة من: DW/D. Cupolo
مهلة 30 يوما تمر بسرعة بالنسبة للاجئين القادمين من بلدان آمنة وأكثرهم من إيران والمغرب، وخلال هذه الفترة هناك من يضرب عن الطعام احتجاجا على عدم السماح له باجتياز الحدود إلى دول البلقان في حين يغادر آخرون إلى جزيرة أخرى لتسجيل نفسه من جديد مدعيا أنه سوري للحصول على مهلة جديدة وتدبير أموره حتى يتمكن بطريقة ما من متابعة طريقه والوصول إلى الدولة التي يريد الاستقرار فيها.
صورة من: DW/D. Cupolo
ونظرا لتفاقم الوضع واكتظاظ أماكن إيواء اللاجئين مثلما في الملعب الأولمبي في أثنيا، تنشب خلافات ومشاجرات بينهم وقد تم اعتقال نحو 100 لاجئ بسبب ذلك وقررت الحكومة إخراج اللاجئين من الملعب ونقلهم إلى مكان آخر لم تعلن عنه. لكن هناك شائعات تقول بأنه سيتم نقل اللاجئين إلى مطار قديم مهجور خارج أثينا.
صورة من: DW/D. Cupolo
النقل من الملعب سيكون للمرة الثانية للكثير من اللاجئين الذين تم إبعادهم سابقا من منطقة إدموني القريبة من الحدود المقدونية إلى أثينا. وإن الاكتظاظ وسوء الظروف في أماكن إيواء اللاجئين وبقاء بعضهم في العراء يؤدي إلى إصابتهم بنزلات برد وسعال وغير ذلك من الأمراض.
صورة من: DW/D. Cupolo
يحظر على وسائل الإعلام الدخول إلى الملعب، لكن كاميرات الصحفيين تنتشر حوله ويستغل الصحفيون كل فرصة لإجراء حوار مع أي لاجئ يخرج من الملعب. وقد استغل أحد اللاجئين القادمين من المغرب يدعى أشرف وافي، الفرصة وأعرب عن معاناته وما يطمح إليه بالقول "إننا نريد عملا جيدا وحياة جيدة" ويتابع "المغرب مليء بالمخدرات والمافيا. إننا لا نريد تلك الحياة".
صورة من: DW/D. Cupolo
عمدة المنطقة التي يوجد فيها الملعب الأولمبي وحيث يتم إيواء اللاجئين، صرح لوسائل الإعلام أنه سيحاول اللقاء بالسلطات المقدونية وإقناعها بفتح الحدود لعبور كل اللاجئين، وهو ما فسره البعض على أنه إشارة إلى إعادة فتح الطريق أمام اللاجئين لمتابعة مشوارهم إلى غربي أوروبا. ولكن سوء الفهم والمعلومات غير الصحيحة تدفع بعض اللاجئين إلى البقاء في العراء وتحمل البرد استعدادا للتحرك وعبور الحدود.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى اللاجئين المعترف بهم والذين يسمح لهم بالعبور ومتابعة طريقهم إلى شمال أوروبا، يستعجلون ويحاولون إيجاد مأوى ووسيلة نقل بأنفسهم دون مساعدة من السطات اليونانية، مثلما فعلت مجموعة من اللاجئين السوريين التي ضلت طريقها في أحد محطات المترو خارج أثينا، قبل أن يتم إعادة توجيهها إلى المكان الذي يمكن أن تجد فيه حافلات يمكن أن تنقلهم إلى الحدود المقدونية.
صورة من: DW/D. Cupolo
لن يتم نقل اللاجئين من ملعب التايكواندو الأولمبي في أثينا وإنما من ملعب الهوكي أيضا وتجميعهم في مخيم "إليوناس" خارج أثينا. ولكن حتى هذا المخيم "مكتظ باللاجئين حيث ينام بعضهم في خيام كبيرة" يقول مدير المخيم.