مع تفاقم الأزمة الإنسانية في حلب، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للقتال لإفساح المجال لوصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى سكان المدينة المحاصرة، فيما أبدت موسكو استعدادها لإعلان هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة.
إعلان
دعا الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس (18 آب/أغسطس 2016) إلى "وقف فوري" للقتال في مدينة حلب السورية لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى حوالي 1,5 مليون مدني عالقين فيها.
وفي هذا السياق قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان إن "الاتحاد الأوروبي يدعو مع الدول الأعضاء فيه إلى وقف فوري للقتال في حلب لإفساح المجال أمام إجلاء حالات طبية وإيصال المساعدات وإصلاح البنى التحتية الأساسية من مياه وكهرباء".
من جانبها، أبدت روسيا اليوم الخميس استعدادها لإعلان هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة "اعتبارا من الأسبوع المقبل" في حلب، المدينة التي تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية.
وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف "نحن مستعدون لإعلان هذه الهدنة الإنسانية لمدة 48 ساعة اعتبارا من الأسبوع المقبل من اجل إفساح المجال أمام إيصال المساعدات إلى سكان حلب".
وكان المبعوث الدولي لسوريا ستافان دي ميستورا قال اليوم الخميس إنه لم تصل أي قافلة مساعدات للمناطق المحاصرة في سوريا منذ شهر وإنه علق عمل قوة مهام إنسانية حتى الأسبوع المقبل موجها إشارة للقوى الكبرى.
وأضاف دي ميستورا أن وقف القتال لمدة 48 ساعة في مدينة حلب الشمالية سيكون الموضوع الرئيسي اليوم لمجموعة الدول التي تعمل لتنفيذ وقف الأعمال القتالية. وتابع قوله للصحفيين في جنيف "أؤكد نيابة عن الأمين العام: وقف (القتال) لمدة 48 ساعة في حلب - كبداية- يتطلب مجهودا شاقا ليس فقط من القوتين الرئيستين (روسيا والولايات المتحدة) ولكن أيضا من كل من لهم نفوذ على الأرض".
ح.ع.ح/ه.د(أ.ف.ب/رويترز)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.